دكتاتورية الجغرافية والتحالف الاقتصادي الآسيوي وسورية ؟.
تنهض قارة آسيا بقوة وبدأت معالم الجغرافيا الاقتصادية والسياسية تفرض نفسها على الساحة العالمية، لتعلن تحالف المتضررين من السياسة الغربية الأوربية والصهيوأمريكية ، واتضح قوس التقارب أو التحالف لكل من ( روسيا – الصين – إيران – سورية ) ، وهذا يمهد لوضع حد للقرصنة الغربية الأمريكية وإرهابها الاقتصادي والسياسي والعسكري والطبي ، ولا سيما بعد تراجع دورها وفشلها في مواجهة وباء كورونا بل احتلت الرقم الأول في العالم بعدد المرضى والوفيات وفشل أدويتها مقابل نجاح الأدوية الروسية ، ومن الناحية الاقتصادية فإن هذا التحالف الآسيوي أو التقارب يضم أكثر من /1500/ مليون نسمة يشكلون من عدد سكان العالم البالغ سنة /2020 / بحدود /7800/ مليون نسمة أي بنسبة أكثر من /19%/ وبمساحة أكثر من /29/ مليون كيلو متر مربع تشكل من مساحة العالم البالغة أكثر من /510/ مليون كم2 نسبة /6%/ ويمتلك اقتصاد أكثر من /23%/ من قيمة الناتج المحلي الإجمالي العالمي وفيه دولتان نوويتان دائمتا العضوية في مجلس الأمن وتمتلكان حق الفيتو VETO وهما ( روسيا والصين ) ، ويتعرض المحور لتمدد حلف الشمال الأطلسي (الناتو NATO ) وسعيه لمحاصرة هذا المحور من ( تركيا وأوكرانيا ودول أخرى ) ، وسيتكامل الحلف الجديد مع مبادرة الصين الدولية ( الحزام والطريق ) وهو يجسد الممر بين الشمال والجنوب، و جغرافياً فإن دول التحالف هي محطات تاريخية وجغرافية هامة بالنسبة للمبادرة الصينية وستتعزز مصالحها الوطنية أيضاً وعلى مستوى الإقليم، وتتمكن من مواجهة التوترات التي تفتعلها أمريكا وهي التي لا تستطيع أن تعيش من دون أعداء أو اصطناع أعداء وهذا هو تاريخها، وتستفيد الصين وهو العملاق الاقتصادي الذي سيتربع قريباً على عرش الاقتصاد العالمي حيث سيؤمن أكثر من (60%) من احتياجاته من النفط والغاز، وسيتشكل سوق استهلاكي كبير تستفيد منه كل دول التآلف وتتمكن من تصدير منتجاتها وسيتعزز هذا إذا تم التعامل بالعملات المحلية أو بعملة أخرى غير الدولار وإيجاد منظومة مالية بدلاً عن المنظومة الأمريكية التي تتراجع من يوم لآخر، وستتشكل قوة عسكرية على أهم المضائق والبحار العالمية من البحر الأبيض المتوسط و خليج الصين و الخليج العربي- الإيراني، وسيتكامل مع مشروع البحار الخمسة التي أطلقها السيد الرئيس بشار الأسد وتتعزز قوة التحالف الجيوسياسية من سورية إلى إيران على روسيا والصين، وهنا تجدر الإشارة إلى أن المستشار الأمني السابق ( بريجنسكي) حذّر المؤسسة السياسية والعسكرية الأمريكية من تشكيل محور تعاون (أورو- آسيوي) يشكل خطراً على الولايات المتحدة وحلفائها، وأكد أن هذا الحلف إذا تمدد أفقياً وتعمق عمودياً سيتحول إلى كابوس حقيقي للغرب وتنتهي الهيمنة الغربية على العالم، ولكن بحسابات الواقع فإني أخشى الغدر الأوروبي أكثر من الغدر الأمريكي، لأن السياسة الأمريكية انكشفت، وقد يقول البعض أن تشكل هذا الحلف سيؤدي إلى عودة الحرب الباردة في العالم، لكن نقول هل انتهت هذه الحرب في يوم من الأيام، والدليل على ذلك توسع حلف الناتو بشكل أكبر بعد أن انتهى حلف وارسو وانضمام أغلبية دوله إلى نقيضه أي حلف الناتو، وحلف الناتو لا يفهم إلا لغة القوة والدليل هو استمراره في سرقة الثروة السورية وتجويع الشعب السوري والاعتداء على منشأة (نطنز) الإيرانية في الوقت الذي تجري فيه حالياً مباحثات في جنيف لمناقشة الملف النووي الإيراني الأمريكي كما يتم تحريك أوكرانيا ضد روسيا والتحرك الأمريكي وعملائه المشبوه في بحر الصين الجنوبي، هذا التحالف سيؤدي إلى تفعيل عجلة الاقتصاد في هذه الدول وقد يتمدد الحلف مستقبلاً ليضم الهند وفنزويلا وبعض دول أمريكا اللاتينية، وبعض الدول العربية والإفريقية ، ولا سيما أن أغلبية دوله تعتمد في العمل الاقتصادي مبدأ ( رابح – رابح ) بينما التحالفات الغربية تقوم كما قال الاقتصادي المصري الكبير سمير أمين على مبدأ (المركز والأطراف)، والدليل على ذلك هو بداية نهاية الاتحاد الأوروبي، وفي سورية هل نسرع لتفعيل هذا الحلف ولنكون حلقته الرئيسة و لنكون مدخله إلى البحر الأبيض المتوسط ؟، نتمنى ذلك وبأقصى سرعة ممكنة، وعندها نسرّع من خطوات إعادة الإعمار والبناء، وكل شهر رمضان وأنتم بخير.