«آمر صرف بلا توقيع» في الأسرة السورية.. جدل حول مهارات إدارة الإنفاق بين الرجل والمرأة
تشرين- دينا عبد
تتباين الآراء بشأن من هو الأقدر على إدارة ميزانية الأسرة ؛البعض يرى أن الرجل هو الأقدر على إدارة الميزانية في حين ترى فئة أخرى أن المرأة هي الأعلم بما يلزم المنزل.
أمر نسبي
يقول أبو مرهف (موظف) استلمت مصروف المنزل لمدة ستة أشهر ولم أنجح بذلك نظراً لعدم معرفتي بحاجات المنزل لذلك فإن الزوجة هي التوفير والتدبير.
في حين يرى خلدون (ممرض) أن الأمر نسبي فتارة تكون المرأة على قدر المسؤولية وتارة أخرى تشتري ما نحن بحاجته وما لسنا بحاجته لذلك فإنها تتلف “الأخضر واليابس” ؛ فالموضوع نسبي و متوقف على رجاحة العقل والإلمام بالأوضاع.
دور المرأة
أما نائلة (ربة منزل) فاعتبرت أن المصروف يرجع إلى دور المرأة كأم وأب؛ ففي ظل الحرب وبعد غياب الزوج هناك كثير من السيدات قادرات على استلام مصروف المنزل وضبط مصاريف أسرهم.
خبرة بالتسوق
والأهم حسب حسن (سائق تاكسي) أن الزوجة هي الأفضل في استلام زمام الأمور لأنها أدرى بشؤون المنزل ومتطلبات الأبناء بحكم غياب الأب لساعات طويلة عن المنزل.
ومن جهة أخرى تؤكد عبير (مهندسة) أن المرأة هي الأقدر على إدارة مصروف البيت مشيرة إلى أن عدة أسباب تسمح لها بذلك، منها قدرة المرأة على تحديد الاحتياجات الأولية والضرورية للأسرة؛ بالإضافة لخبرتها الطويلة في التسوق والمساومة والوصول إلى أفضل الأسعار؛ على النقيض من ذلك تجد الرجل لا يمتلك صبراً على تحمل النزول إلى الأسواق والمفاصلة والمساومة .
ويشير فاضل( مدرس) الى أنه إذا كانت المرأة عاملة فحينها ستكون على احتكاك بزميلاتها في العمل وهذا في أغلب الأحيان يعطيها الفرصة لتبادل الخبرات وتناقل الأخبار؛ على العكس من الرجل الذي لا يمكن أن يناقش مثل تلك الأمور مع زملائه أو أصدقائه لذلك يجد أن المرأة هي الأقدر على إدارة ميزانية المنزل أكثر من الرجل.
لايستهان بها
وبرأي أخصائية الصحة النفسية د. غالية أسعيد فإن المرأة كائن لايستهان فيه من جانب الأمور المالية فهي تأخذ حيز مهماً في الجانب المالي للعائلة؛ وهذا يعتمد بشكل مهم على نمط شخصية المرأة ونوع عملها ومدى دورها في العائلة وأهمية رأيها في الأسرة.
د. أسعيد: الزوج قادر على استلام المصروف على اعتبار وارده المالي أكبر
وبالنسبة إلى المصروف المالي للعائلة ومدى قدرة المرأة على استلامه فهذا يرجع إلى دورها كأم وأب معاً وهذا ما لوحظ للأسف في الآونة الأخيرة بظل الحرب بعد غياب الزوج لأسباب عديدة فكانت كثير من السيدات قادرات بجدارة على استلام مصروف المنزل والنهوض به قد المستطاع.
ولكن في حال وجود الزوج قد يتغير الحال ويكون القادر على استلام المصروف على اعتبار أن وارده المالي سيكون أكثر وقدرته على تحمل الأعمال الخارجية قد تكون أكبر.
وبحسب د. أسعيد وفي دراسة نفسية وجد أن المرأة قد يكون لديها القدرة الأكبر والأكثر دقة في دراسة الجدوى المالية وتحضير جداولها بينما في استخدام هذه الجداول قد يكون الرجل أكثر جرأة وقدرة على إدارة الأمور المالية ولكن في ظل الظروف المعيشة الغير جيدة كان لابد من مساعدة كلا الزوجين في إدارة المصاريف المالية للمنزل.
التفاهم والحوار
د. سمر علي كلية التربية قسم علم الاجتماع بينت لطالما كانت إدارة ميزانية الأسرة الشغل الشاغل لجميع أفراد الأسرة على أساس أنها تمثل الاستقرار المالي الذي ينعكس بالأمان على الأسرة؛ وتختلف إدارة الأسرة من مجتمع لآخر ومن أسرة لأخرى؛ فالبعض يجد أن المرأة هي الأجدر بهذا الدور كونها الأقدر على تحديد الأولويات والحاجات الحقيقية للأسرة لجميع أفرادها في احتياجاتهم ومستلزماتهم بالإضافة لارتباط النساء والقدرة على مجادلة التجار والمساومة في أسعار الحاجيات بطريقة ذكية مهما كان السعر منخفضاً.
وعلى الجانب الآخر يتهم الرجل أحياناً بالتبذير فيما يتعلق بشراء السجائر وغير ذلك من الأمور غير الضرورية؛ كما يفتقر غالبية الرجال القدرة على إدراك المستلزمات الحقيقية للأسرة مالم تذكرهم زوجاتهم بها؛ وفي المقابل قد يكون العكس صحيحاً عندما تكون المرأة غير قادرة على تنظيم الميزانية والإنجراف وراء الكماليات والملابس وأدوات التجميل وسواها؛ بعيداً عن الضروريات اللازمة للأسرة وهنا قد تتراكم الديون على الأسرة ويؤدي ذلك لحدوث المشكلات الأسرية.
د. علي: قد يكون الأمثل مشاركة كلا الزوجين في إدارة ميزانية الأسرة
وفي هذه الحالة وبحسب الدكتورة علي يتوجب على الرجل التدخل لاعادة ضبط الميزانية الأسرية بوضع جداول وأسس محددة لإدارة مصروف الأسرة والتعاون فيما بينهما لتحديد الأسلوب الأمثل لإدارة الميزانية بما يحافظ على الاستقرار المالي؛ مع العلم أن النجاح في إدارة الميزانية لا يختلف كثيراً بإختلاف المستوى الاقتصادي للأسر فيما إذا كانت الصعوبات المالية؛ فالزوجين يستطيعان إدارة مصروف المنزل بطريقة إيجابية وذكية.
وخلال سنوات الزواج يتوضح من هو الأقدر على إدارة الميزانية الزوج أم الزوجة أم كلاهما معاً، وبالنهاية يكون التفاهم والحوار والمصارحة بين الزوجين هو الطريق الأسلم لادارة الأسرة في مختلف مجالات الحياة.