ما أشبه اليوم بالأمس حين قال مجرم الحرب الأكتع وذو العين الواحدة الجنرال غورو بعد غزوه سورية إثر إنذاره الشهير وفي أول دخول له إلى قبر صلاح الدين الأيوبي في قلب عاصمة الشرق دمشق منتهكاً حرم الجامع الأموي القدسي بنعله الدنسة، واضعاً قدمه الكتعة عليه حين قال (ها قد عدنا يا صلاح الدين) كان ذلك بعد حوالي 832 عاماً على تحريره القدس الشريف من الغزو الصليبي الهمجي لها، لم يكن سوى دليل قاطع على الحقد والنيات الاستعمارية المبيتة للمنطقة وتحت مبرر الانتداب وتعليمنا المدنية.
لكن أول دروس الوطنية التي تلقنها غورو كانت على يد البطل يوسف العظمة وزير الحربية الذي رفض الخنوع والذل بعد أن تخلى الباحث عن التاج الملك فيصل عنه بقبوله الإنذار، وواجه بعدد قليل من جيشه السوري جحافل الغزاة الفرنسيين بعتاد حربي بسيط، وقاد معركة ميسلون ببسالة وبطولة واستشهد فيها ليدخل بعدها الغزاة دمشق على جثته وجثث الشهداء معه، تاركاً إرثاً وطنياً ومقاومة بطولية زلزلت الأرض تحت نعال الغزاة من الشمال بقيادة المجاهد ابراهيم هنانو إلى حماة القاوقجي إلى الساحل السوري بقيادة المجاهد الشيخ صالح العلي إلى دمشق الغوطة الغناء والدكتور عبد الرحمن الشهبندر ومحمد الأشمر وحس الخراط وغيرهم الكثيرون إلى غربها والمجاهد أحمد مريود إلى جنوب سورية بقيادة القائد العام للثورة السورية الكبرى سلطان باشا الأطرش الذي قاد الثورة التي تسلم رايتها من أحرار سورية رداً على سياسة الفرنسيين تقسيم سورية إلى دويلات طائفية، وتحت راية علم الثورة تجمع الأحرار من بقاع سورية الحبيبة وزلزلوا الأرض تحت أقدام المستعمر الغاشم وتحقيق الجلاء الأعظم في السابع عشر من نيسان عام 1946
فما أشبه الأمس باليوم حين عاد غورو اليوم تحت أسماء عدة في أشرس هجمة وأقذر حرب كونية تشن على سورية التي أبت أن تستكين لقطعان وجحافل الهمج من الغزاة الجدد مدعي المدنية وليعودوا من جديد ويتقهقروا تحت نعال الجيش العربي السوري وتضحياته الجسام وتضحيات دماء شهدائه وجرحاه وبصمود الشعب والجيش والقائد الحكيم الرئيس بشار الأسد سيتحقق الجلاء الأكبر بتحرير كل شبر مغتصب من سورية الحبيبة من اللواء السليب المغتصب والجولان المحتل مستلهم عقيدة وقيم وتضحيات الأجداد الجسام لتحيا سورية حرة أبية.
ولننشد من: جديد يوم الجلاء هو الدنيا وبهجتها …. لنا ابتهاج وللباغين إرغام.