جنون أردوغان
تشي التطورات الأخيرة المتعلقة بشمال سورية، أن النظام التركي يعتزم الإقدام على حماقة جديدة بشن حرب هناك تحت حجج وذرائع واهية، باتت معروفة ومحفوظة عن ظهر قلب ومستخدمة كلما دعت الحاجة إليها وفق تطورات الداخل التركي..
كل متابع لسياسة أردوغان وقراراته التصعيدية يدرك أنه دائماً يجد المخرج بعد كل حماقة يقدم عليها بفتح جبهة جديدة عسكرية أو دبلوماسية..
لقد لاقى قرار أردوغان، باعتبار 10 سفراء، من بينهم سفراء الولايات المتحدة وألمانيا وفرنسا، أشخاصاً غير مرغوب فيهم، ردود فعل دولية عديدة.
حيث اعتبر العديد من المسؤولين الدوليين أن هذا التصرف الأهوج مؤشر آخر على التوجه الاستبدادي لنظام أردوغان.
أمام هذه الرعونة، والموقف المحرج الذي وجد رئيس النظام التركي نفسه فيه، يبدو أن الأخير يود الهروب إلى الأمام عبر زج جيشه ومرتزقته لفتح جبهة عسكرية، لصرف الأنظار عن أزمته الداخلية لاسيما بعد أن فضحته المعارضة التركية وبدا مهزوماً وأرعناً.
وفي سياق قالت صحفية Turkiye Gazetesi في تقرير نشرته يوم أمس الإثنين: “إن أنقرة تجهز أكثر من 35 ألف عسكري من المحتمل أن يشاركوا في عملية عسكرية شمالي سورية”.
ولكي تكتمل عدة الحرب والإرهاب قام أردوغان وأركان حربه باستدعاء قادة ما يسمى “فصائل المعارضة السورية” في المناطق التي تستولي عليها بحماية نظام الإرهاب، لكي يكونوا رأس حربة في هذه الحرب.
في الحقيقة قرع طبول الحرب ليس جديداً، أو مفاجئاً لكل من يتابع هذا الشأن، فنظام أردوغان لم يتوقف لحظة ومنذ دخوله السافر طرفاً في الحرب على سورية، عن التخطيط والتنفيذ والتدخل في شؤون سورية الداخلية وقد أثارت ممارساته الحيرة والدهشة باعتبار أنه لا يجوز لهذا النظام أن يتصرف على هواه في أراضي دولة ذات سيادة، ويبقى المجتمع الدولي في موقف المتفرج، أو الراضخ لمطالبه وابتزازه في موضوع اللاجئين..
الممارسات التركية في شمال سورية هي جرائم حرب، جملة وتفصيلاً، وغزو واسع النطاق، فأردوغان وحكومته يعملان ليل نهار على المضي في خطط التدخل والحرب والتتريك، وهي ممارسات مدانة ومرفوضة وفق القانون الدولي، إذ لا يجوز لهذا النظام الذي بات معروفاً للقاصي والداني أنه الداعم الرئيس للإرهاب والتطرف أن يتصرف على هواه في أراضي دولة ذات سيادة.
نيات أردوغان ليست جديدة، وتتضح أكثر فأكثر، ويستخدمها كلما دعت الحاجة وفق تطورات الداخل التركي، ليس هذا فحسب بل باتت تركيا بعهد أردوغان تمارس سياسة توسعية خطيرة جداً، ولننظر الآن للمشهد، لنرى كيف أن أنقرة باتت عامل توتير واضطراب إقليمي واسع، من حوض المتوسط والمنطقة العربية، وصولاً للقوقاز وأفغانستان، وهي لا تخفي نزعاتها الهادفة للسيطرة بالقوة على المنطقة العربية والإسلامية ككل.
عزم أردوغان على غزو مناطق سورية بمساعدة إرهابييه من مختلف الأسماء والتصنيفات يؤكد أن هذا النظام ماض لفتح جبهة مشتعلة، لكي يزيد من تعقيد المشهد ويطيل من أمد الأزمة في سورية، وهو يتحمل المسؤولية الكاملة عن هذا الجنون، وهذا ما يجب أن يكون واضحاً للأطراف الدولية الفاعلة والمهتمة بحل الأزمة في سورية.