بالتأكيد الحرب الكونية وما رافقتها من عقوبات اقتصادية ظالمة على بلدنا منذ سنوات , فرضت معايير جديدة للتعامل بين الأجهزة الحكومية والمواطنين, وهذه مصحوبة بمزيد من الضغط النفسي والاجتماعي, نتيجة ما يحدث, لكن هذا لا يعني التخلي عن القيم المجتمعية والأخلاقية, التي تفرض الاحترام المتبادل بين الطرفين وتقديم الصورة المطلوبة للتعامل, وخاصة الأجهزة الرقابية المعنية بحماية المواطن والأسواق, إذ لا يمكن أن تقف الرقابة مكتوفة الأيدي تجاه ما يتعرض له من إساءة سواء في المأكل أو الملبس..! وما يحدث من تجاوزات لا يمكن تصديقها حتى في قصص الخيال, إلا في أسواقنا, وهذه أصبحت عادة ليس لجهة مرتكبيها فحسب,وإنما لجهة من يدافع عنها ويحميها, إلى درجة أنها أصبحت مألوفة ومستحبة لدى بعض التجار ومحتكري السوق باعتبارها مصدر رزق وغنى لهم.
وهنا تحضرنا أسئلة كثيرة تدور حول ماهية هؤلاء , والرقابة التي تتعامل معهم بشكل يومي,من دون إجراءات تقمع فكرهم وتبريراتهم في استنزاف جيوب المواطنين وخزينة الدولة على السواء..؟
فهل نعد تقصير الرقابة في مكافحة هؤلاء, والقضاء عليهم رحمة بالمواطن واقتصادنا الوطني , أمراً ينطوي تحت هذا العنوان .؟
وهل نرى نظافة أسواقنا المحلية من النفوس الضعيفة والمستغلة أمراً في غير محله, على اعتبار أنه لا يثبت الصح إلا بعمليات الغش والنصب, ولا يقف الأمر عند هذا الحد, وإنما بعمليات الابتزاز التي تجعل الأجهزة الرقابية عاجزة عن ضبطها, وملاحقة مرتكبيها وذلك تحت أسماء مستعارة وأرقام هاتفية ليست وهمية فحسب, وإنما الغرابة في طريقة استخدامها, والسرعة في تغييرها, حتى تسبب الحيرة والقلق والخوف, التي تزرعها لدى القائمين على حماية السوق والمستهلك على السواء..!
وهل نسمح لضعاف النفوس من بعض التجار وحلقات الوساطة التجارية المتاجرة بحياة المواطنين واستنزاف مقدراتهم عبر حيل وغش مبتكرة بشكل يومي ..؟
سؤالنا الأهم: هل يتحقق حلمنا الذي يراود كل مواطن, بنظافة أسواقنا من الحرامية والغشاشين من بعض التجار, ومن لف لفيفهم ممن يعاونهم من أهل الرقابة والقرار..!؟
Issa.samy68@gmail.com