تليد الخطيب لـ«تشرين»: نهاية قريبة لشرط الثلاثين حلقة
آنّا داغر:
انتهت قناة «لنا» الفضائية مؤخراً من عرض مسلسل «بورتريه»، وهو من المسلسلات التي جمعت أحداثه التشويق الدرامي والحدث البوليسي ما بين التسعينيات والزمن الحالي، حيث حملت هذه الفترة جميع الأحداث المفككة والمشتتة للشخصيات التي أدت الأدوار، فقد جسّد الكاتب واقعاً زمنياً ممتداً بين حقبة وأخرى، وفيه حالات من التوتر والحماس والخطط الدرامية المتقدمة وكشف المستور.
و«بورتريه» للتذكير، هو مسلسل من إخراج باسم السلكا، ونص وكتابة تليد الخطيب، ومن إنتاج شركة «إيمار الشام»، وبمشاركة نخبة من نجوم الدراما السورية .. وفي تصريح خاص لـ«تشرين» وعن بداية خط سير العمل وفكرته، وهل هو راضٍ عن نتائج الختام، يذكر الخطيب: أنا سعيد بالنتيجة النهائية التي ظهرت على الشاشة، بل راضٍ عنها إلى أبعد حدٍّ ممكن، مع التسليم بأن الرضا التام مستحيل في أي عمل فني، فمنذ البداية أردت أن أتحدث عن الحب كقوةٍ بالغة التأثير تجتاحنا برضانا أو رغماً عنا.. ولها القدرة على البناء والهدم، وعلى الارتقاء بالنفس البشرية أو الانحدار بها، وعلى جعلنا أشخاصاً مختلفين تماماً عما كنا عليه.
ويُضيف الخطيب: لتقديم هذا المضمون، جربت شكلاً فنياً يعتمد كثيراً على البوح الداخلي للشخصيات ضمن حوارات ذاتية تحمل عناصر أدبية، وهي مقاربة لا تخلو من الخطورة، لأنها يمكن أن توقع العمل في فخ الملل والتطويل، إن لم يتم التعامل معها بعناية فائقة.
وأسأله أيضاً: هل واجهتم صعوبات في تجسيد العمل واقعاً وخاصة في جائحة كورونا؟ فيُجيب: حقيقةً، واجه (بورتريه) منذ ولادة النص العديد من الصعوبات والعقبات، وكانت جائحة كورونا واحدة منها، عندما تسببت في إيقاف التصوير فترة طويلة، مخرجة العمل من الموسم الرمضاني السابق.
وأسأل الخطيب: عندما تكتب هل تتخيل الشخصيات وتطبقها على ممثل يستطيع لعبها؟ فيقول: تخيّل الشخصيات شرط لازم للكتابة.. ولا أظن أنه يمكن للكاتب أن ينتج شخصياتٍ جذابة وقابلة للتصديق إن لم يصورها في مخيلته بأقوالها وأفعالها، وحتى بعناصر الشخصية التي لا تظهر على الشاشة كطفولتها أو تاريخها الأسري.. فالشخصية التي لا تستطيع أن تكتسب الحياة في مخيلة الكاتب أولاً، لا تستطيع أن تكتسب الحياة على الشاشة. في المقابل، ليس من الضروري أن يرتبط تخيلي للشخصية بممثل معين، بل لعلي أُفضِّل أن تكون صورة الشخصية غير مقيدة أثناء مرحلة الكتابة.
وعن تمنّي الجميع لو أن العمل أكثر من ثلاثين حلقة وبنهاية سريعة وصادمة، ما ردك على ذلك؟ يُجيب: أعتقد وقد أكون مخطئاً، أن الأحداث تسارعت بشكلٍ طبيعي وصولاً إلى ذروة صادمة بالفعل، وأرجو أن يكون المقصود أنها صادمة بالمعنى الإيجابي. واسمحي لي بالتوسع قليلاً في الإجابة للحديث عن شرط الثلاثين حلقة الذي فرضته قواعد إنتاجية معينة تمّ إرساؤها في تسعينيات القرن الماضي لتناسب شكل العرض الدرامي على القنوات الفضائية ضمن ما يعرف بالموسم الرمضاني، هذا الشرط أضرّ بالنتاج الدرامي أكثر مما أفاده، حيث يضطر صانع العمل إلى حشره أو مطّه ضمن ثلاثين حلقة بغضّ النظر عن المضمون الدرامي.. وبرأيي شكل العرض الدرامي يتغير اليوم مع صعود المنصات الدرامية الرقمية، وأعتقد أن نهاية هذا الشرط المجحف أصبحت قريبة.