مثير للجدل ..!

ما يثير الجدل وقبله الاستغراب عند رسم استراتيجيات العمل لدى الجهات العامة، تجاهلها لقضايا في غاية الأهمية، لا بل تشكل حالة خطرة جداً ضمن التركيبة الهادفة للمكون العام وخاصة الحكومي منه..!
وفي مقدمة هذه القضايات التي يتم تجاهلها بقصد أو من دونه، و على الأغلب مقصود لأنه لا يتفق ومصلحة المتنفذين والمستفيدين من هذا التجاهل، والذي يكمن في ترسيخ المفهوم الوظيفي وقدسيته الوطنية، وما يحمله من معانٍ أخلاقية وإنسانية تكسوها الحالة الاجتماعية والاقتصادية التي هي هدف كل استراتيجية ترسمها جهة عامة، للوصول إلى ترجمة فاعلة تخدم كل مكونات المجتمع، وتنهي معها وبها حالة الترهل في المكون الوظيفي وإدخال مفاهيم جديدة يمكن من خلالها تفعيل عملية الترجمة التي تخدم العملية الإنتاجية والخدمية في القطاعات الحكومية، وحتى في القطاعات الخاصة الشريكة في خدمة مكونات المجتمع،
لكن قبل ذلك كله، ثمة مفاهيم مازالت تشكل عبئاً ثقيلاً على مفهوم الوظيفة العامة منها على سبيل المثال لا الحصر، شخصنة الوظيفة (وهذا المفهوم الأكثر جدلاً لدى الجميع) على اعتبار أن كل الإجراءات على أرض الواقع لم تساعد في الخلاص منه، بل نما وزاد خلال سنوات الأزمة، إلى جانب استغلال المال العام في ظل غياب الرقابة وضعف جهازها وأدوات تنفيذها..!
والأهم ظهور فساد من نوع آخر، كالترهل الإداري بمختلف مستوياته، واستغلال المناصب للتعتيم والسرقة، واستغلال الآخرين، موظفين خارج أوقات الدوام ويقبضون استحقاقاتهم من رواتب ومكافآت وأذونات سفر ، وتعويض إضافي وهم قابعون في منازلهم وصولاً إلى استبعاد الكفاءات والشرفاء من الموظفين لأنهم خطر يهدد بقاء الفاسدين في المفاصل الحكومية على اختلاف درجاتها..؟
وبالتالي تهميش ذلك في خطط الجهات العامة، يشكل خطورة في غاية الأهمية، علماً أن بعض الجهات تناولته، لكن بصورة خجولة لا ترقى إلى الأهمية المطلوبة والتي تنسجم مع متطلبات المرحلة الحالية والمقبلة ..!
لذا لابد من العودة في رسم استراتيجيات التطوير الآخذ بعين الاعتبار تطوير مفهوم المكون الوظيفي ومعالجة مواقع الخلل تحضيراً لقمع كل حالات الفساد، والخلاص من حسابات الشخصنة والمحسوبيات في تراتيبة السلم الوظيفي.

Issa.samy68@gmail.com

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار
على سيرة إعفاء مدير عام الكابلات... حكايا فساد مريرة في قطاع «خصوصي» لا عام ولا خاص تعزيز ثقافة الشكوى وإلغاء عقوبة السجن ورفع الغرامات المالية.. أبرز مداخلات الجلسة الثانية من جلسات الحوار حول تعديل قانون حماية المستهلك في حماة شكلت لجنة لاقتراح إطار تمويلي مناسب... ورشة تمويل المشروعات متناهية الصغر ‏والصغيرة تصدر توصياتها السفير آلا: سورية تؤكد دعمها للعراق الشقيق ورفضها مزاعم كيان الاحتلال الإسرائيلي لشنّ عدوان عليه سورية تؤكد أن النهج العدائي للولايات المتحدة الأمريكية سيأخذ العالم إلى خطر اندلاع حرب نووية يدفع ثمنها الجميع مناقشة تعديل قانون الشركات في الجلسة الحوارية الثانية في حمص إغلاق الموانئ التجارية والصيد بوجه ‏الملاحة البحرية.. بسبب سوء الأحوال الجوية صباغ يلتقي بيدرسون والمباحثات تتناول الأوضاع في المنطقة والتسهيلات المقدمة للوافدين من لبنان توصيات بتبسيط إجراءات تأسيس الشركات وتفعيل نافذة الاستثمار في الحوار التمويني بدرعا خلال اليوم الثانى من ورشة العمل.. سياسة الحكومة تجاه المشروعات متناهية الصغر والصغيرة والرؤية المستقبلية