لقطات

1
تنشر بعض المواقع الإلكترونية صورة لكاتب المقال أكبر حجماً من مقاله! رغم أنه من المتعارف عليه أن الصورة التي تخص الحدث أو الفكرة في الاستطلاع أو التحقيق هي التي يمكن لها أن تأخذ مساحة كبيرة لتوضيح ما تقدمه لأفكار القالب الصحفي الذي تنشر معه، أمّا أن تنشر صورة لكاتب المقال بحجم كبير فهذا إنجاز عظيم، لعله يجدر بنا أن نقتطع ما يتبقى من رواتبنا بعد اليوم الثالث من قبضه، لنقيم احتفالات تليق بهذا الإنجاز الصحفي الذي لم ولن يسبقنا إليه أحد!
2
لا تزال معظم الأنشطة الثقافية تذهب هباءً فهي غير مُتابعة بشكل جيد لأن المشكلة الأساس تكمن في انشغال الناس بلقمة عيشهم، فحتى الأشخاص الذين أعرفهم على مستوى مدينتي حمص والذين ألتقي بهم فقط في الأنشطة وكانوا مدمنين على متابعة الفعاليات الثقافية لا يتبقى لهم أي مزاج للمتابعة بعد التعب وراء لقمة العيش. ناهيك بأن تقديم معظم الأنشطة لا يزال بشكل تقليدي منذ سنوات عدة، حيث إن حضور الناس لهذه الفعاليات التي يتابعونها وهم غير مرتاحي الجسد والبال يخفّض في زعمنا كثيراً من تأثير الرسالة الجمالية والفكرية لأي عمل يتابعونه، فمعظمنا يعرف أن لتلقي تلك الفعاليات شروطاً عدة لا يكفي جودة حواملها الفكرية والفنية.
3
كثيراً ما نقرأ عن إصدارات حديثة لبعض الأدباء السوريين سواء أكانوا في سورية أم الذين أجبرتهم الحرب على السفر إلى «منافٍ» قسرية ومغتربات، ومنها إصدارات في الشعر والرواية والقصة والمسرح، إضافة إلى كتب في البحث النقدي ومنها ما يصدر عن مراكز بحثية ذات قدرة مالية يمكن لها أن توفّر لقراء العربية نسخاً إلكترونية مجانية تساهم بوجود الكتب لدى قارئ هذا الناقد أو ذاك في بلده سورية، لأن مخصصات المؤلف قليلة العدد ولا تفي حتى هدايا لدائرة صغيرة من الأصدقاء، وخاصة أن بعضاً من دُور النشر تلك قد لا تساهم بكل إصداراتها في معرض مكتبة الأسد، وحتى زيارة هذا المعرض تحت وطأة الظروف المعيشية القاسية باتت خارج حياة معظم القرّاء! فالتعويل وحده على كرم بعض الأصدقاء الأدباء الذين يرسلون نسخاً إلكترونية من كتبهم الجديدة إن توافرت لهم بطريقة أو أخرى، وهي طبعاً غير وافية لحضور ما أنجزوه على الصعيدين الإعلامي والنقدي.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار