«فلت حنكو..»!

يعاني المواطن «أبو كيلون» من متلازمة ارتخاء الحنك! وهذا المرض الخطير أضيف إلى سجل المتلازمات الشهيرة في العالم بعدما عجزت اللقاحات والمهدئات وأعشاب الطب العربي عن تخليص هذا الرجل من مشكلة ارتخاء الحنك التي تصيبه مباشرة عند التعرض لصدمات من العيار الثقيل! لقد وضعوا للسيد «أبو كيلون» جبيرة من الجبس، ثم ربطوا حنكه إلى الأعلى كي لا يفلت عند حدوث الهزات، لكن من دون جدوى.. كما أنهم حاولوا إجراء عملية جراحية تم خلالها تركيب مفصلات قاسية للحنك بحيث يبقى ثابتاً، لكن الحنك ارتخى بكل بساطة عند أول صدمة.. صبّوا له قالباً من المعدن بحيث يلبسه عندما يشعر بقرب «الكريزة»، لكن فم «أبو حنك» كان يفغر على مصراعيه لدى سماع نشرة الأسعار وأخبار الاقتصاد والمواد الاستهلاكية والغاز والمازوت والكهرباء، وكأن هذا القالب مصنوع من تنك!. البعض اقترح تركيب قفل لحنك «أبو كيلون» بحيث يفتحه أثناء الطعام ثم يسارع إلى قفله مباشرة كيلا تصيبه النوبة بشكلٍ مفاجىء.. وقال آخرون بضرورة أن يقتنع «أبو كليون» بأن يسد «نيعو» ولا يفتح فمه مهما كان هول الأخبار التي يسمعها، لكن هذه الطرق كلها باءت بالفشل، فحنك «أبو كيلون» كان يفتح على مصراعيه في كل مرة يدخل فيها السوبرماركت أو أسواق الخضار والألبسة وبسطات الجرابات.. حتى صارت عبارة «فلت حنكو» تؤخذ عبرة يتناقلها الناس من كثرة ما حيّرت العلماء ولم يجدوا إلى حلها سبيلاً!.
استمر وضع «أبو حنك» على هذه الحال زمناً طويلاً، حتى اكتشف أحد الحكماء حلاً يقضي بعدم السماح لـ«أبو حنك» بالنزول للسوق نهائياً، وحتى يضمنوا نجاح العلاج أكثر هرعوا إلى تجنيبه سماع الأخبار السيئة، بل إنهم عكسوا تلك الأخبار بحيث تبدو إيجابية ومتفائلة تبعث على الراحة.. لم يسمع «أبو حنك» أنهم داهموا محلات البالة في الإطفائية وصادروها.. ولم يخبره أحد بأن الدخان الوطني مفقود من السوق كرمى عيون الدخان الأجنبي.. لم يقل أحد لـ«أبو حنك» إن سعر السكر قد تضاعف مرات ومرات، ومثله الرز والزيت والشاي.. وكان «أبو حنك» يشعر كأنه يعيش في الفردوس من شدة الراحة النفسية.. وكان جميع من حوله يردد: «كلشي إلا فلت حنكو»! عرفتوا كيف؟!.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار