في عيد القوى الجوية تحضرنا الكثير من البطولات التي خلّدها شهداء الجيش العربي السوري في معارك الشرف دفاعاً عن تراب الوطن أثناء الحرب على سورية.
من بين شهداء القوى الجوية الشهيد أحمد علي صالح الذي طلب من رفاقه إعداد العشاء ريثما يوصل الطعام إلى رفاقه الذين كانوا محاصرين في مطار كويرس من قبل التنظيمات الإرهابية، ولكن الطيار صالح أوصل الطعام إلى رفاقه، ولم يعد ليتناول وجبته، لأن قذيفة صاروخية أطلقتها التنظيمات الإرهابية نحوه فأصابت طائرته واستشهد في 2015.
تحدث زملاء الشهيد صالح الكثير عن بطولاته، من حيث شجاعته وتفانيه في عمله، حيث قال الضابط عزام مرهج: إنّ الحيطة كانت تتطلب منهم ألا تقلع الطائرة في حال كان ضوء القمر ساطعاً، لأن هذا يسهل على الأعداء استهدافهم، ولكن حالة زميلنا الطيار علاء محمد الذي تعرض لاعتداء إرهابي كانت خطرة ونزيف الجرح كان حاداً، لا يحتمل تأخير إسعافه، فطلب الطيار الشهيد صالح من رفاقه أن يسمحوا له بالإقلاع برغم سطوع ضوء القمر، لأن مزيداً من الانتظار يعني استشهاد زميله الطيار الجريح محمد.
أضاف مرهج وافقوا على طلبه أمام إصراره، وتمت العملية بنجاح وأنقذ زميله الطيار محمد من الموت المحقق بشجاعته، وهو الآن ضابط في الجيش العربي السوري.
وفي لقاء تلفزيوني على الفضائية السورية قال الضابط جريح الوطن ريان غانم: إن استبسال الطيار الشهيد صالح منحه فرصة الحياة ثانية، لأنه بعد 14 ساعة على إصابتي, وأصبحت حالتي لم تعد تسمح بالمزيد من الانتظار، وبرغم سطوع ضوء القمر ، قام الشهيد صالح بركوب الطائرة وإنقاذي إلى مطار النيرب من دون أن يتعرض لأي خطر على عكس الحادثة التي استشهد فيها.
و روى الضابط الطيار علي عثمان عن الحادثة التي استشهد فيها الطيار أحمد صالح قائلاً: رفاقه كانوا يعدون العشاء في مطار النيرب عندما تلقوا اتصالاً من حامية مطار كويرس المحاصر من قبل التنظيمات الإرهابية، يطلبون فيه الطعام والذخيرة.
وأضاف عثمان أنه كان يوم جمعة، وكان من يطلبون المساعدة يتحدثون عن إيصالها في يوم السبت، أو حالما تسمح الظروف الجوية بذلك، لكن الطيار الشهيد أحمد صالح أصرّ أنه لن يتناول العشاء قبل أن يوصل لهم طعامهم، وعندما علم بوجود جرحى بين أفراد الحامية أبلغ رفاقه بأنه سيهبط ويعود بالجرحى، وطلب من رفاقه أن يكملوا تجهيز العشاء ريثما يعود هو ومن ذهب لإنقاذه، ولكنه أوصل الطعام لحامية مطار كويرس المحاصر من قبل التنظيمات الإرهابية ، ولم يعد هو ورفاقه ليتناولوا عشاءهم، وذلك بسبب استهداف طائرته من قبل الإرهابيين هذه المرة، حيث عثر الإرهابيون على جواله واتصلوا مع أهله، لتهديدهم وابتزازهم قبل التمثيل بجثمان ابنهم الشهيد.
لم يصل لأهل الشهيد جثمان ابنهم، فأقاموا له نصباً تذكارياً في قريته كما قال أخ الشهيد وسام صالح الذي أضاف: إن الشهيد صالح من مواليد 1976 شارك في الكثير من البطولات خاصة في حلب ومطاراتها ضد التنظيمات الإرهابية.
ومما قاله رفاقه عنه أيضاً ما ذكره الضابط الطيار زهير كاسو: إن الشهيد كان ينفذ طلعات إضافية أكثر مما هو مطلوب منه، خاصة عندما يكون هناك طلب من رفاقه المحاصرين من الإرهابيين لنقل الطعام أو الذخيرة لهم، وأن رفاقه الطيارين كانوا في كثير من المرات يسمعون صوت محرك الطائرة بعدما عادوا من مهمتهم، ليتبين أن الطيار الشهيد صالح عاد مجدداً للقيام بمهمة أخرى من دون انتظار.
يضيف شقيق الشهيد: هذه كانت أخلاق أخيه، الذي يمثل حالة بين أفراد الجيش العربي السوري.
قد يعجبك ايضا