إطلاق مبادرة في قرية الحميرة لإصلاح المقاعد المدرسية مجاناً بالقلمون
تشرين- علام العبد:
في إطار الاستعداد لاستقبال العام الدراسي الجديد.. أطلقت ثانوية الشهيد ياسر علي عثمان في قرية الحميرة في القلمون الغربي بمحافظة ريف دمشق مبادرة للعام الثالث على التوالي لإصلاح المقاعد المدرسية وذلك بالتعاون مع بعض أولياء أمور الطلاب والحرفي النجار “حسان عيد العزو” الذي نذر نفسه متطوعاً لإصلاح حوالى 163 مقعداً مدرسياً تالفاً، الأمر الذي لفت أنظار رواد مواقع التواصل الاجتماعي في مدن وقرى القلمون.
و”حسان عيد العزو”، الذي يعمل نجاراً في قرية الحميرة التابعة لمدينة دير عطية، هو ولي أمر أحد طلاب الثانوية المشار إليها، ويقوم اليوم بإصلاح المقاعد المدرسية متطوعاً في سبيل العلم والمعرفة، أوضح أنه صاحب أول مبادرة لإصلاح الأثاث المدرسي في القلمون، عن طريق استخدام الخردة، من دون أجر أو أي مقابل.
السيدة سلام الجاعد مديرة ثانوية ياسر عثمان في قرية الحميرة بيّنت في تصريح لــ”تشرين”، أن تعاون بعض أولياء الأمور مع إدارة الثانوية والمجتمع المحلي المشجع الدائم والمبارك لكل مبادراتنا مثال يحتذى به في العمل التطوعي الدؤوب..فحاجة الثانوية إلى صيانة المقاعد الدراسية باتت ملّحة في ظل تزايد الإقبال على التسجيل بالثانوية التي تستقطب الكثير من الطلاب والطالبات المجدين والمتميزين، ووجود حرفي متطوع من دون مقابل.
وأشارت الجاعد إلى أنه تمت صيانة 163 مقعداً مدرسياً و تعدّ جاهزة للاستعمال لرفد الغرف الصفية بالثانوية، وقالت إنّ سعر المقعد الجديد حوالى 800 ألف ليرة سورية وحسب نوع الخشب وأن المقاعد التي جرى ترميمها وصيانتها موجودة سابقاً لدى الثانوية وهي من نوع الخشب الممتاز.
وبيّنت مديرة الثانوية أن هذه المبادرة انطلقت في الفصل الدراسي الثاني وأنّ مواد الصيانة قدمت عن طريق أحد أصحاب الأيادي البيضاء، وقدرت تكلفة صيانة المقعد كاملاً خشب وحديد بحوالى 10 آلاف ليرة سورية، في حين قدرت تكلفة جميع المقاعد التي تمت صيانتها بحوالى مليون و630 ألف ليرة سورية.
ولفتت الجاعد إلى أن المبادرة جاءت لخلق روح التعاون والانتماء لدى الطلاب لمدارسهم، واستغلال الوقت لديهم، وتوجيههم للمحافظة على الأثاث المدرسي، علماً أنّ فكرة المبادرة لاقت صعوبة كبيرة في بداية طرح فكرة التطوع لأننا لم نصل بعد إلى النسبة المطلوبة من الوعي الذاتي لضرورة التطوع لعمل الخير وتقديم المساعدة في مجتمعنا وبرغم ذلك فالنتائج مقبولة حالياً.
واقترحت الجاعد: لنشر ثقافة العمل التطوعي بين الجيل الناشئ، نحتاج إلى جهود مشتركة، على الرغم من أن نسبة الإقبال على مثل هذه الأعمال آخذة بالتنامي البطيء، ولتحقيق ذلك، يمكن استغلال الوسائل الإعلامية المختلفة، ووسائل التواصل الاجتماعي التي تستطيع مخاطبة الشباب بلغتهم، كما يمكن أيضاً إدخال الأعمال التّطوّعيّة في سائر المراحل الحياتيّة التي يمر بها الإنسان في فترتي المراهقة، والشباب، وجعلها مرتبطةً بغاياتهم وأهدافهم التي يسعون إلى تحقيقها، كمنح الشباب في الأعمال التطوعية بعض التسهيلات للتطوع لبناء مجتمعات متينة ومتماسكة، ونحن بأمس الحاجة في وقتنا الحالي إلى تكاتف جميع شرائح المجتمع لنستطيع تجاوز العثرات التي تجمّد أنشطتنا وبناء جيل مثقل بالمهارات الحياتية إضافة إلى التحصيل الدراسي.