التربية: سلالم التصحيح تحقق العدالة للطلبة وتراعي الفروق الفردية بينهم
لا تقل عملية وضع سلالم التصحيح لامتحانات الشهادة الثانوية العامة بفروعها كافة وشهادة التعليم الأساسي والإعدادية الشرعية أهمية عن وضع بنوك الأسئلة لما لها من دور مهم في الحفاظ على جودة المخرجات التربوية ومكانة الشهادة السورية إضافة إلى ما تحققه من عدالة بين الطلاب من خلال مراعاة الفروق الفردية بينهم.
وفي هذا السياق أوضح المثنى خضور مدير التوجيه في وزارة التربية لـ«سانا» أن اللجان المشكلة من الوزارة والمؤلفة من خبراء تربويين تقوم بوضع الأسئلة مع إجاباتها ثم يتم مناقشتها من موجهين ومدرسين خبراء ووضع جميع الإجابات المحتملة وتوزيع الدرجات عليها لافتاً إلى أنه مع نهاية الامتحان لكل مادة يتم أخذ عينة عشوائية من أوراق الإجابات لطلاب نظاميين وأحرار ومن عدد من المحافظات وتصحيحها وفق السلم لدراسة النتائج واستخراج نسب النجاح فيها ومن ثم اعتماد السلالم بما يحقق العدالة بين الطلاب والوزن النسبي المناسب لكل سؤال.
وفي حال وجدت اللجان الفرعية خلال عملية التصحيح طرق إجابات جديدة لدى الطلاب وصحيحة وغير مضمنة في النسخة الأولية للسلالم الموضوعة من قبلها تقوم بإرسالها مباشرة إلى اللجنة الرئيسية لتعمل على دراستها والتأكد من صحتها ودقتها العلمية ويتم اعتمادها مع الإجابات الأخرى ويعاد توزيع الدرجات على السلالم واعتمادها كنسخة نهائية ليتم تعميمها على جميع المراكز ثم تبدأ عملية التصحيح.
وحسب خضور فإن الوزارة تسعى إلى تشجيع التفكير والابتكار بما يوفر الوقت والجهد على المعلم والمتعلم ويسهم في إيصال المعلومة بطرق تفاعلية بدلاً من الطرق التقليدية من جهة وبما يحقق التشاركية بين الإدارة المركزية والموجهين الأوائل والاختصاصين وبين المعلمين العاملين في ميدان التربية والتعليم من جهة ثانية وتأخذ بالعينات والتطبيق العملي.
وفي معرض رده على الأحكام التي تطلق مسبقاً من عدد من الطلاب والأهالي حول صعوبة الأسئلة أو عدم صحتها بين خضور أن مركز القياس والتقويم في الوزارة يقوم بأخذ أكثر من عينة من الأسئلة ذات الصعوبة العالية لإجراء تحليل إحصائي عليها لمعرفة سبب صعوبتها في حال كان السبب هو خطأ في الصياغة أو خطأ علمي أو أنها من خارج المنهاج المقرر أو أنه سؤال موضوع للطالب المتميز فمثلاً سؤال أجاب عليه بطريقة صحيحة 60 طالباً من أصل 100 تكون نسبة الصعوبة فيه 40 بالمئة مشيراً إلى أن الغاية من الامتحانات هو تصنيف الطلاب وإعطاؤهم الدرجات التي يستحقونها وعن أسئلة الاختيار من متعدد بين خضور أنها لا تحتمل إلا إجابة واحدة فقط من الإجابات والطالب الذي يقرأ السؤال بشكل جيد يختار الإجابة الصحيحة كما جاء في خيارات الإجابة على أحد أسئلة مادة الجغرافيا لطلاب شهادة التعليم الأساسي وهو عن سبب تدمير البلانكتون وتضمنت الخيارات أسباباً طبيعية أو بشرية أو اقتصادية والإجابة الصحيحة «الطبيعية» مشيراً إلى نسبة السهولة فيه كبيرة تتخطى 70 بالمئة ولا خطأ علمياً أو طباعياً أو إملائياً وهو واضح وموجود في تدريبات أحد الدروس في المنهاج في حين كان السؤال الأخير لنفس المادة مفتوحاً ومطلوب من الطالب دراسة الحالة وإبداء الرأي والخيارات هنا واسعة جداً وهذا السؤال يقيس التفكير الإبداعي لدى الطلاب من خلال فهمهم للكتاب.
وتقوم الوزارة وفق خضور بعد انتهاء الدورة الامتحانية الأولى وحفاظاً منها على تركيز الطالب أثناء الامتحان بنشر سلالم التصحيح ليعرف الطالب أين أخطأ وكيف فقد درجاته إذا أراد أن يحسن من درجاته في الدورة الثانية داعياً المصححين إلى اتخاذ أعلى درجات الحيطة والحذر لجهة عدم تسريب هذه السلالم كيلا تكون مصدر تشويش على الطلبة وعن الاعتراضات بين خضور أنه يحق للطالب في الدورة الأولى الاعتراض على مادتين على أن يتم إعادة جمع العلامات فقط بينما يحق له في الدورة الثانية الاعتراض على مادة واحدة على أن يعاد تصحيحها بالكامل داعياً الأهالي والطلاب إلى عدم الإصغاء إلى الإشاعات لأن الوزارة تعتبر مصلحة الطالب هي الأساس لعملها.