إحباط وتذمر
بين الإحباط والتذمر من سياساته وانخفاض شعبيته، يعيش الرئيس الأميركي جو بايدن أسوأ سيناريو يمكن أن يواجهه منذ وصوله إلى البيت الأبيض حتى الآن.
القسم الكبير من الأميركيين بحالة غضب وعدم رضا عن أداء رئيسهم بعد عام على انتخابه، وبموجب استطلاعات الرأي التي شاركوا بها مؤخراً، فإن الأسباب كثيرة لعدم الرضا هذا، وأبرزها سوء أدائه الاقتصادي وعدم قدرته على توحيدهم رغم رفعه شعار (أميركا واحدة).. والمزيد من الخسائر التي منيت بها بلادهم على المستويات العسكرية والسياسية إضافة إلى مواصلة تضخم اقتصادهم.
الانحدار بشعبية بايدن والتي لم يسجلها رئيس أميركي قبله لمثل هذا التوقيت من عمر الرئاسة، يبدو متأثراً بخسارة حزبه الديمقراطي لولاية فرجينيا والتي تمثل خسارة سياسية مدوية لبايدن خاصة أن هذه الولاية كانت تتخذ طابعاً ديمقراطياً منذ عام 2009.
فرجينيا، وكذلك النزاع الطويل الذي سببته مشاريعه داخل الكونغرس، والتي رغم تمرير بعضها، إلا أنها لا تزال محط خلاف واختلاف، وأيضاً الاقتتال داخل الحزب الديمقراطي حول أجندة بايدن التشريعية، أعطى سبباً إضافياً لانخفاض الثقة بقدرة الرئيس على الحفاظ على وحدة البلاد كما كان قد وعد خلال حملته الانتخابية.
تنحسر فرص بايدن بالتأييد الشعبي وفقاً لأحدث استطلاع أجرته صحيفة «يو اس توداي» وجامعة (سوفولك) وأكد فيه المستطلعة آراؤهم أنهم لا يريدون أن يكون بايدن رئيساً خلال عام 2024، معتبرين أن بايدن يقوم بعمل أسوأ من المتوقع كرئيس، حيث بقي الوضع الاقتصادي مزرياً مع أرقام بطالة عالية، وكذلك ارتفاع أسعار المحروقات.
انقلاب المزاج في الشارع الأميركي ضد بايدن قد يكون مرده لجملة الوعود التي قدمها سابقاً، ويبدو أنها أكبر من مقدرة إدارته على تحقيقها.. وبعد عام على ترؤسه البلاد لم يتغير الوضع للأفضل.
ارتفاع منسوب الغضب من سياسات بايدن، يتجاوز شخصه كرئيس وتزيد من احتمالات خسارات إضافية للحزب الديمقراطي خلال أي استحقاق انتخابي مقبل سواء في انتخابات التجديد النصفي للكونغرس أو خلال الانتخابات الرئاسية المقبلة.