المدارس الفندقية .. تعزيز المهارات للانخراط بسوق العمل

دينا عبد:
غدت المدارس الفندقية ذات أهمية وأثر كبير وواضح على القطاع السياحي وسوق العمل المحلي، فقد أصبحت من التخصصات المهمة لما لها من أهمية على قطاع السياحة، مما انعكس على المنهاج الدراسي لتخصص المدارس الفندقية فصار يتركز حول تعزيز المهارات التي تؤهل طلابها للانخراط في سوق العمل، فتتراوح بين تقديم خدمات الضيافة للزبائن، وإعداد الطعام والمشروبات، والقيام باستقبال الضيوف والوفود السياحية.
“تشرين” زارت المدرسة الفندقية في ريف دمشق، والتقت طلابها الذين تحدثوا عن التطبيقات العملية والصعوبات التي يعانون منها.
في البداية تحدث مدير الشؤون التعليمية في وزارة السياحة فادي نظام مبيناً متابعة الوزارة للجانب العملي، لأن التركيز في الثانويات المهنية يجب أن يكون على الجانب العملي، حتى يتخرج الطالب ويكون لديه خبرة تمكنه من الالتحاق بسوق العمل مباشرة، وبيّن نظام تواجد اختصاصيين مطبخ ومطعم، ففي اختصاص المطبخ مثلاً يتعلم الطالب المطبخ بأنواعه سوري – شرقي – غربي – حلويات ..الخ، بعد الانتهاء من تحضير الوجبة تتحول إلى الجانب الآخر، وهو المطعم الذي يتعلم فيه الطلاب آلية التعامل مع الزبون، وكيفية تقديم الأطباق، وبيّن بأن أهم شيء هو تعلم “الاتيكيت” وآلية التعامل مع الزبائن.
لدينا معاناة وحيدة وهي ارتفاع الأسعار المستمر، نحاول أن نوازن بين عدد الطلاب وعدد الوجبات، وأحياناً لتخفيض عددها أو كميتها، في حال لم تتوافر المادة أو ارتفع سعرها، ونلاقي الحلول بما يتماشى مع الظروف الحالية، فأثناء جائحة كورونا استعنا بفيديوهات مصورة وكاملة تعرض التطبيق العملي لكل وجبة، وهي معدة من قبل كادر المدرسة، وحتى الآن لازلنا نتخذ الإجراءات الاحترازية من تعقيم – ارتداء الكفوف والكمامة – تقليل العدد حرصاً على سلامة الطلاب والمدرسين معاً.
وعن الميزات المقدمة للطلاب الأوائل قال نظام: بالنسبة لنا كإدارة في وزارة السياحة فإن 3% من الأوائل يتابعون دراستهم في كلية السياحة و 3% يلتحقون بالمعاهد الفندقية السياحية، وقسم منهم يتابعون تدريبهم بالمراكز المرخصة التي تتبع لوزارة السياحة، ومنهم من يلتحق بمركز دمر للتدريب السياحي، وهو خاص بالثانويات الفنية السياحية.
وعن الترخيص لأي منشأة بيّن نظام: بالنسبة للقوانين والتشريعات الخاصة بوزارة السياحة يفترض أن يكون 50% من الذين ينخرطون في سوق العمل هم خريجو المدرسة أو المعهد أو كلية السياحة.
وختم نظام حديثه قائلاً: المنشآت السياحية في القطاع الخاص تطلب خريجي الكليات والمعاهد والمدارس الفندقية، ونحن حين نرفد هذه المنشآت بالخريجين فإننا نخفف عبء تعيينهم على الدولة.
فادي مسعود مدير المدرسة الفندقية بريف دمشق أكد أن الصعوبات كانت متمثلة بنقص الكادر، أما اليوم فقد تم تدارك هذا الأمر، لكن الصعوبة خارج المدرسة تتمثل في تنقل الطلبة ذهاباً وإياباً، ونحاول حل هذه المشكلة بشكل شخصي عن طريق تأمين وسيلة نقل لكل تجمع سكني، ولكن للأسف يتم فسخ العقد من قبل صاحب الميكرو، علماً أن معظم الطلاب أماكن سكنهم بعيدة على اعتبار أن المدرسة هي الوحيدة في ريف دمشق.
ميسون الحسيان مديرة المدرسة الفندقية بالقنيطرة أشارت إلى أنهم يداومون في مدارس الريف نظراً للأوضاع الراهنة.
سارة جمعة طالبة أكدت العملي يختلف عن النظري، لأننا نطبق ما فهمناه بإشراف الشيف محاولين ألا نقع في الأخطاء، وفي حال وقعنا فيها نحاول عدم تكرارها.
عبادة خنيفيس طالب في المدرسة الفندقية ويعمل في منشأة سياحية يقول: إن تجربة العمل إلى جانب الدراسة تزيده خبرة لأن المواد بمعظمها متوافرة، أما المدرسة فتوفر ضمن الظروف المتاحة.
باسلة أحمد مدرسة مادة المطعم بينت بأن الطلاب وصلوا لمرحلة التطبيق بشكل فردي، علماً بأن جميع الطلاب يتدربون بالإمكانيات المتاحة.
أحمد عفيفي مدرس مادة “إدارة الإشراف الداخلي والمكاتب” التي تعتمد على دخول الطلاب إلى الغرف ويتعلمون آلية الإشراف عليها وتنظيفها، هذا التدريب يؤهلهم للدخول ضمن العمل الفندقي بشكل سريع، ويطلبهم سوق العمل كونهم يخضعون للتدريب، وعن الصعوبات قال: تتمثل بعدم وجود قاعات تدريبية في المدرسة، القاعات موجودة في المعهد، وهو لم يفتتح بعد وعندما يصبح جاهزاً سيكون التدريب ضمن قاعات المعهد.

ت – عبد الرحمن صقر

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار