«الرز الجوال»

مدة حوالي الشهرين لم تكن كافية لـ(السورية للتجارة ) لتوزيع المواد المقننة على المواطنين وفق البطاقة الإلكترونية, فالكثيرون منهم لم تصلهم الرسائل التي تنبئهم بوصول دورهم لاستلام تلك المخصصات, ما اضطر (السورية للتجارة) في اليومين الأخيرين من الشهر الفائت لأن تسيّر سيارات جوالة في بعض المناطق حتى يتمكن المواطنون من الحصول على مخصصاتهم.
وخطوتها في أن تمكن المواطنين من الحصول على مخصصاتهم عن كل شهرين معاً كانت مبادرة جيدة لتخفيف الازدحام على منافذ البيع لديها ولكن تلك الخطوة لم تثمر عن المأمول منها بشكل كافٍ ,إذ إن التأخير الذي حصل في وصول الرسائل لجميع الأسر المستحقة للمواد المقننة واضطرار المؤسسة لتسيير سياراتها الجوالة نقل ازدحام المواطنين من أمام منافذ وصالات البيع إلى أمام تلك السيارات حتى يتسنى لهم الحصول على مخصصاتهم قبل فوات الأوان.
وهنا يمكن التساؤل : لماذا لم تستطع المؤسسة على مدى شهرين كاملين إنجاز تلك العملية حتى تلجأ مضطرة لتسيير سياراتها في محاولة للسباق مع الوقت, وهل كان التأخر في تسليم المواد للمواطنين أو في وصول الرسائل بسبب قلة المواد الموجودة في الصالات أم لنقص في الكوادر البشرية العاملة أم في عملية الأتمتة ؟ قد يكون ما ذكر أسباباً أساسية لما حصل ولكن لابد من التذكير بأن الكثير من القرارات كانت تؤخذ على عجل وحين تطبيقها على أرض الواقع كانت تصطدم بعدد من المعوقات, فلماذا لا تتم دراسة أية قرارات قبل اتخاذها وبحث إمكانية تطبيقها وانعكاساتها فعلاً على المواطنين, أم ستبقى التجارب عنواناً عريضاً لعدد من الجهات المعنية وتبقى تعيد الكرّة مراراً إلى أن تنجح في إحداها, فهل ستتم دراسة ما سيأتي من قرارات لاحقة قبل الانتقال بها إلى التنفيذ أم سنبقى على المنوال نفسه ؟

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار