كثيرون هم من يمارسون الخيانة العظمى لأوطانهم وقضاياهم وحقوق شعوبهم وإخوانهم، سواء أكانوا أفراداً أم مؤسسات أو حتى أنظمة.
المتعارف عليه أن تجنيد الخونة والعملاء يكون عادةً مقابل إغراءات مادية أو معنوية تدفع لهؤلاء العملاء والخونة للقيام بأدوار خيانية، تبدأ من التجسس مروراً بالتخريب وصولاً إلى الاغتيال وغير ذلك من الأفعال المدمرة للبلدان التي يعملون بها لصالح مجنديهم.
وقد جرت العادة أن يقوم الخونة بأفعالهم الخيانية خلسةً وبسريه تامة وتكتم شديد وهو ما عليه الحال في غالبية القضايا المتعلقة بالتجسس على البنى الاقتصادية والعسكرية والتكنولوجية.
اليوم تبدلت الحال فأصبحت الخيانة والعمالة تمارسان بشكل علني وفاضح وفي وضح النهار، وعلى مرأى ومسمع الجميع، ويتجلى ذلك الفعل فيما نشاهده على بعض القنوات التلفزيونية العربية، التي باتت تقف على يمين القنوات التلفزيونية الصهيونية في هجومها على مقاومي الاحتلال وتسفيهها لأفعالهم وتشويهها لمواقفهم المشرّفة.
بالتأكيد إنّ هذه القنوات ومن تستضيفهم من عملاء وخونة وحتى جواسيس لهم مصلحة في ممارسة أدوارهم الخيانية، قد تندرج في الإطار المادي أو المعنوي أو الاثنين معاً، وهذا مفهوم للمتابع والمدقق بما يقوله العاملون في هذه القنوات، أو ما يقوله ضيوفها المنتقون بعناية للقيام بهذه الأفعال وفق إيحاءات معدّي البرامج أو حتى إعلانهم المباشر.
ولكن غير المفهوم قيام البعض ممن يتابعون هذه الأقوال والأفعال الخيانية بتبني هذه الأفكار والترويج لها وحتى الدفاع عنها والمحاججة فيها وهم غافلون عن أنهم يقومون بذلك بخيانة مجانية، ومن دون أي منفعة مادية أو معنوية وهم محسوبون على المقاومة وجمهورها وقد يكونون من أشد المؤيدين لها.
إنّ هؤلاء يقومون بفعل الخيانة وليسوا بخونة ولكن جهلهم وعدم درايتهم وتبصرهم وغيابهم عن المنطق والتدقيق والتأني في التفكير يضعهم في مصاف الخونة.. لهؤلاء نقول: هلّا تبصّرتم مرتين؟.
هيثم صالح
36 المشاركات