الصديق الخيالي حالة طبيعية في علم نفس الطفولة
الصديق الخيالي أو الرفيق الوهمي شخصية ابتكرها عقل الطفل وتعيش داخل خياله فقط ولا وجود لها في العالم الخارجي الواقعي، وقد تأتي بمختلف الأشكال والألوان والأحجام فقد تكون دمية محشوة تتحدث أو تكون حيواناً لطيفاً يلاعبه أو طفلاً لديه قدرات خارقة.
د. غنى نجاتي اختصاصية الصحة النفسية بينت أن ظاهرة الصديق الخيالي حالة طبيعية في علم نفس الطفولة ولا تستدعي القلق والارتباك فهي تبدأ بالتشكل منذ عمر سنتين وتضعف تدريجياً حتى عمر دخول المدرسة في الطفولة المبكرة والدراسات النفسية تؤكد وجود فروق فردية بين كل طفل ووصوله لعمر التخلي عن رفيقه الوهمي، وذلك حسب البيئة الاجتماعية والثقافية والسيكولوجية وبعض الدراسات الحديثة للأطفال تؤكد أن ترتيب الطفل الميلادي بين إخوته، أو إذا كان الطفل وحيداً من دون أشقاء كل ذلك يلعب دوره في تكوين الصديق الخيالي ومدة التمسك به.
وكاختصاصية بالصحة النفسية رأت الصديق الخيالي عند صغار الأطفال مرحلة نمائية طبيعية للنمو الاجتماعي والإدراكي فهي تكسب الطفل مهارات اجتماعية وتعطيه فرصة لتكوين مفاهيم وجدانية تنمّي خياله وتقوّي ذكاءه، وبين كل ثلاثة أطفال هناك طفلان لهما صديق خيالي والأغلبية تكبر ولا تتذكر شكل أو اسم صديق طفولتها الخيالي..
ويأتي دور الأهل باكتشاف سبب تمسك طفلهم بوهم وخيال لا يمت للواقع بصلة.. حيث لا ينشأ الصديق الخيالي من فراغ بل يأتي ليسد حاجات نفسية لا يتم إشباعها عند الطفل فهي تعطيه متعة التواصل وتخفف شعوره بالوحدة في الوقت الذي لا يوجد لديه أصدقاء في روضته أو أقران في أسرته، وقد يستمد الطفل من صديقه الخيالي الدعم النفسي والطاقة التحفيزية التي يفتقر لها نسقه الأسري, وقد يجد الطفل في صديقه الخيالي شخصاً لا ينتقده بشكل دائم.. في حين يجد بعض الأطفال في الصديق الخيالي مكسباً لتحميله مسؤولية أخطائهم الشخصية كأن يلقي الطفل باللوم على صديقه الخيالي بأنه هو من ركل الكرة وكسر الكأس..
وأعتقد أن دعم الطفل وطمأنته وعدم تكذيبه تسهم في رغبة الطفل في الانفتاح الإيجابي على العالم الواقعي الخارجي، وهذا التواصل الفعال سيساعده على استبدال ما كان في خياله ليصبح واقعاً أمامه.