شعارات رنانة
المشروعات الصغيرة والمتوسطة، هذا العنوان الطنان الرنان الذي عقدت وما زالت تعقد تحت اسمه الكثير من الندوات والاجتماعات، وتوقع لأجله مذكرات التفاهم، كل هذا بقصد دعم هذه المشاريع وتنظيمها ورعايتها.
وآخرها ورشة العمل التي أقيمت بحضور أربع وزارات وتحت عنوان: “نحو بيئة محفزة للمشروعات الصغيرة والمتوسطة… المستقبل أمامنا”.
لا يختلف اثنان حول أهمية هذه المشاريع، وأنها رافعة النمو الاقتصادي وحامل التطوير الحقيقي، وهيئة تنمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة وجدت لتكون قاعدة وحاضنة داعمة لهذه المشاريع، ولكن ماذا حدث؟
لماذا توقف عمل الهيئة اليوم وهي التي لم تحرك ساكناً منذ نهاية شهر تشرين الثاني من العام الماضي، وجميع فروع الهيئة في المحافظات تنتظر التعليمات الجديدة لإطلاق العمل؟
حتى الدورات المجانية والتي شكلت عامل جذب للكثير من الشباب المصممين على خوض تجربة تأسيس مشاريعهم الخاصة توقفت، وقد أصيبوا بالإحباط.
ألا توجد قوانين ناظمة لعمل الهيئة؟ وهل تغير المديرين يوقف العمل لمدة أشهر حتى يتمكن المدير الجديد من فهم وإدراك عمل الهيئة؟ وهل يحتاج الوصول لهذا عقد ورشات وندوات واجتماعات؟.
المستقبل أمامنا صحيح، ولكن ماذا فعلنا وحضرنا لهذا المستقبل؟ وما هي الدعائم والأساسيات التي وضعتها الوزارات الأربع للنهوض بالمشروعات الصغيرة والمتوسطة، والسير بها نحو مستقبل أفضل سوى الكلام ومحاضر الاجتماعات والجلسات التي تبقى حبيسة الأدراج؟ طبعاً مع إيمان الجميع بأهمية تلك المشاريع وما تحققه من فرص عمل للشباب وتنمية اقتصادية.
منذ أكثر من عام هللت وطبلت هيئة تنمية المشروعات بتوقيع مذكرة تفاهم مع محافظة طرطوس لتقديم الدعم اللازم للمشروعات الصغيرة والمهن التراثية واليدوية، من خلال منحها ترخيصاً مؤقتاً لمدة عام، وللأسف لم يتقدم أحد لنيل الترخيص المؤقت فمدة عام واحد لا تكفي. واقترحوا أن ترفع مدة الترخيص لثلاث أو أربع سنوات على الأقل، وحتى الساعة لم يتم تعديل المدة، وبقيت مذكرة التفاهم حبراً على ورق.
لم يعد لدينا الوقت للانتظار، فالمستقبل أمامنا، ولكنه لن ينتظرنا. نريد أفعالاً على الأرض، نريد للمشاريع الصغيرة والمتوسطة أن تصبح واقعاً، وأن تكون الملجأ الآمن للشباب لتأمين فرص عمل تليق بهم بدعم وتنظيم من الهيئة، والأهم إصدار قانون ناظم للمشروعات الصغيرة والمتوسطة أسوة بقانون المشروعات الكبيرة.
المشروعات الصغيرة والمتوسطة قاطرة النمو الاقتصادي، فهل ستلقى الدعم الحقيقي، أم سيبقى الدعم حبراً على ورق؟