على المحك
في الوقت الذي تعاني فيه البلاد والعباد من ظروف معيشية قاسية بسبب الحصار الاقتصادي الجائر والإجراءات القسرية المفروضة علينا, وحرب على كل شيء في سورية, يأتي إعلان وزارة الزراعة بإدراج محصول الذرة ضمن محاصيلها الاستراتيجية إنجازاً كبيراً لأنه سيسهم بترميم جزء من اقتصادنا الزراعي.
أصوات عديدة دعت إلى التركيز على المحاصيل الاستراتيجية منها «الذرة», بل العودة إلى الاقتصاد الزراعي كلّه بكل مستوياته الذي أثبت قولاً وفعلاً أنه الداعم الحقيقي لصمودنا, ليأتي إدراج هذا المحصول إلى قائمة المحاصيل الرئيسة, وذلك لحاجتنا الماسة له، لعله يحقق جزءاً من الحاجة, وغيره من المحاصيل التصنيعية للاستفادة منه كعلف للثروة الحيوانية أو ربما يرمم جزءاً من احتياجات الدواجن له, ناهيك برفد المصانع لإنتاج الزيوت من احتياجاتها.
بالتأكيد هذه الخطوة إيجابية ومن البدهيات لتأمين أعلاف قطاع الدواجن الذي تعرض لارتفاع شديد بالأسعار انعكس على المنتجات بكل أصنافها, وتالياً على المواطن الذي يدفع فاتورة كل شيء أولاً وأخيراً, لكن هل تم لحظ إمكانية التخطيط لزراعة هذا المحصول وفق المناطق المناسبة, على سبيل المثال ريف حمص من المناطق التي تناسبها هذه الزراعة لتميزها بالقدرة الإنتاجية, وقد تلبي حاجة السوق المحلية, حتى لا تنحصر زراعته في منطقة الغاب فقط ؟!.
النقطة الأهم دعم الفلاح الذي هو عماد الاقتصاد الزراعي بالمحروقات, وتقديم المستلزمات اللازمة من بذار وسماد ومبيدات .. هذا كله يتوقف على التشديد في التنفيذ ومراقبته, ولاسيما موضوع إيجاد حلّ لتأمين المحروقات للمزارعين وعدالة توزيعها, وفي هذا ستسجل وزارة الزراعة أنه عام المحاصيل الاستراتيجية بامتياز, لتبقى العبرة في الإنجاز, وبهذه الخطوات سنعيد للزراعة ألقها.