المكتبة الأهلية في قرية الجروية.. منارة ثقافية في ريف طرطوس بمبادرة أهلية
طرطوس – نورما الشيباني:
المكتبة الأهلية إشراقة حضارية انبثقت من قرية الجروية التابعة لمنطقة صافيتا في ريف طرطوس بمبادرة من المجتمع المحلي وتعاون اتحاد الكتّاب العرب، لتصبح الفكرة منارة حضارية متميزة في ريفنا.
وتكللت فكرة إقامة هذه المكتبة بجهد خاص متميز من ابن قرية الجروية الأستاذ عبد اللطيف شعبان، الذي أوضح شعبان أنه كان يقتني الكتب منذ عشرات السنين بهدف إحداث مكتبة أهلية عامة إيماناً منه بأهمية الثقافة والعلم وتشجيعاً للأجيال الشابة على القراءة.
وقدم شعبان مشروع إنشاء المكتبة بتشجيع وقبول من المجتمع الأهلي وتمت الموافقة عليه رسمياً، وتم إحداث المكتبة في قاعة اجتماعات بناء الجمعية الفلاحية في القرية.
ولفت شعبان إلى أنه بعد إعلانه مبادرة تبرعه بـ١١٠٠ كتاب، بادر اتحاد الكتّاب العرب متمثلاً برئيس فرعه في طرطوس الأديب منذر يحيى عيسى بالتعاون وتقديم ١٠٠٠ كتاب بالتنسيق مع رئيس اتحاد الكتّاب العرب الدكتور محمد الحوراني، وأطلق على المكتبة اسم «المكتبة الأهلية»، ليبدأ المجتمع المحلي والجمعيات الخيرية والجمعية الفلاحية بتقديم التبرعات بالأثاث والكتب، ووصلت إلى المكتبة تبرعات من خارج المحافظة ومن المغتربين ليصل عدد الكتب فيها حالياً إلى ١٠ آلاف كتاب متنوع تضم كتباً علمية وثقافية وفلسفية وروايات… إلخ، ويندر ألا يجد القارئ كتاباً فيما يحب أن يقرأ.
وأكد شعبان أن المكتبة يفتتحها يومياً مختار القرية عبد الحميد ونوس بمبادرة شخصية منه لعدة ساعات لاستقبال مستعيري الكتب ومحبي المطالعة المكتبية، كما كلف اتحاد الكتّاب العرب عضو مجلس الاتحاد الأديب غسان ونوس الإشراف على أنشطة المكتبة الثقافية المتنوعة بشكل دوري، لافتاً إلى أن المكتبة لا تتقاضى أي رهن من مستعيري الكتب، فقط يتم تسجيل أسمائهم وعناوينهم، كما لا يتقاضى الأدباء والمفكرون أي تعويض، بل أغلبهم هو من يطالب بالوقوف على منبر المكتبة تبرعاً منهم، ويزور المكتبة أدباء ومفكرون من خارج المحافظة ويتبرعون بمئات الكتب لمصلحة المكتبة.
من جانبه أكد الأديب غسان ونوس المشرف على نشاط المكتبة على أن المكتبة تعد موئلاً ثقافياً في وسط ريفي غني بالمواهب وبمحبي العلم والمعرفة، وقد ساهمت بنشر الثقافة من خلال النشاطات المتنوعة التي تقوم بها مرتين كل شهر بشكل دوري، ولاسيما أننا ندرك الظروف الصعبة التي يعيشها أبناء الريف خاصة مع صعوبة التنقل والانتقال لحضور نشاطات المدينة، وتشمل نشاطات المكتبة مختلف أنواع النشاطات الثقافية والعلمية من أدب و شعر ومحاضرات علمية إلى مواهب أدبية وفنية تراثية، ويشارك في هذه النشاطات عدد كبير من الأدباء والمفكرين وأصحاب الاختصاص، ونحرص على تقديم قراءة نقدية لما يقدم في المكتبة بشكل دائم لتصويب الأخطاء وتوجيه المواهب المتنوعة.
وتابع ونوس: هناك بعض المعوقات التي تتمثل بصعوبة الوصول إلى المكتبة من القرى المجاورة أو الأماكن البعيدة، إضافة إلى مشكلة أساسية هي حاجة المكتبة إلى وجود إذاعة عبارة عن جهاز صوت وميكرفون.
وبيّن العميد المتقاعد الدكتور غسان علي أنه شارك في نشاطات المكتبة تحت فقرة «من أجمل ما قرأت»، كما شارك في الذكرى الثانية لتأسيس المكتبة، وتمحورت مشاركته حول أهمية وأثر القراءة والمطالعة، وأشار إلى أهمية القراءة في الكتب من وجهة نظره وأنها تتفوق بفوائدها على قراءة النت ويجب العمل والتشجيع على القراءة.
المعلمة المتقاعدة أميمة سلامة أكدت أنها تحرص على حضور الندوات الثقافية كالندوة التي أقيمت عن زراعة الزيتون، حيث تأتي أهمية ندوات كهذه من تقديمها للخدمات المعرفية والعلمية للمواطنين، إضافة إلى اللقاءات الثقافية ونشر الوعي والأفكار العلمية، مبينة أن أبواب المكتبة مفتوحة للجميع ويزورها طلاب المدارس، كما يتم تكريم المتفوقين فيها كل عام وتشجيع الطلاب الموهوبين على الإنتاج الجيد والخلّاق.