الظروف الحالية التي نعيشها ويمّر بها بلدنا نتيجة الحرب الكونية والحصار الاقتصادي الظالم , وما تحمله من تبعات اقتصادية واجتماعية خطيرة تثقل معيشة المواطن اليومية والدولة على السواء , الأمر الذي استدعى الجهاز الحكومي للتفكير في إستراتيجية حساب الإمكانات المتوافرة , وكيفية إدارتها بالصورة الصحيحة التي تسمح بتأمين الأدوات للترجمة الفورية , والتنفيذ على أرض الواقع بما يخفف من التبعات السلبية , ويوفر ما أمكن من مقومات العيش , بدءاً من السعي لاستقرار الأسواق المحلية والسيطرة على الأسعار وخاصة في هذه المرحلة الحرجة التي تأتي في مقدمة أولويات العمل الحكومي بمختلف مكوناته الخدمي والإنتاجي ضمن رؤية هدفها التخفيف ما أمكن عن المواطن وفق الإمكانات المتوافرة والتي حملت فيها جملة من الإجراءات هدفها ضبط السوق وتخفيض الأسعار.. في مقدمة هذه الإجراءات تفعيل برنامج إحلال المستوردات، والانتقال من عملية الاستيراد إلى عملية الإنتاج المحلي , لكل المواد الممكن توطين صناعتها محلياً, إلى جانب إعطاء الأولوية في قضايا التمويل و التسهيلات والإعفاءات للمنشآت الإنتاجية المتضررة أو المتوقفة عن العمل، أو التي تعمل جزئياً، من أجل عودتها للإنتاج بكامل طاقتها، لتلبية حاجة الأسواق المحلية بدلاً من الاستيراد , وما يحقق ذلك هو تطبيق برنامج إحلال بدائل المستوردات بخطوات متلاحقة ومدروسة بصورة تضمن سلامة التنفيذ والترجمة على أرض الواقع , وخاصة أن الحكومة أصدرت عدة قرارات شملت فيها مجموعة من السلع التي يمكن توفيرها من الإنتاج المحلي والاستغناء عن استيرادها بصورتها الكلية , وما قرار تشميل مادة الإسمنت الأبيض ضمن برنامج إحلال المستوردات إلّا خطوة بالاتجاه الصحيح لتعزيز مكونات المنتج المحلي وتوفير كل الأسباب التي تؤمن نجاح الخطوة , لما تحمله من نتائج إيجابية تشكل حالة اقتصادية رابحة في كل الاتجاهات ولاسيما لجهة دعم الإنتاج المحلي بشقيه الصناعي والزراعي , والأهم ما يحمله القرار باتجاه الخزينة العامة للدولة وما يوفره من تخفيف العجز والضغط على العملات الأجنبية لتأمين المستوردات , ناهيك بمكونٍ مهمٍّ في هذا الاتجاه يكمن في تشجيع الاستثمارات المحلية للتوجه إلى هذا القطاع , وزيادة الفرص الإنتاجية للشركات القائمة ..
وبالتالي حسابات القرار كيفما كانت هي رابحة ولو حملت بعض الخسارة في بادئ الأمر , تحت ضغط الحاجة , إلّا أن ذلك سرعان ما يتلاشى مع نضوج العملية الإنتاجية المتسارعة ..
وما نأمله من الحكومة توسيع دائرة برنامج إحلال بدائل المستوردات ليشمل مواد أخرى يمكن توفيرها من عجلة الإنتاج المحلي وخاصة لجهة الإنتاج الزراعي الصناعي , وليكن (الإسمنت الأبيض) بدايتها ..!
Issa.samy68@gmail.com