كسر حاجز الخوف أعاد الحياة إلى شرايين الحوار والمواطنة الفعالة

الحرية-  إلهام عثمان:
في زوايا التاريخ السوري، يبدو أن فصلاً جديداً يكتب بمداد الجرأة والطموح، فمع التغيرات السياسية الأخيرة، برزت ملامح مجتمع يسعى لكسر قيود الخوف والصمت، لتدب الحياة في شرايين الحوار والمشاركة الفعالة، نعم إنه زمن التحولات، حيث تتجلى الإرادة الشعبية في التعبير عن الآمال والآلام، ما يبعث روحاً من الأمل في القلوب الوجلة.

تحول إيجابي

لم يكن هذا الانفتاح المفاجئ مجرد صدى عابر لأحداث سياسية فحسب، بل هو تجسيد لعملية اجتماعية معقدة، وجدت جذورها في سنوات من الكبت والقمع، فعلى الرغم من سطوة الخوف، اختار المواطنون التغلب عليه، واكتساب الشجاعة للحديث عن قضاياهم الحيوية، بدءاً من الحقوق الإنسانية ووصولاً إلى مواضيع الاقتصاد والسياسة.
أبو مهيار يؤكد فرحته بالحرية قائلاً: لم نكن نستطيع التعبير عن مخاوفنا على أبنائنا الذين نخاف ألا يعودوا بعد ذهابهم إلى أعمالهم أو جامعاتهم، خوفاً من اعتقالهم على الحواجز الموالية للنظام البائد وذلك لتأدية خدمة العلم، لذا فمنهم من ترك جامعاتهم قسراً، ومنهم من اكتفى بالعمل بأقرب نقطة لمنزله.

المدرسة رهف. خ، تعيش في دمشق وتحمل على عاتقها هموم عائلتها، تقول بلهجة تفيض بالأمل: “لقد كان الحديث عن مشاعرنا في الماضي كمن يكتب على الماء، لكن اليوم، نمتلك المساحة للتعبير، ونشعر بأن صوتنا يسمع، مدفوعين بالأمل نحو غد أفضل.. تعكس تجارب رهف وغيرها من الأفراد هذه الروح المتجددة، حيث يسعى مواطنو سورية إلى التواصل العميق والمشاركة الفعالة في إعادة تشكيل واقعهم.
و لإلقاء الضوء على دلالات هذه الظاهرة، يؤكد الاستشاري الأسري د. أحمد إسماعيل من خلال حواره مع ” الحرية”، أن كسر حاجز الخوف يمثل خطوة نحو التحرر النفسي والاجتماعي، ويبين أنه تحول عميق يتيح للأفراد التعبير عن أفكارهم، ما يقوي الروابط الأسرية والاجتماعية، وأن الحوار الحر يعزز من الاستقرار النفسي، وبذلك يتحقق للمجتمع قوة جديدة في مواجهة تحدياته.
ويوضح إسماعيل أهمية الحوار البناء، قائلاً: حرية التعبير ليست فوضى، بل هي منصة لتبادل الآراء بشكل محترم، و علينا أن نستمع لبعضنا البعض ونعزز من ثقافة الحوار القائم على الاحترام والتفاهم.
وخاصة أن ما يشهده المجتمع السوري اليوم هو بداية جديدة نحو مستقبل مشرق، حيث ينمو الوعي الجماعي وتتزايد قدرة الأفراد على المشاركة الفعالة، وخاصة فئة الشباب، الذين يمثلون أمل الأمة، والذين يبادرون إلى استخدام أدوات التواصل والتفاعل الاجتماعي لنقل أفكارهم وقضاياهم، من خلال منابر تنبض بالحيوية والقوة.
وختم إسماعيل: رغم أن الطريق لتحقيق حرية التعبير مليء بالتحديات، تبقى الإشارات إيجابية، حيث يظهر الجيل الجديد من السوريين عزماً أكيداً على تجاوز عقبات الماضي، مشيراً إلى أن  كسر حاجز الخوف، هو نقطة انطلاق لرؤية أكبر، حيث يبني المجتمع طموحاته وآماله بجرأة وثقة، آملاً أن نجعل من كلماتنا خيوطاً تكتب قصتنا نحو الحرية والتغيير، مستنيرين بفلسفة الحوار والشجاعة، نحو غدٍ مفعم بالإمكانات.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار