أرواح ناس ..!

لم تكن السنوات الأخيرة عصراً زاهياً للمواطن ،عاش حجماً ثقيلاً من الويلات ،أرهقته بعض السياسات وبعض الإجراءات الحكومية ، وتحديداً الارتفاعات الفلكية في أسعار السلع والخدمات ،إلى مسائل تراجع الدخول وأعباء الحياة ككل ،فكل شي تغير لدرجة تعجز عنها الدخول المرتفعة لو تحققت ،فكانت الأعباء ثقيلة جداً ..!
أمام منغصات وأزمات الحياة وتقصير بعض الجهات في تنفيذ مهامها تطفو إلى السطح بين الحين والآخر فصول الإهمال بادية للجميع ،ولا تستطيع خطب بعض المسؤولين إخفاءها وإخفاء مكانها، فالـ”تعتير” يلاحق المواطن ليلاً و نهاراً ،وكأنه قدره.!
يبقى يكابد ويعاني ولا حلول بالأفق تريح من حجم الهموم والمضايقات ،يقضي نهاره بدأب وجدّ، يفتش عن لقمة معيشة مغمسة بالمرارة والتعب ،وينام على أمل بأن الغد سيكون أجمل وأرحم ،إلا أن الفاجعة هي قدره المحتوم ،لينتقل إلى دار الحق ،ولاينال سوى كلمة” الله يرحمه” .
الفواجع باتت عادية ،مادامت فاتورة المواطن مدفوعة من روحه وأرواح أولاده ،ولا جفن يرف أو ضمائر لبعض المسؤولين تصحو بعد .
مسلسل انهيارات الأبنية السكنية فوق رؤوس قاطنيها لا تنتهي حلقاته المفجعة ،هذا المسلسل الذي لا يزال يحصد الأرواح البريئة بلا تدخل مسؤول ،تحصل الكارثة ،وتمر مرور الكرام وكأن شيئاً لم يكن!
الكل مسؤول عن إزهاق أرواح أضناها الإهمال والفساد وعدم تدخل الجهات المعنية من بلديات ووحدات محلية ومجالس مدن ومحافظات ،وبعض المعنيين الذين يمنحون الاستثناءات لطوابق مخالفة ،أو يتم غض البصر عن الاشتراطات الفنية والهندسية مقابل دفع الملايين ..!
انهيارات أبنية حلب كوارث خطيرة ،فإلى متى سيبقى الإهمال سيد الموقف ..؟! وعلى من تقع مسؤولية ذلك ..؟ سبق وأن انهارات أبنية كاملة وأزهقت أرواح ناس أبرياء ..ماذا حصل وهل تمت محاسبة شخص أو جهة ..؟ !
مايحصل هو نتيجة الفساد المستشري ليس فقط في محافظة دون غيرها ،فقطاع السكن والإسكان عانى كثيراً من غياب المعايير المهنية والهندسية.
أشخاص سرقوا الملايين ،وأرواح زهقت، ،وبعض السادة من المحافظين تعاموا عن المخالفات السكنية ، بل وساهموا في بقاء هكذا وضع .فكيف يسمح محافظ لنفسه بإعطاء استثناءات لإنشاء طوابق مخالفة لا تسمح ضابطة البناء بإنشائها ..؟
العملة و غير العملة هي السبب والمسبب في بقاء عداد الموت شغالاً ،وللاسف مستمرون في نهج التعامي عن المسببين ولا أحد طاله العقاب ..!

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار