في ظل هذه الظروف العرجاء بعد حرب ظالمة علينا؛ باتَ الجميعُ يحتاج إلى الاستنجاد بكل صنوف الكشف عن الحظ .. إضافة إلى متابعة الذين يدّعون أنهم منجمون يراقبون حركة الأفلاك والكواكب، وأنهم يدرسون كلَّ تفاصيل هذه الكواكب قبل إعلان نبوءاتهم، فهنا يكون ضرب المندل مثلاً لمعرفة مواعيد تقنين الكهرباء، ومدة التغذية والقطع.. وهل ستكون هناك أعطال طارئة خلال التغذية، وهل ستقوم وزارة الكهرباء بصيانة محطات التوليد، أم ستتركها حتى تلفظ آخر نفس؟!! وعلى الأغلب سيكون ذلك أثناء البرد القارس، والقيظ الحارق.
في ضرب الرمل، يمكن لمؤسسات المياه أن تبحث عن (عروق الماء) تحت الأرض، لأن لا قدرة لها على استثمار الينابيع والعيون التي تهدر مياهها كيفما شاء إلا الشرب..!!، ويمكنها أيضاً الاستفسار عن مواعيد قطع الكهرباء عن محطات الضخ، وبالتالي أحكام العطش والظلام على الناس.. أما مواعيد وصول المازوت لمحركات ضخ المياه؛ فيمكن أيضاً الكشف عنها من خلال المندل والرمل معاً، فهي عملية معقدة تحتاج إلى معرفة مخزون المازوت والصهريج والسائق والعداد!!!
في قراءة الكف يمكن الوصول إلى الأجوبة عن أسباب ارتفاع الأسعار، وفلتان الأسواق والتهريب ودور الجمارك فيه، وكثير من الأسئلة المشابهة.. أما قارئة الفنجان فقد قالت: أمامك طريق طويل، فيه الكثير من التعرجات؛ أوله يسر، وآخره يسر، وفي منتصفه الكثير من المخاطر.
يظهر في الفنجان (بقجة) قد تكون مالاً، أو ثياباً، في إشارة إلى المغادرة.. سحبت فنجاني من يدها، وجمعت كلَّ من: ضارب المندل والرمل وقارئ الكف والفنجان وما تيسر من الجن، للإجابة عن سؤال واحد هو: متى سترسو وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك على قرارٍ واحدٍ لا رجعة عنه في توزيع الخبز ..؟؟ صمتوا جميعاً، ثم اجهشوا بالبكاء، وولّوا هاربين وهم يقولون: التوبة، التوبة عن هذه الأعمال والرزق على الله..!!