عن الجاذبيّة والتفاح
تقول الحكاية: إن نيوتن جلس إلى جانب إحدى السيدات في مأدبة عشاء أقيمت تكريماً له، وبعد وقتٍ لم يكن طويلاً، فجأةً تسأله تلك السيدة: قل لي يا سيّد نيوتن، كيف استطعتَ أنْ تصلَ إلى اكتشافك هذا؟!.. وكانت تقصد بذلك قانونه الذي كان حديث الناس حينها، وهو اكتشافه سرَّ الجاذبية، أو ما عُرف فيما بعد بـ(قانون الجاذبية).. حينها أجاب المعلم نيوتن في هدوء –أظنه في هدوء، فثمة سيدة جميلة بجواره تسأل – فيُجيبها: المسألة يا سيدتي في غاية البساطة؛ فقد كنتُ أقضي جانباً من وقتي، وأنا أفكرُ في هذه الظاهرة الغريبة، تلك التي تدفعُ الأشياءَ إلى السقوط على الأرض –يعني المسألة ليست فجأة ومن خلال سقوط تفاحةٍ على قرعته كما تقول الرواية المتداولة- فالتفكير – والكلام لايزال للسيّد نيوتن- وحده يا سيدتي هو الذي هداني في النهاية إلى هذا الاكتشاف.
فتردفُ السيدة، وتقول له: ولكنني أنا مثلك أقضي الساعات الطويلة في التفكير، ورغم ذلك لم أستطعْ أنْ اكتشفَ شيئاً، فيجيبها نيوتن بهدوئه المعهود – أظنّه كان هادئاً على الدوام، وإلا لما استطاع التفكير والتأمل ومن ثمَّ الاكتشاف- وفيما كنتِ تفكرين يا سيدتي؟! فقالت له: كنتُ أفكّر في زوجي الذي هجرني، وانفصل عني بالطلاق.. يقولُ لها السيّد نيوتن: وهل كنتِ تفكرين في زوجك بعد الطلاق، أم قبل الطلاق؟! فقالت: بعد طلاقنا طبعاً ياسيدي.. هنا نظرَ إليها نيوتن وقال: لو أن تفكيرك في زوجك يا سيدتي كان قبل الطلاق؛ لاستطعتِ أن تكتشفي أنتِ قانوناً للجاذبية من نوعٍ آخر.
إذاً كان الأخ نيوتن دائم التفكير والتأمل، ولكن كان عليه أنْ ينامَ تحت شجرة التفاح لتسقط التفاحة على رأسه، وتقودُ تفكيره الطويل إلى الاكتشاف، وما كان ينقص تلك السيدة المجاورة لصاحب سرِّ الجاذبية هو التوقيت المناسب والكثير من التفاح.
في رواية جسور (ماديسون كاونتي) للأمريكي روبرت جيمس والير (1939 – 2017)؛ يسرد: «شربَ روبرت كنكيد قليلاً وهو يترقبها، الطول خمسة أٌقدام وستة إنشات، العمر يُناهز الأربعين، الوجه جميل والقامة ظريفة، لكن كان هناك نساء جميلات في كلِّ مكانٍ سافر إليه.. الأمور الجسدية هذه لها أهميتها، لكن ما كان يهمّ روبرت هو الذكاء والحب النابع من الحياة، القدرة على الحركة والتفاعل مع الرقة النابعة من الروح والعقل.. لهذا السبب وجد كل النساء بلا جاذبية من دون الأخذ في الحسبان جمالهنَّ الخارجي.. لم يقضيا زمناً طويلاً بعضهما مع بعض كي يحزن على هذه السمات التي تهمّه، لكنْ لدى فرانشيسكا جونسون شيءٌ يهمُّ روبرت كنكيد، إنه الذكاء الذي أحسّ به، وكان ثمة حبّ لم يعرف إلى أينَ كان متوجهاً أو إن كان موجهاً فعلاً».
هامش:
منذ
أوّل التفاح،
وأنا
أحيطُ خصرَكِ،
ووفق «قانون وضع اليد»؛
يحقُّ لي
أن أتملّكه.