دعم دولي موصوف للإرهاب الصهيوني
من الواضح من خلال ازدياد معدل الاعتداءات العدوانية الإسرائيلية على الأراضي السورية بذريعة الشماعة والأسطوانة المشروخة «الوجود الإيراني»، ولكن الحقيقية تأتي في إطار مشروع دموي توسعي احتلالي صهيوني قديم وجديد مدعوم أمريكياً وغربياً ومن بعض حلفائهما في المنطقة، مستغلاً انشغال الدولة السورية بالتصدي لأعتى حرب إرهابية كونية مدروسة وممنهجة، تشارك فيها أكثرية دول العالم منذ 10 سنوات وما تزال مستمرة، استعملت فيها الدول المشاركة بالحرب كل أنواع وصنوف الأسلحة -وحتى المحرمة دولياً- لنصرة الإرهابيين، مروراً “بالحرب الناعمة” عبر أذرعها السيبرانية، وصولاً إلى حرب الحصار وتشديده عبر ما يسمى “قانون قيصر”، هذا من جهة، ومن جهة أخرى انشغال الدولة السورية مثل كل دول العالم بمقارعة فيروس «كورونا » الذي لا يقلّ فتكاً عن الإرهاب المسلّح.
أمريكا ومِنْ خلفها «إسرائيل» وحلفاؤهما في المنطقة يعملون وفق إستراتيجية مدروسة ومحبوكة، الهدف منها جعل أحد أهم أعمدة محور المقاومة وقلعتها سورية في حالة حرب دائمة ومستمرة عسكرياً واقتصادياً وخدمياً واجتماعياً، وحتى الإساءة للعادات والأعراف والتقاليد عبر “ليبراليتها السرطانية الخبيئة”.. ولكن لا نعتقد أن هذه الإستراتيجية الصهيو- أمريكية، الجاهلة للمنطقة والتاريخ والجغرافيا، ستحقق أياً من أهدافها، والتحالف الإستراتيجي بين أطراف محور المقاومة أقوى وأصلب من أن تؤثر فيه مثل هذه الغارات الصوتية الخلبية الدعائية المراد منها إرضاء الشارع الأمريكي والصهيوني لدواعٍ حزبية انتخابية، وإرضاء لبعض المشيخات التي يسعدها ويطربها زجّ اسم المقاومة أو إيران في أي أسطوانة مشروخة ملفقة، بل إن هذا التحالف الإستراتيجي لمحور المقاومة التي أثبتت الأيام والأحداث قوته وثباته، وأنه أقوى وأصلب وأكثر إصراراً ومنعة من أن تؤثّر فيه مثل هذه الغارات الصهيونية الجبانة التي تأتي عبر صواريخ من عمق أراضي فلسطين المحتلة، أو من فوق الحدود اللبنانية، وليس وجهاً لوجه، هدفها إقناع الشارع الإسرائيلي فاقد الثقة بقياداته “بطول ذراع” جيشهم الذي كان يطلق عليه بالأمس «الجيش الذي لا يُقهر»، وقد أريق ماء وجهه بانتصارات حرب تشرين التحريرية ومن ثم انتصار المقاومة على جيش الاحتلال في جنوب لبنان عام 2000 وتموز 2006 التي كانت بمثابة ورقة توت كشفت عورة جيش يدّعي أنه “لا يُقهر”، وكان هذا الانتصار المومأ إليه بمثابة العدّ التنازلي لنهاية الكيان الإسرائيلي، وبعد 8 سنوات يسقط مرة أخرى الجيش الذي ادّعى أنه “الأقوى” في المنطقة العربية والرابع في العالم مع كل أجهزته الأمنية والاستخباراتية والغطاء الغربي والتواطؤ الصارخ المخزي من بعض المشيخات ومن بعض العربان على يد المقاومة الفلسطينية عام 2014، ليكون تاريخاً فاصلاً آخر خالداً، انتصاراً مدوياً على جيش الكيان وبمعدات وأسلحة بسيطة ذات صنع محلي لتركع «إسرائيل» مرة ثالثة وتقر بالهزيمة مرة أخرى أمام ضربات محور المقاومة.
تخطئ «إسرائيل» وحلفاؤها عندما يظنون ويعتقدون اعتقاد المتغطرس أنها “تستطيع” أن تأخذ سورية ومحور المقاومة إلى حرب هي تريدها وخططت لها مسبقاً، ومستعدة لها لتحقيق أهداف قريبة وبعيدة، بينما يريد محور المقاومة أن يحدد هو الزمان والمكان، وليس الانجرار نحو حرب غير محسوبة النتائج، وهذا ما يثير غضب وغيظ التحالف الصهيو- أمريكي أكثر فأكثر، ويجعله يهرب إلى الأمام بإطلاق «فتيشات» هنا وأخرى هناك.
إن استمرار الكيان الصهيوني في نهجه العدواني الخطير ما كان ليتم لولا لدعم اللامحدود والمستمر من أمريكا والدول الغربية، ومباركة بعض المشيخات التي يزعجها أن تكون سورية قوية ومعافاة.
إن هذه الاعتداءات تبرهن للمرة الألف إمعان الكيان الصهيوني في ممارسة “إرهاب الدولة” التي يطبّع معها بعض العربان، وأن هذا الإرهاب ازدادت وتيرته بهدف إطالة عمر الأزمة في سورية بعد فشل حرب كونية عليها منذ 10 سنوات كانت «إسرائيل» أحد أعمدتها، وهي تجيد ذرف دموع التماسيح، وتحرص على الترويج الخادع والكاذب والمنافق لرواية تضع فيها نفسها في موقع “المدافع عن نفسه” لكسب ودّ الرأي العام العالمي وعطفه كما فعلت في حرب 1967.
إن روايات “إسرائيل” الكاذبة لم تعد تنطلي على أحد، والاعتداءات المتكررة على دولة ذات سيادة لا يمكن تسويغها ولا يعطيها “حق الاعتداء وليس لأعدائها حق الردّ”، وأن “لها الحقّ” في أن تزداد قوة وغطرسة وعدواناً وإنتاج المزيد من الترسانة النووية فيما “ممنوع” على سورية ومحور المقاومة أن امتلاك القدرة على الردع والدفاع عن أراضيها وشعبها، وأن “من حقّ” الكيان الصهيوني وحده تشكيل تحالفات إقليمية ودولية وحتى التطبيع مع بعض المشيخات رغم الدعم المطلق له من أمريكا و«ناتو»، في حين لا يُراد لسورية أن تكون قوية وتحرر أراضيها المحتلة مع محور المقاومة.. وما زجّ العدو باسم إيران بكل شاردة وواردة إلا كلام باطل يُراد به باطل، بل بات مفضوحاً وتكتيكاً مكشوفاً وتحريضاً غبياً يرمي إلى تصوير إيران كما لو أنها “عبء” على سورية، بعدما رأت “إسرائيل” بأم العين أن التحالف بين أطراف محور المقاومة قد حقق كل الانتصارات السابقة، لذا تريد من سورية التخلّي عن هذا المحور، علماً أن سورية رفضت كل المغريات السابقة واللاحقة الغربية منها وغير الغربية لفكّ هذا التحالف، فهل سترضخ لهذه الضغوط بعد أن نجح بواسل جيشنا العقائدي بتحرير أكثر من 90% من الأراضي السورية من الإرهاب!.
لهذه الأسباب يشنّ الكيان الصهيوني هجماته العدوانية على مواقع للجيش العربي السوري الذي يطارد فلول «داعش» و«جبهة النصرة»، وهذا نهج عدواني غير مقبول من أمريكا، وسط صمت غير مقبول أيضاً من الأمم المتحدة ولا من مجلس الأمن بمحاباة «إسرائيل» التي قامت أساساً على تشويه التاريخ والجغرافيا واحتلال الأرض وارتكاب المجازر والاستيطان، وأنها الطرف الوحيد والأوحد في المنطقة الذي يملك ترسانة أسلحة نووية وبيولوجية وكيميائية، وغير ذلك من الأسلحة المحرمة دولياً وأقماراً صناعية تجسسية، وهي من دعم ويدعم الإرهاب أمام أنظار العالم ومجلس الأمن في رابعة النهار، فيما يحرّم على إيران، برنامج نووي لدواعٍ سلمية.. أيّ مكيال هذا، وأي عدالة هذه؟.
الجولان عربي سوري، سيبقى في قلب سورية مثله مثل الجزيرة السورية المحتلة من أمريكا، ومثل الشريط الحدودي المحتل من تركيا والمجموعات الإرهابية وكل أراضينا المحتلة سيتم تحريرها وإن هذه الحقوق لا تخضع للتفاوض أو التنازل، مع ملاحظة أننا لن نقع في الفخ الصهيو- أمريكي بالرد على هذه الاعتداءات الاستفزازية بحرب شاملة في هذا الوقت مع وجود احتلال تركي للأراضي السورية مدعوماً بعشرات المجموعات الإرهابية، وآخر أمريكي في الجزيرة السورية وفي البادية «التنف»، ولكن المواجهة قادمة وستدفع أمريكا و«إسرائيل» وتركيا ثمن رعونتهم باهظاً، وصبر محور المقاومة إستراتيجي معهود، وهزائم «إسرائيل» مشهودة.