٢٠ معصرة زيتون في سلمية.. ونسب الزيت عالية المزارعون يؤكدون دور المعصرة وحداثتها في تحديد النسبة
حماة- نصار الجرف:
تفاءل مزارعو الزيتون في منطقة سلمية هذا الموسم بالخير، بعد أن سادت الظروف المناسبة للمحصول، و بعد حصولهم على إنتاج جيد ونسب عالية من الزيت، حيث أبدى عدد ممن التقتهم “تشرين” في إحدى معاصر الزيتون في سلمية رضاهم عن المحصول وعن نسب الزيت التي حصلوا عليها.
وبيّنت رئيسة دائرة الأشجار المثمرة في مديرية زراعة حماة- المهندسة سوسن قيسي لـ”تشرين”، أنه في منطقة سلمية الإدارية يوجد ٢٠ معصرة، منها القديم و الحديث، ويبلغ عدد أشجار الزيتون الكلي في المنطقة/٤.٥/ملايين شجرة،المثمر منها نحو/٣.8/ملايين شجرة، موزعين على مساحة/٢٧٨٨٥/ هكتاراً. ويعدّ الإنتاج في منطقة سلمية هو الأعلى على مستوى محافظة حماة، حيث تصل نسبة الحمل إلى ٣٥ كلغ للشجرة السقي، و ٢٠ كغ للبعل.
وأضافت قيسي: فيما تقدر كميات الإنتاج الأولية الإجمالية حوالي ٤٤ ألف طن، منها ٤٠ للسقي و٤ آلاف طن للبعل، وأغلب الأصناف في سلمية صوراني وقيسي ونيبالي، ونسب هذا العام عالية بسبب ملاءمة الظروف الجوية أثناء مرحلة تخلّق الزيت.
أما فيما يتعلق بدور مديرية الزراعة في مراقبة عمل معاصر الزيتون، فأوضحت قيسي أنه تمّ تشكيل لجنة لمراقبة عمل المعاصر في محافظة حماة من عدة جهات، وهي الزراعة والصناعة و الموارد المائية والبيئة والتجارة الداخلية وحماية المستهلك، وكل جهة لها مهام محددة خاصة بها.
مهام هذه اللجان مراقبة النظافة العامة للمعصرة و نظافة الآلات ودرجات الحرارة ومدة العجن، من أجل الحصول على زيت عالي الجودة، وعدم تجاوز التسعيرة المخصصة، وكذلك مراقبة مياه غسيل الزيتون ونظافتها لمراقبة التصريف الآمن لمياه الجفت، بحيث لا يحدث ضرراً للبيئة، وعدم تصريفها بالوديان والصرف الصحي و مسيل الأنهار، وضرورة نثرها بالأراضي الزراعية بنسبة ٨ أمتار مكعبة للدونم الواحد، وذلك وفق القرار رقم ١٩٠/ت لعام ٢٠٠٧.
أما فيما يتعلق بمادة العرجوم،( البيرين) المستخلص بعد عصر الزيتون، فأشارت قيسي إلى أنه يعود لصاحب المعصرة، حيث التسعيرة للمعصرة مخفضة ولا جدوى للمزارع بأخذها ولن يستفيد منها بشيء،لأنه بعكس ذلك، يضطر لدفع أجور أعلى مقابل العصر.
من جانبه، أوضح مدير مديرية الموارد المائية في حماة الدكتور المهندس مطيع عبشي، أنّ دور مديرية الموارد يتمثل بمراقبة تصريف مياه الجفت الناتجة عن العصر، وعدم إضرارها بالبيئة، والاستفادة منها في سقاية الأراضي، ولاسيما الحراجية.
بدوره، أوضح مدير التجارة الداخلية وحماية المستهلك في حماة، رياض زيود أنّ دور حماية المستهلك يتمثل بمراقبة الأسعار الصادرة عن المكتب التنفيذي للمحافظة و اللجنة الزراعية والالتزام بها، وأخذ عينات من مادة البيرين، بالاشتراك مع اللجنة الزراعية أو بناء على شكوى مقدمة من المواطنين، لتبيان نسب الزيت المستخلص بهدف حصول المزارعين على حقوقهم من الزيت المعصور.
وفيما إذا كانت هناك مخالفات تمّ تسجيلها، بيّن زيود أنه تمّ تنظيم عدد من الضبوط بحق عدد من المعاصر لعدم الإعلان عن الأسعار، وتمّ سحب عدد من العينات من مادة البيرين أظهرت نتيجتها وجود مخالفات، وتم اتخاذ الإجراءات القانونية بحقها.
وفي إحدى المعاصر الحديثة عبّر عدد من المزارعين الذين قدموا إلى المعصرة لعصر إنتاجهم من الزيتون، أنهم حصلوا على نسب جيدة من الزيت، لكون كميات الإنتاج من المحصول جيدة هذا العام بسبب الظروف الجوية الملائمة أولاً، ولكون المعصرة حديثة ونظيفة، والأجور مخفضة قياساً مع المعاصر الأخرى، بحيث تتقاضى ٣٠٠ ليرة للكغ الواحد مقابل ٤٥٠ ليرة في معاصر أخرى ونسب الزيت هذا العام عالية وصلت إلى ٢٨%. وأضافوا: نعاني فقط من تكاليف القطاف و أجور نقل المحصول من الحقول إلى المعصرة.
من جانبه، أوضح المشرف الفني في المعصرة المراحل الفنية لعمليات عصر الزيتون، بدءاً من استقبال المزارع وإنزال المحصول وعملية الوزن، حيث تبدأ مراحل العصر، وأولها مرحلة سحب الورق ومن ثم غسيل الزيتون من الأتربة والحصى المرافقة، ثم عملية الطحن و الكسر، فمرحلة العجن والتخمير، وهذه تتراوح بين الساعة ونصف والساعتين ضمن درجة حرارة بين ٣٥-٤٠ درجة، بعدها ننتقل إلى آلة فصل المادة السائلة عن الصلبة، لتبدأ بعدها المرحلة الثانية وهي فصل الزيت عن الماء و المرحلة الثالثة هي تصفية الزيت وتنقيته ومن ثم التعبئة، بحيث يتم يومياً عصر ما بين ٣٠-٤٠ طن زيتون على خطي الإنتاج، تنتج ما بين ٥-٦ أطنان زيت بنسبة وسطية ١٨%
أما عن مخرجات عمليات العصر من ورق الزيتون والبيرين ومياه الجفت، فيتم تصريف مياه الجفت ضمن أحواض إسمنيتة لتجميع المياه ومن ثم توزيعها عبر صهاريج ومرشات لسقاية الأراضي الحراجية، أما البيرين، فيتم تجفيفه واستخدامه كفحم لشوديرات المعصرة، وورق الزيتون يوزع للفلاحين كعلف للحيوانات.