كلّنا شركاء
المحنة القاسية التي مررنا بها في بلدنا عوّدتنا الصبر على أشد الصعاب والمصائب, وجعلتنا على يقين بأنّ الثبات كلٌّ في موقع عمله مواصلاً العطاء من دون انتظار أي مردود أو حتى كلمة شكر هو واجب على كل منّا من أجل بقاء الوطن/ سورية محتضناً لأبنائه، إذ لا كرامة للإنسان إلا في وطنه.
ما يثير لدى المرء الكثير من الإعجاب أثناء سنوات الحرب على سورية وبرغم قساوة الظروف التي مرت هو مدى تمسك الفلاح بأرضه.. يواصل الإنتاج منها على قلة المستلزمات وفحش تكاليفها وحتى عدم تأكده من إمكانية جني ثمرة كده وتعبه، ويكفيه فقط أنه لصيق بأرضه لا يبارحها, ويسهم في تأمين لقمة عيش أهل بلده، فكان بحق إحدى دعامات صمود أبناء الوطن, ومثالاً يحتذى في البذل والعطاء.
وما يعزّز لدى المرء الكثير من التفاؤل بأنّ القادم لسورية بمكوناتها كلّها أفضل وأجمل هو مواصلة الطبقة العاملة عملها والإصرار على مزيد من الإنتاج وتقديم أفضل الخدمات الممكنة للمواطنين في مختلف المجالات بالرغم من عناء التنقل وارتفاع تكاليفه وضعف الأجور والرواتب.. يميزها التكيف مع قلة الإمكانات المادية والبشرية المتاحة وتضرر الكثير من البنى التحتية من جراء الحرب الظالمة على سورية.. والأمثلة في هذا المجال حدّث ولا حرج ومن مختلف القطاعات بدءاً من القطاع الصحي ومنظومات إسعافه إلى قطاعات المطاحن والمخابز والصناعة, وليس انتهاءً بقطاعات الكهرباء والمياه والتعليم وغيرها الكثير.
والجميع على الرغم من طول عمر المحنة التي نمرّ بها لا يزالون مصرين بلا كلل أو ملل على إكمال المشوار حتى النهاية حيث نعبر ببلدنا الحبيب سورية إلى برّ الأمان والاستقرار والازدهار.. وهم على ثقة بأن ذلك سيتحقق لا محالة وفيه كل الخير لهم ولأبنائهم.
اليوم ونحن على أعتاب الاستحقاق الرئاسي لا شك في أننا مطالبون باستمرار المضي في البذل والعطاء، كلٌّ من موقعه في المزارع والمنشآت الإنتاجية والفعاليات الخدمية على اختلافها وتنوعها، وأن نكلل عملنا الدؤوب وأداءنا المتميز ومبادراتنا المسؤولة بالمشاركة الفاعلة في الانتخابات الرئاسية القادمة من أجل ضمان اختيار الأفضل لمستقبل سورية الذي يمثل مستقبلنا جميعاً.