في كل يوم يمر من عمر الأزمة التي تعرضت لها بلدنا منذ سنوات, يطالعنا وجه جديد للفساد, وبقناع مختلف, وأشخاص يمارسون أقبح أنواع السرقة والاستغلال, مشعلين بذلك سوقاً سوداء, تجد فيها كل شيء, باستثناء الخوف من الله وأهل الرقابة..؟!
وهؤلاء لا يقلّون خطورة في أعمالهم عن المخربين وتدميرهم مقومات الاقتصاد الوطني التي نعيش تفاصيلها بشكل يومي من نقص الموارد مثل المازوت والغاز, واليوم البنزين, وغداً في علم من يخططون لأزمة أخرى, لأنهم اعتادوا التدبير والتخطيط لمكون جديد يحققون من خلاله المزيد من الثروة على حساب الوطن والمواطن, وما نعيشه اليوم هو من فعلهم من دون أن ننكر حالة الحصار والعقوبات الاقتصادية, لكنهم بكل تأكيد هم أذرعها في الداخل لتنفيذ أدبياتها وافتعال الأزمات واستغلال حاجة المواطنين ومقدرات الدولة خدمةً لأهل العقوبات والحصار..!
وتالياً هؤلاء أخطر مكونات الأزمة لأنهم وجدوا فيها ضالتهم وعّدوها أرضاً خصبة لفسادهم ومرتعاً لنشر ثقافة جديدة من الفساد الأخلاقي والمادي, تقوم على مكون ((الخيانة)) في عملهم, وهذه من نتائج الحرب الكارثية, لا بل هي الأخطر لأن بنيتها وتركيبتها تستند على بعض المتنفذين في الجهات العامة, وضعاف النفوس من التجار الذين ركبوا أكتاف الأزمة, وتسلقوا جدرانها, وأصبحوا من أهل المشورة, وهم ممن استغلوا قوت الشعب, بدليل أي سلعة مفقودة في السوق, أو مدعومة تجدها بين أيديهم وبعشرة أضعاف سعرها الحقيقي..!
لكن المشكلة لم تقف عندهم بل امتدت إلى بعض مفاصل الوظيفة العامة, ووجود جمهور لا بأس به من الموظفين يشاطرهم العمل ويساعدهم في الخطط, ويساندهم بالتشريع, أو بالتنفيذ, وغير ذلك من مقومات الدعم اللوجستي تحت حجج ضغط الحاجة, وظروف المعيشة وغير ذلك من مسوغات الفساد..!
والمشكلة أنها أصبحت ثقافة اعتادها الكثير من أهل الوظيفة والمنفعة الخاصة, وهذه ليست وليدةاللحظة، فهل نستطيع التخلص منها بعدما نتخلص من سلبيات أزمتنا هذه, وخاصة أصبحوا كثراً نجدهم في حاجات المواطن اليومية…؟!
Issa.samy68@gmail.com