في عيد ميلادي، أرتّبُ ليلي نجمةً نجمةً، وأزيّنُ أيامي بالاستعارات وشتلات الحبق.. أطلقُ ضحكاتي للريح وأقولُ لكم أحبّكم، أصيرُ وتراً يحنُّ على وترِ عاشقٍ مخذول، أصيرُ شامةً على خدّ الزمان، خيطَ شمسٍ كرمى عيونِ أمّي وهي تغسلُ الليلَ من آثار الأرق والهواجس!
في عيد ميلادي، ينسجني الزمنُ من خيوط اللغة وهسهسةِ الموسيقا، فأصبحُ اسماً من أربعة أحرفٍ قزحيّةِ التشكيل والإيقاع:
جيمُ جوىً، وجمرُ الجواب على سؤال الوجود، وجملةٌ موسيقيةٌ من مقام البيات.. واو الولادة والوداعة والوردة الجوريّة يوم الوداع.. ألِفُ آهاتِ إخوتي وأمنياتِ أبي وابتهالاتِ أمّي للإله.. دالُ الدروب التي مشيتُها والتي سأمشيها.. دموعُ العاشقين، دَمُ هذي البلاد.
في يوم ميلادي، أرى نومي كما يرى السائرون نياماً أحلامهم، أرى نفسي تحِنُّ على نفسي كأنّي أبُ نفسي في المنام.. في يوم ميلادي، علّقت وجهي مثل لوحةِ طبيعةٍ صامتة:
عيناي حبّتا عنبٍ ذابلتان..
أنفي إجاصةٌ صفراءُ هادئة..
وشفتاي سنبلتا قمحٍ منسيّتان…
لكنكم لو دقّقتم في الظلال قليلاً لرأيتم قلبي قنديلاً ناعساً يُضيءُ تفاصيلَ المكان وعتمَ الزمان.