بانتظار المحاسبة!!
يقف المواطن عاجزاً أمام سيل من المتغيرات الاقتصادية والمعيشية كل يوم بل كل ساعة, فما وصلت إليه الحال بسبب آثار الحرب على سورية يشكل تحديات كبيرة للجهات المعنية التي تغيب حلولها في أحيان كثيرة, لذلك بات المواطن يبحث عن ثقة مفقودة بينه وبين كل مسؤول عن احتياجاته اليومية, والتي قد تبدأ بالمياه والكهرباء ولا تنتهي بالغذاء الذي يشكل تأمينه صعوبة لدى الأغلبية الكبيرة من الأسر.
المواطن اليوم يبحث عن إجراءات من المعنيين تكفل له العيش الكريم, وعن صدق في قول الحقائق وإظهارها وعدم إنكارها, من خلال تزويد الناس بالمعلومات وبمنتهى الصراحة والشفافية, فالصمت ورمي الكرة في ملعب الآخرين لا يمكن أن يرتقي بالوضع الاقتصادي, و«لا يسمن ولا يغني من جوع», ويأتي الحل الأمثل في محاسبة حيتان الأسواق الذين يتحكمون بالأسواق ويحركون الأسعار كيفما يشاؤون من دون رادع أو قانون أو محاسبة!!.
المرحلة صعبة لاشك.. وأعداء الوطن حاصروا الناس حتى في لقمة عيشهم, ساندهم في ذلك بعض ضعاف النفوس الذين امتهنوا سرقة الناس والثراء على حسابهم, وهذه المرحلة تتطلب فعلاً تطبيق القوانين وفرض العقوبات لتكون رادعاً لكل من تسول له نفسه العبث بحياة الناس, وكل ذلك حتى لا تكون الأمور عبثية, وخاصة أنّ الأسواق وأسعار المواد وصلت إلى حالة هستيرية, ما شكل وبكل بساطة فوضى في الأسواق وفلتاناً غير مسبوق, والضحية كما العادة الفقير الذي يقف عاجزاً أمام متطلبات أطفاله!!.
لنعترف أن مبدأ العقاب والثواب غائب لدينا, ويتساوى من يعمل ومن لا يعمل, وأن فتح الملفات يكون في أحيان كثيرة لصغار الموظفين وليس كبارهم, لذلك نحتاج قرارات جريئة في محاربة الفساد والمفسدين, يضاف إليها الارتقاء بالإنتاج وتذليل الصعاب واستقدام الخبرات الوطنية وليس تطفيشها, وتقويم أداء المؤسسات بكل مفاصلها وموظفيها ومسؤوليها, بمعنى؛ الرقابة المستمرة لمهام وأداء الجميع, وإلا سنبقى نترحّم على أيام مضت ولن تعود!!.