أقل ما يقال عن الإعلانات التي تعرضها القنوات السورية وتحديداً في الموسم الرمضاني الحالي إنها تسبب عسر هضم ووجع في المعدة عدا عن تحطيم ما تبقى عند المشاهدين من مخيلة طازجة وإحساس بالجمال تكاد تطيح بهما مسلسلات الدراما هذه السنة.
إعلانات معظمها سمجٌ وبليد. لا فكاهة فيها، ولا سحر جاذب في فكرتها، ولا طزاجة في الغرافيك والألوان الذي يبدو مثل “صبّة باطون” أو مثل “الهمّ عالقلب”.
مدعومة طبعاً -هذه الخلطة الخرندعية- بموسيقا تتناوب بين الكئيبة والرديئة، مروراً بالزعيق وأصوات المؤدّين المائعة داخل سكيتش الإعلان أو بالتمازج مع أساليب إخراجية محدّثة يعتقد أصحابها أنهم أضافوا إلى عراقة الفن السوري علامة فارقة أو بصمة للتاريخ مع نكهة الغار.
في حين “يا ويلو ويا سواد ليلو” من يحضر هذه الخبصة الإعلانية و”يا شحّار قرعة اللي خلّفو” في حال كان اسمُ المنتج وتيمة الإعلان الموسيقية على اسمه أو اسمها حينها سيصبح ذاك الإعلان لسماجته اللامحدودة مثل وصمة عار لأصحاب الاسم المشابه، بل سيبقى الأصدقاء وأطفال الحارة والأقرباء والجيران مجتمعين يتندّرون عليهم بتذكيرهم بالإعلان الدمغة مثل عطسة البدوي الشهيرة.
ولن أحدثكم عن طول وقت كل فقرة إعلانية تكاد تنسيك أحداث المسلسل الذي تتابعه أو تجعلك تهرب من المنتج بدلاً من جعلنا نحن المواطنين المستهلكين النقّاقين الشكّائين نركض نحو السوبر ماركت في لهفة وشوق ولوعةٍ وتوق لنحصل على ذاك المنتج/أكسير حياتنا الفانية.
بالله عليكم كم إعلاناً مقيتاً خطر على بالكم وأنتم تقرؤون؟
على فكرة؛ الإعلان فنّ حقيقي يكاد يكون بأهمية الدراما والأفلام والمؤلفات الموسيقية لأنه في الإعلانات العالمية المدهشة هو صناعة
مبدعة تجمع بينها جميعاً. والأفضل لكم أن توافقوني الرأي قبل أن أسلّط عليكم إعلاناً فتّاكاً من كعب الدست. أيواااا.