شرق ألمانيا أولى ضحايا حظر النفط الروسي

العقوبات الغربية المفروضة على روسيا أو التي ستفرض لاحقاً على خلفية الأزمة الأوكرانية باتت تداعياتها واضحة جداً على الوضع الاقتصادي الأوروبي، حيث لم يعد خافياً أن الحظر المفروض على النفط الروسي يهدد بعواقب اقتصادية، ولاسيما شرق ألمانيا.
فمستقبل الشرق الألماني على الصعيد الاقتصادي والاجتماعي والسياسي يتقرر في شوديت حيث توجد مصفاة PCK للنفط ويمكن أن تكون الضحية الألمانية الأولى للأزمة في أوكرانيا، إذ تتلقى المواد الخام حصرياً من روسيا عبر خط أنابيب دروجبا المعرّض للخطر بسبب خطط فرض حظر نفطي.
كان الأمر قبل ذلك يدور حول كيفية مساعدة الحكومة الألمانية لأوكرانيا، في حين أن تأثير الأزمة على الحياة اليومية للألمان كان يمكن التحكم فيه نسبياً.
في شويدت، الوضع مختلف الآن، حيث يمكن أن تكون للأزمة الأوكرانية عواقب وجودية على مدينة يبلغ عدد سكانها 30000 نسمة، وهنا تبدأ نقطة تحول أخرى في الشرق مرة أخرى، فتسع سيارات من بين كل عشر في برلين وبراندنبورغ تعمل بالبنزين ووقود الديزل من مصنع شويدت الذي يوفر الوقود أيضاً للمطار المحلي، حسب صحيفة «دير شبيغل».
وتشير مصادر إلى أنه كان من المحتمل أن يتخذ زعماء المناطق الشرقية من ألمانيا قراراً مختلفاً حيال فرض الحظر المحتمل على النفط الروسي لو كان الأمر بأيديهم، لافتة إلى أن هناك عدم تأييد لخطوات الحكومة تجاه أوكرانيا في الشرق، على عكس الجزء الغربي من البلاد تماماً، حيث تشير استطلاعات الرأي إلى أن أغلبية الألمان الشرقيين لا يؤيدون توريد الأسلحة إلى كييف”.
وتقول المصادر: إن السكان الشرقيين تأثروا بارتفاع الأسعار الناجم عن الأزمة الأوكرانية، لأنهم يكسبون أقل في المتوسط ولديهم مدخرات أقل من السكان الغربيين.
يُشار إلى أنّ وزير الاقتصاد الألماني قال في وقت سابق: نأمل إيجاد وسيلة في غضون أيام لإبدال النفط الروسي بإمدادات من مصادر أخرى، مضيفاً: ألمانيا يمكنها عندئذ أن تنفذ حظراً للاتحاد الأوروبي على واردات النفط الروسي.

وتحت ضغط أمريكي وأوروبي لتقليل اعتمادها على الطاقة الروسية، قالت ألمانيا سابقاً إنها “قد تنهي وارداتها من النفط الروسي بحلول نهاية العام”، لكنّها رفضت فكرة حظر فوري على الواردات الروسية.
ونظراً لمخاطر حظر النفط الروسي، قررت دول الاتحاد الأوروبي الأسبوع الماضي استثناء نقل النفط الروسي من الحزمة السادسة من العقوبات المحتملة ضد موسكو، وكانت اليونان إحدى الدول التي أصرت على استثناء حظر نقل النفط الروسي من العقوبات الجديدة، قائلة: إن اقتصادها يعتمد بشكل كبير على النقل البحري.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار