مخاوف من تداعيات تعطل الملاحة في قناة السويس على التجارة العالمية

لا تزال تداعيات تعطل حركة الملاحة في قناة السويس المصرية التي تربط البحرين الأحمر والأبيض المتوسط إثر جنوح سفينة نقل حاويات عملاقة تلقي بظلالها على الواقع الاقتصادي والتجاري العالمي بسبب الأثر الكبير الذي من الممكن أن يحدثه تعطل هذا الممر الحيوي والذي يعد رئة التجارة العالمية والشريان الذي يصل الشرق بالغرب وسط أزمات اقتصادية عالمية وارتفاع أسعار النفط.

فوفق أحدث البيانات تحتجز سفينة الحاويات «ايفر غيفن» التي تشغلها شركة تايوانية وتملكها شركة يابانية وترفع علم بنما العالقة في قناة السويس ما يقدر بنحو 6ر9 مليارات دولار بضائع يومياً أي ما يعادل 400 مليون دولار في الساعة من التبادل التجاري على طول الممر المائي.

ووفق بيانات من مجلة «لويدز ليست» المختصة بالشحن تقدر حركة المرور المتجهة غرباً عبر القناة بحوالي 1ر5 مليارات دولار في اليوم وحركة المرور المتجهة شرقاً بحوالي 5ر4 مليارات دولار في اليوم.

ويقول الخبراء إنه على الرغم من الجهود المبذولة لتخليص السفينة إلا أن الأمر قد يستغرق أسابيع حيث يعادل طول السفينة أربعة ملاعب كرة قدم وهي واحدة من أكبر سفن نقل الحاويات في العالم ويبلغ وزنها 200 ألف طن وهي قادرة على نقل 20 ألف حاوية.

محاولات عديدة لإعادة تعويم سفينة الحاويات العملاقة الجانحة باءت جميعها بالفشل حيث أكدت الشركة الأم «إيفرغرين مارين» أن محاولة إعادة تعويمها فشلت اليوم أيضاً مضيفة أن فريق الإنقاذ الهولندي أكد أن قاطرتين إضافيتين ستصلان في الـ28 من آذار للمساعدة في جهود إعادة تعويمها.

وكانت فشلت محاولتان لتعويم السفينة أمس فيما يرجح خبراء أن تستمر المحاولات لأيام.

وأكد مصدر ضمن القناة أن العملية ليست سهلة أبداً وقد تحتاج لفترة تتراوح ما بين ثلاثة إلى ستة أيام أخرى مؤكداً أن تفريغ جزء من الحمولة وارد لكنه أمر معقد وقد يزيد من أمد العملية.

وعملت عدد من الآليات التابعة لهيئة قناة السويس وأخرى تابعة لشركة هولندية استأجرتها الشركة المشغلة للسفينة لتعويم السفينة وسحبها منذ الثلاثاء الماضي والتي تعوق حمولتها وطبيعة المنطقة الحجرية التي جنحت فيها نجاح العملية حتى الآن.

وذكرت الشركة التي تدير ناقلة الحاويات أن التركيز الآن على التجريف لإزالة الرمال من حول الجانبين الأيمن والأيسر من مقدمة السفينة مشيرة إلى أن التحقيقات الأولية تبين أن السفينة جنحت بسبب رياح قوية مستبعدة أي عطل ميكانيكي أو في المحركات عندما كانت تعبر قناة السويس.

وتابعت الشركة: إن هناك شكوكاً بأن السفينة ضربتها رياح قوية مفاجئة مما تسبب في انحراف هيكلها فارتطمت عرضاً بقاع القناة ثم جنحت عن مسارها مضيفة: إنه لغز صعب لأن السفينة تتعرض حالياً لضغوط من قوى غير طبيعية .. لا نريدها أن تميل أو تنقسم إلى نصفين أثناء عملية الإنقاذ.

ومنذ جنوح السفينة التي أغلقت قناة السويس تماماً توقفت حتى الآن أكثر من 300 سفينة قرب السويس وبور سعيد بسببها .. كذلك هناك مئات السفن الأخرى تتجه لقناة السويس وستتوقف حكماً بسبب إغلاق القناة .

خبراء أشاروا إلى أنه لا يمكن حل المشكلة إلا بأمرين.. الأول تفريغ السفينة وهذا بحاجة لسفن تفريغ ووقت لا يقل عن اسبوعين كحد أدنى والثاني الحفر من أمام وخلف السفينة وتعميق قناة السويس وهذا أيضاً يحتاج لأيام حيث بدأت هيئة قناة السويس بالحفر منذ يومين وطلبت مساعدات من جميع دول العالم .

وأعلنت هيئة قناة السويس أن حركة الملاحة شهدت يوم أمس الأول عبور 13 سفينة من بورسعيد وهي تنتظر حالياً في منطقة البحيرات لحين انتهاء إجراءات تعويم السفينة الجانحة.

وأشارت الهيئة إلى أن نسبة إنجاز أعمال إزالة الرمال المحيطة بمقدمة السفينة بلغت نحو 87 في المئة بعد إزالة نحو ألف متر مكعب منها مبينة أنه مع تواصل أعمال تعويم السفينة كان لابد من التحرك وفق السيناريو البديل من خلال الانتظار بمنطقة البحيرات الكبرى لحين استئناف حركة الملاحة بشكل كامل بعد تعويم السفينة.

ويمر حوالي 12 في المئة من حجم التجارة العالمية عبر قناة السويس التي تربط البحر الأبيض المتوسط بالبحر الأحمر وتوفر أقصر طريق بحري بين آسيا وأوروبا بينما يستغرق الطريق البديل رأس الرجاء الصالح أسبوعين إضافيين مقارنة بالوقت الذي تستغرقه رحلة السفن عبر قناة السويس.

وكانت السفينة في رحلة من الصين إلى ميناء روتردام في هولندا تمر باتجاه الشمال عبر القناة في طريقها إلى البحر الأبيض المتوسط عندما جنحت.

«سانا»

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار