أسعار الزيتون بدأت منخفضة قياساً بالموسم السابق.. لكن القلق أخذ يساور المستهلك لاحتمال ارتفاعها بعد السماح بتصدير الزيت

تشرين – وليد الزعبي:

بدأت تشهد أسواق الهال والخضار معروضاً متزايداً من ثمار الزيتون الأخضر فيما الأسود لم يحن وقته بعد، وذلك بهدف تلبية الطلب على مؤونة الأسر، ويلاحظ أنّ الأسعار بالقياس إلى موسم العام الفائت أقل نسبياً، وبشكل يتفاوت بين صنف وآخر وحسب الجودة، لكنها بالعموم تشكل عبئاً ليس بالقليل على الأسر ذات الدخل المحدود التي لا تزال مترددة حيال الكمية التي يمكن أن تقوم بمؤونتها، وهناك مخاوف من بدء ارتفاع الأسعار برزت لدى هذه الأسر، وخاصةً مع صدور قرار يسمح بتصدير كميات من زيت الزيتون، إذ يمكن للمزارعين أن يقللوا من كميات الثمار التي يطرحونها في الأسواق وإبقاؤها حتى يحين موعد عصيرها لاستخراج الزيت لعلهم يحققون جدوى أفضل بيع الزيت بدلاً من الثمار.

قلة من “مونوا”
أشار عدد من أرباب الأسر إلى أن موسم مؤونة الزيتون في بدايته، والكثير من الأسرّ لم تمون بعد، حيث كانت تنظر ازدياد المعروض في الأسواق وانخفاض السعر أكثر، علماً أن كمية المؤونة لدى الأسر الفقيرة تضاءلت في السنوات الأخيرة نتيجة ارتفاع سعر الزيتون بالتوازي مع انخفاض قدرتها الشرائية، علماً أنه في سنوات الوفرة كانت الأسر لا تكتفي بمؤونة كميات مناسبة وأحياناً تفيض عن حاجتها وتبقى لموسم لاحق، بل كانت تشكل في النوع أيضاً، فمثلاً تضع كمية من الزيتون الأخضر وأخرى من الأسود، كما تحضر كمية من الزيتون المحشي الذي تنزع بذوره ويضاف له الجزر والفليفلة والليمون وزيت الزيتون، لكن قلة من باتوا يفعلون ذلك ويكتفون بكمية قليلة من الزيتون الأخضر، الذي يحضر ويحفظ كما المخللات بالنقع في الماء المملح، أي لا يحتاج الزيت غالي الثمن كما الزيتون الأسود (عطون).

الأسعار الرائجة
كان السعر في سوق هال درعا يوم أمس بالجملة لنوع النابالي المحسن ٦٥٠٠ ليرة، وفي أسواق المفرق بنحو ٨ آلاف، لكنه بالنسبة لنوع القيسي أو الجلط أكثر بنحو ألفي ليرة، وبالنسبة للجودة فهي إلى حدٍّ ما جيدة ولا توجد عيوب ظاهرة، كالإصابات الحشرية أو غيرها، على عكس الموسم الماضي حيث كان المستهلك يجهد كثيراً وهو يبحث عن معروض نظيف خالٍ من الإصابات، وبالنسبة للزيتون الأسود وخاصة من نوع الجلط الذي لم يحن وقته بعد، فالتوقعات أن لا يقل سعره عن ١٥ أو ٢٠ ألف ليرة.

مستهلكون: التوقيت غير مناسب وكان الأفضل تأخيره لحين انتهاء مؤونة الأسر

هل ترتفع؟
أخذ القلق يساور عدد من المواطنين حيال احتمال ارتفاع سعر الزيتون وكذلك زيت الزيتون، علماً أن سعر صفيحة الزيت زنة ١٦ كغ من إنتاج الموسم الفائت كان شهد في الفترة الأخيرة انخفاضاً من ١.٤ مليون ليرة إلى حوالي ١.١ مليون، وذلك نتيجة صدور قرار السماح بتصدير زيت الزيتون، وعلى ما يبدو أن هذا القرار بات محفزاً للمستهلكين لضرورة الإسراع بشراء مؤونتهم حتى لو استدانوا ثمنه من أقارب أو معارف لهم تفادياً لحدوث ارتفاع متوقع بسعر الزيتون، ولفتوا إلى أن توقيت القرار غير مناسب وكان الأفضل لو تم الانتظار حتى تنهي الأسر مؤونتها من الثمار والزيت، تجنباً لعملية الاحتكار التي قد تحدث بهدف التصدير والتي لا شك ستؤدي لارتفاع الأسعار.

متابعون: التأثير سيكون محدوداً للازدياد الملحوظ بالإنتاج هذا الموسم

للمتابعين رأيهم
يرى متابعون للشأن الزراعي وأسواق الهال أن الارتفاع وإن حدث في الأسعار سيكون محدوداً لأن كميات الإنتاج من محصول الزيتون للموسم الحالي جيدة وأكثر من الموسم الفائت، وخاصةً أن الفلاحين أخذوا يهتمون بهذا المحصول ويقدمون له الرعاية المطلوبة بل ويتوسعون بزراعة أشجار الزيتون التي شهدت فاقداً كبيراً خلال سنوات الحرب وصلت نسبته إلى ثلث إجمالي ما كانت تحوز عليه محافظة درعا قبل الحرب والذي يقارب ٦.٥ ملايين شجرة.

زيادة في الإنتاج
مدير زراعة درعا المهندس بسام الحشيش ذكر أن الإنتاج المقدر من الثمار للموسم الحالي في محافظة درعا يبلغ ٢٨٧٠٠ طن وهو يزيد بنحو ٤.٧ آلاف عن إنتاج الموسم السابق الذي بلغ ٢٤ ألف طن، كذلك يزيد إنتاج الزيت المقدر للموسم الحالي بكمية ٣١٦٦ طناً عن الموسم السابق الذي وصل إلى ٢٥٠٠ طن زيت، أي أن الإنتاج هذا الموسم أفضل من الموسم السابق، وهذا مؤشر على عودة التعافي لمحصول الزيتون في المحافظة وإعادة الاهتمام والرعاية والترميم لحقول الزيتون، ولجهة حالة المحصول بيّن أنه لا يعاني من أي أمراض أو إصابات وهو ضمن الحالة الطبيعية.

مطالب بالتزام المعاصر بالأجور والمعايير الفنية

مطالب متكررة
تتكرر مطالب المزارعين كما في كل موسم بضرورة التزام معاصر الزيتون بالأجور المحددة لعملها، حيث إن هناك تجاوزات تحدث بهذا الشأن، لافتين إلى أن تكاليف كبيرة يتحملونها نتيجة ارتفاع أجور اليد العاملة التي تعمل بجني المحصول حيث تتقاضى الأجر حسب الساعة أو الكيلو، وكذلك ارتفاع أجور نقل المحصول إلى السوق أو إلى المعاصر، هذا عدا عن تكاليف رعاية المحصول على مدار العام من فلاحة وريات ومكافحة. كما طالبوا الجهات الرقابية بضرورة الوقوف على آلية عمل المعاصر والتزامها بالمعايير الفنية، ولاسيما زمن العجن، وذلك لعدم انقاص أي كمية من زيت الزيتون من صالح المزارع.

أجور العصر
وعلى صعيد أجور عصر ثمار الزيتون خرجت اللجنة المشكلة لهذه الغاية برئاسة نائب محافظ درعا عبد العزيز الجهماني بتحديد أجور عملية العصر التي تبدأ اعتباراً من ٢٠ الشهر الجاري وتستمر لغاية ٢٠ كانون الثاني القادم، وذلك باقتراح مبلغ ٧٥٠ ليرة لعصر كل ١كغ زيتون مع بقاء مادة البيرين لصاحب المعصرة، و٩٠٠ ليرة في حال أخذ صاحب الزيتون البيرين، على أن تغلق المعاصر المخالفة في حال تكرار مخالفتها التعليمات الفنية المتعلقة بعصر الزيتون وتصريف مياه الجفت الناتجة عن عملية العصر.

الإرشاد مهم
رئيس دائرة الإرشاد الزراعي المهندس محمد الشحادات، ذكر أن مزارعي المحافظة يجيدون زراعة الزيتون ويتقنون عمليات رعايته حيث تراكمت لديهم الخبرات على مدار عقود من الزمن، لافتاً إلى أن الوحدات الإرشادية المترامية في مختلف أرجاء المحافظة تقدم بشكل دائم المشورة والخبرة حول كيفة رعاية المحصول والإدارة المتكاملة لمكافحة الآفات، ونصح بأن يكون قطاف الثمار باستخدام القطافات الآلية إن توفرت والقطاف اليدوي والابتعاد عن القطاف بالعصا لما له من مساوئ لجهة تكسير الأغصان وخاصة الحديثة التي ستحمل ثماراً في العام القادم، وبين أنه من الأفضل أن يكون العصر بشكل يومي للثمار للحصول على أحسن نوعية زيت، وإن تعذر ذلك ينصح المزارع بعدم تكديس الثمار بكميات كبيرة ولفترة طويلة تزيد على الـ ٤٨ ساعة، حيث إن التأخر يؤدي إلى تعفن تلك الثمار وبالتالي انخفاض جودة الزيت الناتج، مع أهمية تعبئة الثمار بصناديق بلاستيكية أو خشبية مهواة كما ينبغي أيضاً عدم وضع الثمار الجافة المتساقطة على الأرض مع الثمار الناضجة وعصر كل منهما على حدة لكيلا تؤثر في جودة الزيت.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار