منصور: حرمان مليون إنسان في الحسكة من الماء خرق فاضح لميثاق الأمم المتحدة
أكد رئيس مجلس إدارة فرع الهلال الأحمر العربي السوري في الحسكة علي منصور لـ«تشرين» أنّ قيام قوات الاحتلال التركي والمجموعات المسلحة التابعة لها بتوقيف محطة مياه عللوك عن العمل من جراء التعديات الحاصلة على خط تغذية المحطة بالتيار الكهربائي من محطة كهرباء الدرباسية وحرمان السكان المستفيدين من مياه الشرب التي يتم ضخها من محطة عللوك والبالغ عددهم مليون إنسان في مدينة الحسكة وضواحيها وبلدة تل تمر وقراها هو خرق فاضح لميثاق الأمم المتحدة وشرعة حقوق الإنسان والعهود والمواثيق الدولية.
وقال منصور: إنّ الظروف الإنسانية القاسية التي يضطر أكثر من مليون مدني من أهالي محافظة الحسكة لعيشها نتيجة قطع المياه عن المحافظة في ظل الإجراءات الاحترازية من فيروس كورونا وخلال شهر رمضان المبارك، أمرٌ مخالف للقانون الدولي الإنساني, مبيناً أنّ حق الإنسان في الماء هو حق لا يمكن الاستغناء عنه للعيش عيشة كريمة، وهو شرط مسبق لتطبيق حقوق الإنسان الأخرى, ويتعين على قوات الاحتلال التركي أن تمنع المجموعات المسلحة المنضوية تحت سلطتها من انتهاك الحق في الماء للأفراد والمجتمعات في بلدان أخرى كسورية ومنها محافظة الحسكة.
وأوضح منصور أن منظمة الهلال الأحمر العربي السوري وضمن ما تمليه عليها واجباتها لم تقف مكتوفة الأيدي حيال ما يجري، فهي على تواصل دائم مع كل المنظمات الدولية من أجل التصدي لمشكلة الحرمان من الحق في الماء الذي تمارسه قوات الاحتلال التركي والمجموعات المسلحة التابعة لها على سكان منطقتي الحسكة وتل تمر في محافظة الحسكة شمال شرق سورية, هذا الحق الذي يـُلـزِم النظام التركي وفق ميثاق الأمم المتحدة وشرعة حقوق الإنسان والعهود والمواثيق الدولية، أن تمنع العصابات التابعة لها والمسيطرة على محطة مياه عللوك من أن تحول دون وصول سكان الحسكة وتل تمر إلى كميات كافية من الماء المأمون والمقبول.
وبالتوازي مع الاتصالات التي أجرتها وتجريها منظمة الهلال الأحمر العربي السوري مع المنظمات الدولية قام فرع المنظمة في الحسكة وفور قطع المياه عن السكان بإعداد وتنفيذ خطة طوارئ لتأمين المياه بشكلٍ عاجل للأهالي، بالتعاون مع المنظمات الدولية العاملة في المجال الإغاثي في المحافظة عبر نقل المياه بالصهاريج من محطتي تل براك ونفاشة، إلى خزانات المياه المركزية التي تم تركيبها في الشوارع الرئيسة والساحات العامة في المدينة والأحياء التابعة لها، بالتعاون مع منظمة العمل ضد الجوع AAH واللجنة الدولية للصليب الأحمر سعة كل خزان 5م³ من المياه الصالحة للشرب، إضافة إلى الخزانات التي تم تركيبها في المدارس بالتعاون مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر سعة كل منها 2 م3.
من جانبها بيّنت منسقة إدارة المياه والإعمار في فرع الهلال الأحمر العربي السوري في الحسكة المهندسة نورة عبد الوهاب لـ«تشرين» أن تقديم وتركيب الخزانات المركزية تم في إطار سعي منظمة الهلال الأحمر العربي السوري لتخفيف معاناة سكان مدينة الحسكة من مياه الشرب والعمل على إيصالها لكل التجمعات السكانية. بهدف تأمين بدائل ثابتة تُلبي الاحتياجات الطارئة من مياه الشرب لسكان المدينة وأحيائها, وذلك نظراً لما شهدته مدينة الحسكة من انقطاع متكرر للمياه من مصدرها الأساسي في محطة مياه عللوك الواقعة في ريف منطقة رأس العين شمال غرب الحسكة, حيث يتم تعبئة هذه الخزانات بمياه الشرب النقية بشكل دوري، ويقوم الأهالي والسكان بالحصول على حاجتهم من المياه منها.
ومن الجدير بالذكر أن التعديات الجارية على خط التوتر الكهربائي المغذي لمحطة مياه عللوك من محطة تحويل الدرباسية تتمثل بالاستجرار غير الشرعي للتيار الكهربائي من الخط من قبل قوات الاحتلال التركي ومرتزقتها, ما يؤدي إلى رفع حجم الاستجرار الفعلي من الكهرباء من 3 ميغا وهي كامل حاجة محطة مياه عللوك إلى 8 ميغا، الأمر الذي يؤدي إلى فصل الحمايات كون الحمولة تتجاوز استطاعة الخط من جراء قيام مرتزقة الاحتلال التركي بمد خطوط غير نظامية إلى القرى التي احتلوها في محيط مدينة رأس العين في التاسع من شهر تشرين الأول من عام 2019 من أجل تشغيل محركات الآبار الزراعية التي استولوا عليها بعد تهجير وطرد الأهالي منها, الأمر الذي يشكل ضغطاً كبيراً وحمولات زائدة على محطة تحويل كهرباء الدرباسية.