لكل لوحة قصة في معرض «حديث الروح» للفنان التشكيلي المغترب محمد محفوض
في أقل من ستة أشهر استطاع الفنان التشكيلي المغترب محمد محفوض إنجاز أكثر من تسعين لوحة وعملاً تشكيلياً ليجمعها في معرضه الثاني خلال عام وحمل عنوان «حديث الروح 2» الذي استضافته صالة صبحي شعيب للفنون التشكيلية بحمص على مدى أسبوع.
وشكل المعرض الذي أقامه محفوض في حمص العام الماضي وما شهده من إقبال جماهيري بعد ثلاثين سنة من الغربة في دولة الإمارات العربية حافزاً له لينتج هذا الكم من الأعمال ويقيم معرضه الحالي.
وتميز المعرض بتقنية فنية مزجت المدارس التشكيلية بمختلف أساليبها مع التكوين الهندسي بأسلوب تشابكت فيه الألوان الحارة المفعمة بالأحاسيس الجياشة تارة وبالألوان الباردة كاللون الليلكي الذي طغى على مجموعة كبيرة من لوحاته ليعكس شفافية وهدوءاً وانتظارا لأمل قادم بالأجمل فضلاً عن اللونين الأبيض والأسود المتناقضين كتناقض الحياة بما فيها من أفراح وأحزان.
عن معرضه والأسباب التي دفعته لإنجاز هذا الكم الهائل من الأعمال في فترة قياسية قال الفنان محفوض في لقاء مع «سانا» الثقافية: المعرض نتاج تجربتي الشخصية على مدى سنوات وما مر بي من ظروف جميلة وحزينة أردت تجسيدها بالألوان لأقدم قصة تحكيها اللوحة بكل تفاصيلها.
محفوض الذي أنجز على مدى الأشهر الستة الأخيرة 120 عملاً فنياً جمع فيها بين اللوحات وأعمال إعادة التدوير للأشياء المستهلكة مثل السيراميك المكسر والبراميل والإطارات القديمة مكوناً منها مقاعد وطاولات بطريقة فنية تخلع عنها صفة الاهتراء وتحولها إلى أشياء جميلة تزين منازلنا وحدائقنا العامة.
ويؤكد محفوض أن لوحاته ليست للبيع ورسالته من خلال أعماله هي نشر المحبة بين الناس والفن هو الذي يوحدهم لأنهم يقفون بالتساوي أمام أي عمل فني.
ويمتلك محفوض الذي درس في الثانوية الصناعية وتابع في كلية الفنون الجميلة اختصاص ديكور موهبة ساعدته على الدمج بين الاثنين ما أعطاه تنوعاً في الأسلوب والإبداع وهو ما تبدى بالنحت والحديد والألوان الزيتية والتعتيم الداخلي والرسم بالحبر الصيني والمائي وتدوير المواد التالفة ليكون منها أعمالاً فنية حولت المدارس التي كان يدرس فيها بدولة الإمارات إلى شبه معارض فنية لا تزال تحتفظ بإبداعاته التي صنعها بالتشاركية مع طلابه.
وإضافة إلى الفن التشكيلي فإن محفوض بصدد كتابة مقاطع شعرية أو ومضات قصصية على كل لوحة من أعماله لأنها موجز لموقف ما مر به خلال لحظة ما أو أشخاص تركوا بصمة في حياته سلباً أو إيجاباً.