ليس للنهايات تاريخ، هي مجموعة من الاحتمالات القابلة لقراءات مشروطة بظرفية الصفر في محاولاته المستمرة للنأي بنفسه بعيداً عن (صخرة سيزييف)
هل يصح هذا مع طموحه بالارتقاء في عالم من الأرقام محوطة بظلمة تشبه إلى حدٍ ما قدرة التأويل على تجاوز النص؟
لم تكن المحاكاة مع الصفر قادرة في يوم من الأيام على خلق عوالم بديلة محكومة بنهايات محددة، النهايات دائماً تسعى إلى إنتاج ذاتها بأشكال مختلفة عن السابق، وتبقى البدهيات معلقة بين ما يفتعله الانسان في غفلة من ذاته وبين الشباك الطبيعية للاستمرار في متابعة العد
مع إدماني المديد على معاقرة المدن، مازالت المساحات الخالية من الجدران تغريني بالنظر إلى ما بعد ما يمليه علينا الصفر من أسماء لأمكنة كانت في السابق في حالة سباق دائم نحو نقطة النهاية: أعتقد أن تتابع المشهد بهذا الشكل، مع إيجاد فرضيات لديكورات مختلفة، سوف يشكل مسرحية قادرة – في المستقبل- على نزع فتيل الحرب
-هناك مسرحية أخرى مشاهدها الآنية تمتلك القدرة على التنقل بين الجدران المؤلفة للمدن الحديثة، بحيث إن الدمى المتحركة في عالم الصفر، أقصد على خشبة المسرح، تُغنى بأمراض الحب المزمنة، ممكن أيضاً تأنيث تلك الدمى لغرض التوالد الجمالي المستمر تماشياً مع حدة التيار النازف لبقع الأضواء الخافتة التي تجعل من سكان الصالة أغنية محكومة بمتتاليات الصفر من دون أن يتقصدوا الوصول إلى نتيجة تغنيهم عن التطريب في حال حدث خروج مفاجئ عن النص، كما أننا – نحن الجمهور- مطالبون أيضاً بالصعود إلى المسرح كلما دعت الحاجة الفنية لذلك، ليس لإبعاد الدمى عن أداء دورها وحسب، بل لمتابعة توالد الفرضيات المؤنثة التي تجعل من الدمى كائنات ذات أرواح قابلة لجعل الصفر نواة لعلامات موسيقية دائمة التجدد، وبالتالي سوف تكون غرف الأبنية الضيقة، متوازية مع المساحات المفتوحة التي تمتلكها البراري البعيدة عن أعين الصفر.. في البراري البعيدة عن مراكز المدن، حيث المتاح يشكل خثرة جينية من جسد غير المتاح بالمطلق، تتساوى في غوايتها الجدران المؤلمة في مدونات التاريخ، كذلك مع السماء، حينها لن يكون للمسرح ستائر أو نوافذ تغلق للإعلان عن بدء العرض، وحده الصفر مع اللانهاية من يشكلان السلام الأخير لحرفية التأويل الذي يبتكره النص المضمر في كل مرحلة زمنية تخطو نحوها البشرية.