في خطابه عام 2013 أكد السيد الرئيس بشار الأسد أن الشعب (من عمق المعاناة يجترح الأمل), وقبل أيام اعتمد الرئيس الأسد في خطابه أمام أعضاء مجلس الشعب على أحد أهم عوامل ومكونات استمرار الشعب السوري، عبر التاريخ, ألا وهو (الأمل الوطني)، و من يتابع هذا المسار في الخطاب, يجد أنه بقدر تقدير الرئيس الأسد للألم والمعاناة التي يتحملها الشعب جراء الحرب الإرهابية على بلده, والفساد المفترس, والاحتلالات الناهبة, واستهداف وحدته، وحصار لقمته, ومنع إنتاجه، إلا أن الرئيس الأسد يعتمد على كينونة وقوة وطاقة (الأمل الوطني) لدى الشعب لاستكمال التحرير, واستعادة السيادة على كامل الأرض, والتمسك بالوحدة الوطنية عبر دستور جامع موحد مطلق للتفاعل الحي بين مكونات الشعب وحافظ لسيادته واستقلاله, وإنعاش عملية تجديد وتمكين وتفعيل المؤسسات.. كل المؤسسات, والتقدم في مكافحة الفساد, و الانخراط في استبعاد الفشل والفاشلين عن مراكز الإدارة, بهدف استثمار فرصة التحرير, لتحقيق الارتقاء السياسي والإداري والاقتصادي والاجتماعي الشامل، بما يحقق مستويات أعلى من الإنتاجية والمساواة والعدالة والمشاركة.
لذلك فإن من واجب الجميع إنعاش هذا الأمل الوطني, وإيقاده, والحفاظ على طاقته, أما من يحاول إخماده وإضعافه وهدره وتخييبه, فهو عدو أو خادم للعدو, مهما كانت صفته, أو مركزه, كما أوحى الخطاب تصريحاً وتلميحاً..
اعتمد خطاب الرئيس الأسد على طاقة الأمل الوطني في استعادة الحياة السورية الطبيعية السياسية والاقتصادية والاجتماعية بشكل كامل ومتعاف بعد الانتصار الكامل على الإرهاب و الاحتلالات الأجنبية و الحصار الاقتصادي.
وهكذا فإن الرئيس الأسد اعتبر طاقة الأمل الوطني روح إعادة العمران، وإطلاق عملية تجديد وارتقاء الدولة والمجتمع لتحقيق الازدهار المستدام والحي والوطني.. فهل ستستثمر مؤسساتنا، من مجلس الشعب والحكومة والمجتمع المدني وكل الجهات العامة وغيرها, هل ستستثمر طاقة الأمل الوطني بالشكل المجدي الذي يليق بهذا الوطن العظيم، والذي يستحقه هذا الشعب المبدع الحي المستقل والسيد؟ وهل سنحارب ونكافح كل من يحاول إخماد جذوة هذا الأمل الوطني, ويسعى لتبديد طاقته؟ وهل يمكن أن يكون خطاب الرئيس الأسد غير التكليف الملزم للجميع بكل ما يحفظ وينعش ويقوي هذا الأمل الوطني الذي حفظ سورية وسيحقق ارتقاءها حتماً..