فرصة ذهبية لإعادة توجيه البوصلة الزراعية.. اقتراح لتأسيس قرى للصادرات الزراعية في المنافذ الحدودية 

الحرية- رشا عيسى: 

ينتظر القطاع الزراعي بفارغ الصبر الانتقال إلى ضفة أكثر أماناً وانجازاً على الأرض، ما يسمح له بالتقاط أنفاسه والتعافي بعد سلسلة طويلة من الخيبات والإحباطات أدت إلى تراجعه وفقدان الهوية الاقتصادية لزراعتنا التي تعد قاطرة نمو الاقتصاد الوطني وهذه حقيقة تدعمها الجغرافية والبيئة والتاريخ.

تشجيع الإنتاج الزراعي، وتطوير طرق الزراعة، وتسهيل انسياب الصادرات الزراعية عبر الحدود أولويات مهمة لتأمين موارد مالية تخدم المواطن والدولة، وتكون محور أولوياتنا في سورية الجديدة للانطلاق نحو المستقبل الذي نحلم به.

وإن كانت البوصلة زراعية في اقتصادنا وكنا أضعناها سابقا، يبدو الوقت الحالي مثالياً لإعادة توجيهها بالاتجاه الصحيح الذي يعيد لبلدنا ألقه وهويته الإنتاجية الزراعية بشقيها التصنيعي والتصديري.

الخبير والمستشار بالشؤون الزراعيةالمهندس عبد الرحمن قرنفلة أكد ل( الحرية) أنه لابد من  تطوير طرق الزراعة والخدمات الزراعية المقدمة للمحاصيل والمنتجات الزراعية من حيث طرق الزراعة والتسميد ومكافحة الآفات  ومواعيد الجني أو الحصاد وحجم العبوات ونوعية العبوة  وطرق الفرز والتوضيب ووسائط الشحن وفترة الوصول للأسواق واحترام بنود عقود التصدير، حتى تلبي متطلبات واشتراطات الأسواق الخارجية، وكذلك اختيار الأصناف وفق احتياجات الأسواق التصديرية، مشيرا إلى أهمية  تأسيس قرى للصادرات الزراعية في الموانئ والمطارات ومنافذ الحدود وتجهيزها بالمعدات والوسائل اللازمة للحفاظ على الصادرات الزراعية، وتشجيع تأسيس شركات متخصصة بالصادرات الزراعية تضم كوادر فنية متخصصة من المهندسين الزراعيين وإخضاعهم لدورات تدريبية متخصصة بالتصدير، مع تشجيع الزراعة التعاقدية وتعديل القوانين واللوائح النافذة للحفاظ على أطراف التعاقد.

ويرى قرنفلة أن الإنتاج الزراعي السوري اشتهر بسهولة انسيابه إلى الأسواق العربية والأوروبية منذ أمد بعيد، نتيجة مواصفاته المتميزة وجودته الفريدة، وقد صدرت سورية ولسنوات طويلة منتجات زراعية كثيرة إلى الدول العربية وكذلك الأوروبية، وكانت أبرز الصادرات من المحاصيل الاستراتيجية مثل القمح والقطن والشعير، إضافة إلى تصدير محاصيل صيفية وبقوليات بعد تحقيق اكتفاء السوق المحلية.

ويعد زيت الزيتون من أهم الصادرات، نظرًا لجودته وأهميه الزيتون السوري عالميًا، ويذكر قرنفلة أن البيانات الرسمية تشير إلى أن صادرات هذه السلعة جاءت في المرتبة الرابعة في ترتيب الصادرات الزراعية السورية، إذ زادت مساهمته في القيمة الإجمالية للصادرات، من 0.8 عام 1999 لتصل إلى 3.7% في العام 2008، وكانت سوريا صدرت عام 2008 نحو 14 ألف طن زيت زيتون بقيمة 7.44 ملايين دولار.

ويبلغ معدل النمو السنوي للصادرات بالنسبة للقيمة 20.4%، و18.2% بالنسبة للكمية.

وفي المجال الحيواني، تعد صادرات سورية من الثروة الحيوانية في غاية الأهمية، مقارنة بقيمة المحاصيل الزراعية الاستراتيجية المصدّرة، وتشكل هذه الصادرات أكثر من 16% من قيمة الصادرات وفق الأرقام المنشورة، حيث نمت من 26.9 ألف طن في الفترة 1999-2001 إلى 70.7 ألف طن العام 2008. وتعد المملكة العربية السعودية ودول الخليج عمومًا من أهم الدول التي تستورد الأغنام العواس والمواشي من سورية، على رأسها الماعز الشامي.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار