أسمهان.. أميرة الجبل أيقونة الفن العربي
عندما نتحدث عن الفنانة العربية السورية أسمهان؛ فإننا نتحدث عن ذلك الصوت الجميل والأناقة الباهرة وسمو الشخصية التي جذبت ملايين المعجبين العرب وغير العرب في تلك الفترة من الفن الجميل، أو هذه الفترة التي مازالت أغنياتها القديمة تنتشر في كل أنحاء الوطن الأكبر، والسبب في هذا الحب الفني؛ هو جمال شكلها وعذوبة صوتها.
ولدت الفنانة السورية أسمهان عام 1912 على متن باخرة قادمة من تركيا إلى سورية عندما تعرضت هذه الباخرة للغرق فسمّتها أمها (آمال) لأنها نجت بأعجوبة من الغرق، وفي عام 1924 هاجرت أمها إلى مصر لتغني في منتديات مصر الفنية ولتعيل ابنيها (فريد وآمال)، لكن بعد مضي برهة من الزمن في مصر شاءت المصادفة أن يسمع الملحن المصري (داود حسني) بالفنانة آمال وهي تغني فأعجب بصوتها، وطلب من فريد أن يحضرها أمامه، فسماها (أسمهان) لعلاقته سابقاً بفتاة تشبه (آمال)، وهكذا أصبحت آمال (أسمهان)، ومن هنا بدأ المشوار مع الفن السوري الأصيل بصوت (أسمهان) العذب وجمال شكلها الذي انبهر به الفن العربي الأصيل.
استطاع الملحن المصري (داود حسني) أن يرسم الخريطة الفنية للفنانة (أسمهان) في مصر بمساعدة أخيها الفنان الكبير (فريد الأطرش) الذي شاركته التمثيل والغناء في عدة مناسبات، كما أنها شاركت في فيلم (يوم سعيد) وغنّت مع محمد عبد الوهاب أغنية (مجنون ليلى)، كما أنها غنت أغنية (ليالي الأنس)، و(ليت للبراق عينا)، ومثّلت في فيلم (انتصار الشباب) مع أخيها (فريد) وغنّت فيه أغنية (إيمتى حتعرف)، وهكذا فقد استمر عطاؤها الفني عندما غنّت لأم كلثوم ومحمد عبد الوهاب، ثم برفقة أخيها فريد الأطرش في فيلم (ليلى بنت الصحراء).
تزوجت الفنانة (أسمهان) من ابن عمها الذي طلقها، ثم تزوجت من الفنان (أحمد بدرخان) ثم أحمد السالم الذي حاول قتلها، كانت حياتها الفنية مملوءة بالنجاحات رغم كثرة الانتكاسات التي أصابتها من مسيرتها الفنية، ورغم أن المعجبين بها أكثر من الحاقدين عليها لإيقاف هذه المسيرة الحافلة بالنجاحات، ورغم أنها اعتزلت الغناء والعمل الفني في مصر عام 1933، إلا أنها عاودت العمل بعد مشوار من التوقف وهي حذرة لعاملين؛ الأول: شهرتها الفنية التي سببت لها عداوة بين أهل الفن في مصر، والثاني: شهرة أخيها فريد الذي تبوّأ المنصب الأول في العطاء الفني في مصر، ولاسيما أن هناك عمالقة الفن العربي مثل أم كلثوم وعبد الوهاب، وعلى كل حال كانت نهاية حياة أسمهان مثل ولادتها، فهي ولدت في البحر وماتت في ترعة ماء، إثر حادث مؤسف بسقوط سيارتها، وهنا انتهى مشوار فنانة العرب (أسمهان) ومازالت أغانيها خالدة حتى اليوم.