رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر: سورية في وضع صعب بسبب الإرهاب والحصار المفروض عليها
أكد رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر في العالم بيتر ماورير أن سورية في وضع صعب وبحاجة للكثير، بسبب الحرب والعقوبات المفروضة عليها وجائحة كوفيد 19 والوضع الاقتصادي العالمي ودول الجوار وخاصة لبنان، الأمر الذي أثر على الوضع الاقتصادي في سورية, وشكل تحدياً كبيراً بالنسبة لها وللمنظمات الدولية, ونحن مستعدون لتقديم المساعدة اللازمة، وذلك لأننا يجب أن نكون فاعلين في سورية بشكل عام وفي محافظة الحسكة بشكل خاص, كما يجب أن نكون فاعلين على المستوى الدولي سواء مع المانحين أو مع المنظمات الدولية حتى يعترفوا بخطورة الوضع الإنساني في سورية، ويقوموا بتعديل السياسات الخاطئة تجاهها.
وقال ماورير خلال لقائه والوفد المرافق له مع محافظ الحسكة غسان خليل بحضور رئيس مجلس إدارة فرع الهلال الأحمر العربي السوري في الحسكة علي منصور: إن سبب زيارتي هو الاطلاع على الوضع في سورية عن قرب، وذلك لأنني سأخاطب خلال الأسبوع القادم أعضاء مؤتمر بروكسل حول سورية حتى أؤثر في سياساتهم المتعلقة بها وباحتياجات شعبها, وخاصة الكهرباء والمياه, فالكهرباء ضرورية لتشغيل منظومات المياه والصحة والمخابز لسكان المحافظة.
وقد وجهت مكتب اللجنة في الحسكة للتواصل مع الجهات المعنية بالقطاع الصحي في المحافظة من أجل تنمية وتطوير هذا القطاع, وزيادة الخدمات المقدمة منه للسكان, وبالنسبة لجائحة كوفيد 19, سيكون لنا حالياً دور فاعل بتوجيه اللقاحات نحو سورية, ولا يقل موضوع الخبز أهمية عن قطاعات المياه والكهرباء والصحة، ونتمنى المزيد من التواصل من أجل تحديد ما يمكن للجنة الدولية للصليب الأحمر تقديمه في هذا المجال.
وأكد ماورير أن اللجنة قامت خلال السنوات الماضية بتعزيز عملها وزيادة الخدمات التي تقدمها للمحافظة من أجل مواجهة الأزمة الإنسانية التي تشهدها بسبب الحصار, وسوف تقوم اللجنة بزيادة رقعة الخدمات التي تقدمها في أنحاء المحافظة جميعها، وخاصة المنطقة الجنوبية لكونها ذات احتياج أعلى من بقية المناطق، بالتنسيق مع الجهات المعنية في الحسكة ودمشق، هذه الجهات التي رحبت بزيادة العمل الإنساني من قبل اللجنة خلال المرحلة القادمة في محافظة الحسكة بالتعاون مع منظمة الهلال الأحمر العربي السوري، والتي نقدر عالياً الدور الذي تقوم به على الصعيد الإنساني.
وكان محافظ الحسكة غسان خليل قدم شرحاً عن واقع المحافظة ، مبيناً أن قوات الاحتلالين الأميركي والتركي ومرتزقتهما من المجموعات المسلحة، عاثت فساداً في المحافظة، وقامت بسرقة خيراتها وتخريب وتدمير القطاعات الأساسية فيها وحرمان السكان من الخدمات التي تقدمها، وأول ما قامت به تلك القوات ومرتزقتها هو ممارسة سياسة التجهيل على الجيل منذ عشر سنوات، من خلال الاستيلاء على المدارس وحرمان التلاميذ والطلاب من التعليم، الأمر الذي أدى إلى وجود جيل كامل محروم من العلم والمعرفة, وهذا يؤكد أن تلك القوات ومرتزقتها التي تدّعي التطور والتقدم والحرية تستهدف العقل والفكر, كما قامت هذه القوات بالاعتداء على المنظومة الصحية في المحافظة, وقامت بالاستيلاء على العدد الأكبر منها وتخريبها وتدميرها ونهب محتوياتها، الأمر الذي أخرج 3 مستشفيات كبيرة ومستشفى الأطفال وهو المستشفى التخصصي الوحيد في المنطقة الشرقية من الخدمة, ما أدى إلى حرمان سكان المحافظة من الخدمات العلاجية والوقائية التي تقدمها هذه المؤسسات مجاناً, وبسبب الإرهاب هناك أكثر من 40 مركزاً صحياً خارج الخدمة حالياً، منها 10 مراكز دمّـرها طيران ما يسمى « التحالف الدولي» بالكامل.
وتَـوّجت المجموعات المسلحة ومشغلوها حالياً موبقاتها بتجويع السكان، من خلال حرمانهم من رغيف الخبز، بمنع وصول المستلزمات الضرورية لإنتاجه إلى المخابز وخاصة الطحين، والعمل على سرقة المخزون الموجود في المستودعات من هذه المواد، كما تقوم تلك المجموعات ومشغلوها بقطع الكهرباء عن المحافظة لفترات طويلة، ما يؤدي إلى تعطيل القطاعات الإدارية والخدمية والصناعية فيها وخاصة المستشفيات والمخابز ومحطات المياه, ناهيك بترويع السكان وحالة الفلتان الأمني التي تعانيها المناطق الواقعة تحت سيطرتها، ما أدى إلى انتشار الجرائم في كل أنواعها في تلك المناطق.
وأكد خليل أن هذه الأفعال هي جرائم حرب، وطالب اللجنة الدولية للصليب الأحمر بلفت نظر المجتمع الدولي إليها ومحاسبة مرتكبيها, كما طالب بزيادة دور اللجنة في المحافظة من جهة، والعمل على التواصل مع المنظمات الدولية من أجل شرح الواقع الذي تمر به من جهة ثانية، بسبب الحرب الكونية والإرهاب والعقوبات المفروضة ظلماً وعدواناً على الشعب السوري.
ومن الجدير بالذكر أن زيارة رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر بيتر ماورير إلى محافظة الحسكة تستمر حتى يوم غد الجمعة، ويتضمن برنامج الزيارة متابعة بعض نشاطات اللجنة والهلال الأحمر العربي السوري في مدينة الحسكة ومخيم الهول, إلى جانب عقد سلسلة من الاجتماعات واللقاءات مع الجهات المعنية في المحافظة ومع العاملين في مكتب اللجنة وفرع الهلال الأحمر العربي السوري.