ترامب وهاريس يتهافتان لاستقطاب الأصوات العربية والمسلمة.. وتصريحات متناقضة بشأن الحرب في الشرق الأوسط
تشرين- يسرى المصري:
قبل يوم من الانتخابات الأميركية يتسابق المسؤولون والمعلقون بالحديث عن أهمية الصوت العربي والمسلم ، إلا أنهم يتجاهلون الكثير من القضايا التي تؤثر في المجتمعات العربية، سواء الحرب في غزة أو استخدام أموال دافع الضريبة لدعم إبادة جماعية تجري منذ عام وعلى الهواء مباشرة.
ويجري ذلك خاصة في ولايات متأرجحة مثل ميشيغان التي يوجد فيها أكبر تجمع عربي في الولايات المتحدة، وهو تجمع غاضب بسبب دعم إدارة جو بايدن المستمر لحرب الإبادة في غزة.. واللافت أن الانتخابات الرئاسية الأميركية هذه المرة هي الأكثر تنافسية في التاريخ الحديث، فلم يسبق أبداً أن تقاربت استطلاعات الرأي في نتائجها إلى هذا الحد بين المرشحين.
كيف يتهافت المرشحان الديمقراطيون والجمهوريون لاستقطاب الأصوات العربية والمسلمة.. في لقاء إعلامي مع (سمراء) وهي أميركية من أصل عربي يمني وناشطة سياسية تتفاعل مع السكان المحليين، وخصوصاً العرب والمنحدرين من أصول شرق أوسطية وغيرهم من المهاجرين من البلدان المسلمة في ميشيغان، كما أنها تعمل في مجال بيع وشراء العقارات.
تقول سمراء: لا بد أن يفكر الناخب بجدية في عواقب تصويته و«لا يمكن تجاهل الأثر السلبي المحتمل لو عادت السياسات القاسية فـ«التصويت ينبغي ألا يكون تعبيراً عن الغضب فحسب، بل وسيلة للتغيير الفعلي».
وتضيف: إن حجم العمل الميداني لحملة ترامب الانتخابية كان أكبر بكثير من الديمقراطيين، ووصل الأمر إلى اتصال مسؤولين كبار في حملة ترامب بها شخصياً رغم انتمائها للحزب الديمقراطي، وأدى ذلك إلى ترتيب لقاء لها مع ترامب تحدثت عنه وقالت: إن رؤيتها وموقفها من ترامب تغيرا كثيراً بعد اللقاء، حيث إن ترامب استبق كلامها وعبّر عما أرادت أن تقوله هي عندما استقبلها قائلاً: “يجب أن نوقف الحرب في الشرق الأوسط”.
وتقول سمراء إنها تأثرت وتبدلت خياراتها بعد لقاء ترامب.. رغم بقائها في صفوف الديمقراطيين، وإن تصويتها وتصويت كثير من العرب الأميركيين ممن تعرفهم إذا كان لمصلحة ترامب فسيكون تصويتاً عقابياً للديمقراطيين.
لكن الحزب الديمقراطي يبقى حزباً كبيراً ومؤثراً، وقد أصبح حضوره قوياً في أوساط العرب والمسلمين الأميركيين منذ هجمات الحادي عشر من أيلول والأجواء والسياسات التي أعقبتها.
وتُظهر معظم الاستطلاعات تقدُّم مرشحة الحزب الديمقراطي كامالا هاريس على مستوى مجموع أصوات الأميركيين في كل الولايات المتحدة، لكن النظام الانتخابي الأميركي لا يعتمد على حساب مجموع الأصوات، بل يعتمد على نظام المجمع الانتخابي.
ويتلخص هذا النظام في أن لكل ولاية حصة معينة من أصوات المجمع التي يبلغ مجموعها 538 صوتاً تتوزع على كل الولايات الأميركية، بحيث يكون عدد مقاعد الولاية متناسباً مع عدد سكانها.. ولولاية ميشيغان 15 مقعداً في هذا المجمع، وهي إحدى أهم الولايات التي يشتد التنافس فيها بين دونالد ترامب وكمالا هاريس.
المسلمون والعرب الذين دعموا بايدن في حملته الانتخابية عام 2020 ابتعدوا هذه المرة عن المرشحة الديمقراطية، وقد أعلنوا عن مواقفهم منذ وقت طويل، وعندما كان المرشح الديمقراطي هو بايدن، قبل أن يجبره قادة الحزب على التنحي وفتح المجال أمام نائبته هاريس التي رحب العرب والمسلمون بداية بترشحها على أمل أن تغير من موقفها وتبعد نفسها عن بايدن الذي ظل متمسكاً بصهيونيته حتى النهاية وما زال يرسل الأسلحة والعتاد لدعم إسرائيل في الحروب التي فتحتها في غزة ولبنان والضفة الغربية وإيران وسورية والعراق واليمن، ومن دون أن يكون لديها أي خطة خروج، سوى القضاء على أعدائها في المنطقة وإعادة بناء نظام جديد يخدم المصلحة التي يريدها نتنياهو والمتطرفون من حكومته والمصالح الأميركية.
يصفان الجاليات العربية والمسلمة بالناس الطيببين ويتجاهلان سنوات من الإسلاموفوبيا والشتائم والإهانات
الطريق الثالث
خيبت هاريس توقعات المسلمين والعرب الأميركيين عندما قدمت تصريحات غامضة داعمة لوقف إطلاق النار، وفي الوقت نفسه ظلت ملتزمة بتقديم كل الدعم الذي تريده إسرائيل بما في ذلك الأسلحة التي لم تتوقف، وهو ما قاد الكثير من الناخبين العرب والمسلمين لإعادة النظر في دعمهم للديمقراطيين والبحث عن مرشح ثالث للتصويت له، وهذا ما يبدو أنه سيحدث، فحظوظ مرشحة حزب الخضر جيل ستاين متقاربة في بعض الأحيان مع هاريس بين المسلمين والعرب في أميركا حيث يقول عدد منهم إنهم رغم خيبتهم سيصوتون لهاريس لأن الخيار الآخر أسوا.. وهناك فئة تخطط أن تظل في بيوتها وتمتنع عن التصويت وفئة صغيرة قررت دعم ترامب، حيث ظهر عدد من قادة العرب والمسلمين في تجمع انتخابي لترامب ووصفهم بالناس الطيبين وقال أحدهم إنهم قرروا دعم ترامب لأنه سيجلب السلام.
ترامب يتملق
بالتأكيد يعرف المسلمون شخصية ترامب، وهم واعون لما قاله لنتنياهو «افعل ما تريد»، ولهذا السبب يدعم نتنياهو ترامب ويأمل بفوزه كبقية الإسرائيليين، مع أن رئيس الوزراء الإسرائيلي قد يندم على دعمه حسب ديفيد رزنبرغ في مجلة «فورين بوليسي» (31/10/2024) الذي ذكّر نتنياهو بأن ترامب لا يوثق به، وأن الحرب في غزة غيرت من طبيعة التحالف الأميركي- الإسرائيلي، وبهذا ستكون السنوات المقبلة صعبة على إسرائيل التي تعتمد على أميركا في الدعم العسكري. وحسب دراسة لجامعة براون فقد أنفقت الولايات المتحدة حتى 30 أيلول 2024 مبلغ 22.7 مليار دولار على الدعم العسكري، إضافة إلى إرسال قوات عسكرية لتشغيل النظام الصاروخي، هذا إضافة إلى فرق التفتيش الخاصة لمساعدة إسرائيل على استهداف قادة حماس في غزة.. وترامب الذي يطرح فكرة «ماغا» أو أميركا العظيمة الجديدة لا يحب أن يدفع المال للآخرين.
يعرف الجميع أن ترامب خطر ليس على أميركا فقط بل العالم، لكن بايدن لم يعمل الكثير على تصحيح مسار البلاد ومحو آثار ترامب، أسوة بما فعل الأخير الذي حاول محو تراث باراك أوباما بدءاً من النظام الصحي وانتهاء بالخروج من الاتفاقية النووية مع إيران عام 2015، بل أبقى بايدن على كل القرارات التي اتخذها من نقل السفارة الأميركية إلى القدس واعترافه بسيادة إسرائيل على الجولان وتجاهله الفلسطينيين وغير ذلك.. وكل ما قدمته الإدارة في هذا السياق هو متابعة لسياسات ترامب، ومزيد من العقوبات على إيران ومحاولات جديدة للتطبيع مع الدول العربية، وهذه المرة بين السعودية وإسرائيل.. فكيف يريده الناخب العربي أو الأميركي؟ مع أن المراقب لمواقف ترامب يعرف أنه قضى سنين في شيطنة المسلمين والعرب، والجميع يتذكر قانون «حظر المسلمين» الذي منع فيه مسلمي سبع دول إسلامية من دخول الولايات المتحدة.. وفي الحرب الحالية أصدر عدداً من التصريحات والإشارات المتناقضة والغامضة بشأن وقف الحرب لكنه التزم بدعم إسرائيل وتصالح في تموز مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي زاره في مقر إقامته بمار-إي- لاغو، مع أن ترامب لامه في مقابلة مع مجلة «تايم» وحمّله مسؤولية الفشل الأمني في 7 تشرين الأول. ومع ذلك يرى بعض المسلمين أو من يشاركون في حملته من العرب أنه «تغير» وهذا كاف، كما قال أحدهم في مقابلة مع صحيفة «نيويورك تايمز» (30/10/2024) إنه صوّت للديمقراطيين من هيلاري كلينتون إلى بايدن ويريد الآن أن يغير لترامب على أمل حدوث شيء.
وقالت الصحيفة: إن ترامب يحاول الضغط على مجموعة من المسلمين والعرب لمنح أصواتهم له، متجاهلاً سنوات من الإسلاموفوبيا والشتائم والإهانات التي وجهها لهم إلى جانب تجريدهم من إنسانيتهم، ونسي أنه في الشهر الماضي كان يعد جمهوره بأنه سيعيد قرار حظر المسلمين، وزعم في الصيف كاذباً أن هاريس تريد «إرسال الآلاف من المتعاطفين مع الجهاد إلى ولاية مينسوتا»، وأن الحزب الديمقراطي يريد تحويل «وسط الغرب الأميركي إلى الشرق الأوسط». ويشعر ترامب مثل الديمقراطيين بضرورة الحصول على أصوات المسلمين والعرب، لأن النسب متقاربة مع منافسته في استطلاعات الرأي وخاصة في الولايات المتأرجحة، ولهذا فإنه يرى أهمية التملق للمسلمين الذين صدق بعضهم «وعوده».
مع أن التخويف من المسلمين هو حجر أساس في هوية ترامب ويعود إلى حملته للرئاسة عام 2016.. وفي تجمع انتخابي حاشد يوم السبت الماضي بميشيغان، وهي ولاية حاسمة ذات عدد كبير من السكان العرب والمسلمين، أخبر الحشد بأنه التقى مجموعة من زعماء المجتمع في وقت سابق، وسأل: «هل تعلمون ماذا يريدون؟ إنهم يريدون السلام.. إنهم أناس عظماء»، وقد أيده عدد من رؤساء بلديات مثل ديربورن هايتس، وهي ضاحية عربية كثيفة بجوار ديربورن، وهامترماك، وهي جيب في ديترويت يديرها بالكامل مجلس بلدي مكون من المسلمين، وبدا ترامب مهاجماً حيث دعا المسلمين والعرب إلى عدم التصويت لهاريس لأن لديها مرشحين كارهين للعرب والمسلمين.
ولا غرو فالخطاب المتودد للمسلمين من ترامب ما هو إلا حسابات سياسية، وسيفوز أو يخسر بناء على مجموعة من أصوات المسلمين والعرب الأميركيين الذين زعم في الماضي أنهم لم يندمجوا بشكل كامل في المجتمع الأميركي وثقافته.
قضايا أخرى
ورأت مجلة «إيكونوميست» (28/10/2024) أن الحرب في غزة ولبنان ليست هي السبب التي تدفع المسلمين والعرب الأميركيين للتخلي عن الديمقراطيين، مضيفة: إن هناك قضايا محلية تجمع بعض المسؤولين العرب مع مواقف الجمهوريين المحافظين تدفعهم لدعم ترامب، إلا أن زعماء ورموزاً عربية حذروا من الوقوع في شرك ترامب.
وكما قال جيمس زغبي، مؤسس المعهد العربي – الأميركي الذي تحدث في اجتماع عقد في 27 أيلول في غرفة التجارة العربية بمدينة ديربورن- ميشيغان: «سمعت أناساً في مجتمعي يتحدثون عن معاقبة الديمقراطيين بسبب هذه الحرب»، مضيفاً: «لن يعاقبوا الديمقراطيين بل سيعاقبون المهاجرين والناس الأبرياء»، وأنهى كلامه بمناشدة «لا تعاقبوا البلد، العالم وأطفالكم وأحفادكم فقط لأنكم تشعرون بالغضب».
وتنبع أهمية التكالب الجمهوري والديمقراطي على ولاية ميشيغان من وجود 310 آلاف عربي ومسلم فيها.. ومع ذلك لا تتجاوز نسبة تقدم هاريس فيها عن 0.4 في المئة، ورغم حاجة الديمقراطيين للصوت العربي والمسلم في هذه الولاية إلا أنهم لم يأخذوا في الاعتبار حساسية الموقف وأهمية تقديم تطمينات لـ الناخبين المسلمين وخاصة في غزة والإبادة فيها، بل تميز خطابهم بالفوقية، تماماً مثل رفضهم أثناء انعقاد المؤتمر الوطني للحزب في ميشيغان في آب، منح صوت فلسطيني أو مسلم للتحدث على المنصة أمام الوفود المشاركة.
والغريب أن هناك معلقين تبنوا الموقف القائل: إن هاريس تظل أفضل الشرّين، ولمنع ترامب من تدمير الديمقراطية يجب انتخابها، بل انتقد معلق عربي في مجلة «ذي أتلانتك» موقف العرب المسلمين ورأى أنهم يضرون بأنفسهم. وكتب روبن أبكريان في صحيفة «لوس أنجلوس تايمز» (30/10/2024) مجادلاً بأن الذين يعاقبون هاريس بسبب غزة مخطئون، وقال: «إن الذين يصوتون لمصلحة ستاين أو الأسوأ لمصلحة ترامب لمعاقبة الديمقراطيين مثل من يقوم بجدع أنفه لتشويه وجهه، أو هكذا قالت له أمه».
ونقل عن وائل الزيات وهو مسؤول سابق عمل في الخارجية الأميركية، ويدير منظمة اسمها «إيمغيج» دعمت هاريس قوله: إن هناك غضباً وخيبة أمل من الديمقراطيين وهاريس، ويعرف المسلمون في قلوبهم منطق الانتخابات ومخاطر التصويت لترامب، لكن هناك غضباً عارماً على بايدن واستمرار ضخه للمال والسلاح إلى بنيامين نتنياهو لقتل وإبادة الفلسطينيين، ولهذا يتساءلون: فلماذا لا نعاقبهم؟
ومع أن الدعم العربي والمسلم متقارب للمرشحين في بعض الاستطلاعات إلا أن الدعم لهاريس تراجعوبنسبة 12 في المئة مقارنة مع 15 و 18 في المئة لترامب وهي النسبة نفسها التي صوتت له عام 2020. وفي المقابل قالت نسبة 30 و40 في المئة إنها ستصوت لمرشح ثالث، وهذا هو بالضبط ما ورد في مقال للسيناتور عن ولاية فيرمونت نشرته صحيفة «الغارديان» (30/10/2024) وتساءل فيه: «كيف أصوت لهاريس إذا كانت تدعم حرب إسرائيل؟ هذه إجابتي» وقال: «أفهم أن هناك الملايين من الأميركيين الذين لا يتفقون مع جو بايدن وكامالا هاريس من الحرب الرهيبة في غزة، وأنا واحد منهم»، ومضى مؤكداً أن إسرائيل لها الحق بالدفاع عن نفسها ضد هجوم حماس، لكن ليس لها الحق في قتل أكثر من 42 ألف فلسطيني وجرح 100 ألف آخرين، وليس لها الحق بتدمير كل جامعات غزة الـ12 ولا منع دخول المساعدات الإنسانية وغير ذلك من الفظائع التي ارتكبتها.. ولهذا السبب يقوم ساندرز بعمل جهده لمنع تصدير السلاح إلى حكومة اليمين المتطرف التي يتزعمها نتنياهو.. ومبرر ساندرز في التصويت لهاريس نابع كما أشرنا إلى خطورة ترامب الذي عبر عن إعجابه بما يقوم نتنياهو بعمله في غزة، وما اقترحه من تحويل القطاع إلى مشروع إسكاني مربح على البحر. ووعد ساندرز قائلاً: «أعدكم لو فازت هاريس فإننا سنعمل معاً لتغيير السياسة الخارجية الأميركية تجاه نتنياهو، بما في ذلك وقف فوري لإطلاق النار وعودة الأسرى كلهم وتدفق للدعم الإنساني ووقف هجمات المستوطنين في الضفة الغربية وإعادة بناء غزة للشعب الفلسطيني»، مضيفا: إن هناك فرصة أحسن لتغيير السياسة الخارجية مع هاريس أكثر من ترامب.
يمين أو يسار لا فرق
وفي هذا الخطاب الذي يمنح الناخب خياراً بين أمرين أحلاهما مر، هناك اجتزاء للحقائق وتجاهل للواقع الأميركي المنقسم على أمره والخلافات بين الأميركيين حول جوهر المشروع الأميركي الديمقراطي، ولن يحل هذا الأمر لا انتخاب ترامب أو هاريس، بل الاعتراف بالخلاف وأن أميركا الماضي لن تعود، وحتى لو كان هذا الماضي موجوداً فلا يمكننا العودة إلى الوراء، لأن القوى الدافعة للاستقطاب لا رجعة فيها ولأنها نابعة من تغييرات بنيوية عميقة في التركيبة التعليمية والدينية للبلاد، كما يقول. وفي النهاية فلا فرق بين الحزبين، كما يقول الأكاديمي جوزيف مسعد من جامعة كولومبيا في مقال نشره موقع «ميدل إيست آي» (29/10/2024)، ويتبنى كل من الحزبين الرئيسين في الولايات المتحدة سياسات امبريالية على المستوى العالمي، بينما ينحصر الخلاف بينهما في القضايا الداخلية. من هنا، يظهر خيار التصويت لمصلحة «الشر الأقل» كأنه استراتيجية مبررة، حيث يتم الدفاع عن هذا الخيار كخير مطلق بغية التغلب على «الشر الأكبر»، ويقول: إن هذا المنطق يغض الطرف عن مصير مليارات البشر حول العالم الذين تخضعهم الولايات المتحدة لهيمنتها وتقمعهم بشكل مباشر أو غير مباشر، مقابل تحقيق بعض الإصلاحات الداخلية التي تمس فقط شريحة من الطبقة الوسطى في أميركا، والتي تعتبر إلى جانب الأثرياء المستفيد الأول من سياسات الامبريالية التي تفرضها الولايات المتحدة عبر القمع والاستغلال على شعوب العالم الأخرى.
ويضيف: إن ما يجمع الناخبين الليبراليين واليساريين في الولايات المتحدة مع نظرائهم من اليمين في انتخابات هذا العام، هو نفس ما يوحد الأميركيين من أصول عربية في موقع فريد ونادر في السياسة الأميركية هذه الأيام، فالحملات الانتخابية تشتد وتتركز على ولاية ميشيغان حيث يشكل العرب نسبة مهمة من السكان.