رجال الأفق السوري الجديد

الحرية:

ليست ترتيبات إسعافية على عَجل، بل “جراحات” متأنية من الطراز الذي يفضي إلى قناعات ستتبلور في ذهن كل متابع – والمتابعون والمترقبون كُثُر في هذه المرحلة- بأننا دخلنا مباشرة في ورشة ترميم للمشهد السوري العميق.. المتهتّك على مختلف المستويات، لكن بشكل أكبر على المستوى الاقتصادي الكلّي بتفاصيله وشموليته أيضاً.
فعلى ما يبدو أن الإدارة الجديدة لسورية التقطت بحذاقة حزمة كبيرة من بدايات المسارات المفترضة لملفات تتزاحم في سياق الأولويات الملحّة لإعادة الإقلاع ببنى اقتصاد البلاد.

ولعلّ ما يطمئن أكثر هو التوجه مباشرة نحو قطاع الأعمال السوري، الغني بمكوناته وثقله فيما لو توفرت الرؤية والإرادة القادرة على استجماعه وتجميع شمله. ويبدو من حراك القيادة، أننا سنكون على عتبة جديدة لمصافحة دافئة مع من هم ذوو إمكانات حقيقية للاضطلاع بمهمة إعادة البناء، ويالها من مهمة خاصة وبالغة الحساسية.

فلقاء القائد أحمد الشرع برجال أعمال صناعيين، هو أبعد من مجرد لقاء بروتوكولي، بل كان رسالة واضحة تشي بالتوجه الإستراتيجي مباشرة نحو الميدان الإنتاجي المعزز بقوّة للمعادلة الاقتصادية الأهم “المعادل الإنتاجي” الداعم للتوازن النقدي، والواعد بترميم فجوة طالما أرّقت الاقتصاد والمواطن السوري على حد سواء.

والمطمئن أيضاً هو استقبال القيادة لرجال أعمال سوريين كبار، كان لهم بصمات واضحة في عمق الاقتصاد السوري والسوق سابقاً، كانوا قد غادروا البلاد منذ بداية الثورة.. وعودتهم اليوم تعني الكثير في البعد الاقتصادي المباشر، كما البعد المعنوي المطلوب، كما نعلم، في اعتبارات الثقة المؤثرة وذات الثقل النوعي في الأدبيات الاقتصادية عموماً.

البدايات بمجملها تدعو للتفاؤل بأن الأفق السوري، سيكون مفتوحاً على مصافحات دافئة بين كل السوريين لتلبية استحقاقات كثيرة طالما كانت مؤجلة..

فسوريا بلد تنوع الموارد والغنى الذي يتكفل بألا يكون في هذا البلد فقير واحد، لكن الإدارة الخاطئة للموارد والتعسف المزمن الذي استمر لعقود طويلة، وكان أبلغ تعبير عنه “رفس النعمة” لا حفظها.. وكانت النتيجة طيفاً متزايداً من الفقراء، وتسجيل معدلات غير مسبوقة مما يصح تسميته “مجاعة” في حسابات النسبة والتناسب بين الوقائع السوداء وما كان يجب أن ترسيه الكنوز السورية “المختطفة” فيما لو كان قد تمّ زجّها في المضمار التنموي الحقيقي.

السوريون على موعد مع أفق جديد وفجر حقيقي.. لكن قد يكون علينا جميعاً ألا ننسى شرط الزمن، فما تخرّب في عقود مديدة، لن يكون متاحاً استدراكه في أشهر قليلة.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار