‏«أونروا»: حظر «إسرائيل» لعملنا خطر جداً.. والأمم المتحدة: لا يوجد شيء اسمه منطقة ‏إنسانية في غزة

تشرين:
قال مدير مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في قطاع غزة جورجيو بتروبوليس ‏إنه لا يوجد شيء اسمه منطقة إنسانية في القطاع.‏
وحذر بتروبوليس من أن أي مكان في القطاع قد يصبح تحت النار وفي أي وقت، مشيراً ‏إلى أن وتيرة توزيع المساعدات في القطاع بطيئة للغاية، مُفيداً بأنه بهذا المعدل سيستغرق ‏توزيع الخيام على المحتاجين 4 سنوات، مؤكداً أن الجوع يتفاقم في المنطقة المحاصرة وآخر ‏مخبزين أغلقا.‏
وقبل أيام، حذر رؤساء هيئات من الأمم المتحدة من بينها منظمة الأمم المتحدة للطفولة ‌‏«يونيسيف» وبرنامج الأغذية العالمي ومنظمات إغاثة أخرى، في بيان من أن الوضع في ‏شمال قطاع غزة كارثي، وقال المسؤولون: السكان الفلسطينيون بأكملهم في شمال غزة ‏معرضون لخطر الموت الوشيك بسبب المرض والمجاعة والعنف.‏
إلى ذلك، وبعدما أبلغت «إسرائيل» الأمم المتحدة رسمياً في وقت سابق اليوم بقطع علاقاتها ‏بوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «أونروا» حذرت الأخيرة من أن هذا الحظر قد ‏يؤدي إلى انهيار العمل الإنساني في قطاع غزة الذي مزقته الحرب.‏
وقال المتحدث باسم المنظمة الأممية جوناثان فاولر: إذا تم تطبيق القانون فمن المرجح أن ‏يتسبب بانهيار العملية الإنسانية الدولية في غزة التي تشكل الوكالة عمودها الفقري، حسب ‏ما نقلت وكالة «فرانس برس»‏.
بدوره، أوضح عدنان أبو حسنة المتحدث باسم «أونروا» في المنطقة أن الاتفاقية التي وقعت ‏مع «إسرائيل» عام 1967 سمحت للوكالة بالعمل في القدس الشرقية والضفة الغربية وغزة، ‏مشدداً على أن قرار إلغائها خطر جداً، لكنه لفت إلى أن الوكالة لم تتسلم حتى الآن الرسالة ‏الإسرائيلية.‏
وأضاف: في حال تطبيق هذا القرار بإجراءاته العملية (وقف المعاملات المصرفية، وقف ‏التأشيرات لعمالها..) ستكون له نتائج كارثية على الأرض.‏
كما شدد على أن الوكالة تشكل شريان حياة للفلسطينيين في القطاع، مشيراً إلى أن أي مؤسسة ‏أممية لا يمكنها أن تحل مكان «أونروا».
وفي وقت سابق، أبلغ وزير خارجية الاحتلال يسرائيل كاتس، الأمم المتحدة، بحظر العمل ‏باتفاقية عام 1967 بين «إسرائيل» ووكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «أونروا».‏
وأفادت صحيفة «يديعوت أحرونوت» بأنّ كاتس أمر اليوم المدير العام لوزارته، يعقوب ‏بليتشتاين، بإبلاغ الأمم المتحدة بحظر العمل بالاتفاقية، وذلك بعد أن وافق «الكنيست» ‏الأسبوع الماضي على قانون يقضي بإنهاء أنشطة «أونروا» في «إسرائيل»‏.
وكان «الكنيست»الإسرائيلي، قد أقر قانونين يحظران على وكالة «أونروا» العمل في ‌‏«إسرائيل» وفي الأراضي والمناطق الفلسطينية الخاضعة لسيطرتها.‏
وذكرت الصحيفة أنّ «الكنيست» وافق على إنهاء أنشطة «أونروا» في «إسرائيل»على نحو ‏يجعلها غير قادرة على تشغيل أي مكتب تمثيلي، أو تقديم أيّ خدمة، أو القيام بأيّ نشاط بشكل ‏مباشر أو غير مباشر في الأراضي الخاضعة لسيطرتها.‏
ورأت «أونروا» في حينها أنّ قرار «الكنيست» تصعيد تاريخي غير مسبوق ضد وكالات الأمم ‏المتحدة.‏
كذلك، قوبل القرار الإسرائيلي بإدانات فلسطينية وعربية ودولية، بحيث رفضته حركة ‌‏«حماس»، مُشدّدةً على أنّه جزء من حرب الاحتلال وعدوانه على الشعب الفلسطيني، ويهدف ‏إلى تصفية قضيته وحق اللاجئين في العودة إلى ديارهم، الذين هجّرتهم العصابات الصهيونية ‏منها قسراً.‏
بدورها، وصفت حركة الجهاد الإسلامي قرار «الكنيست» بأنّه إمعان في حرب الإبادة ‏والسياسات الإجرامية التي ينتهجها الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني في كل أماكن وجوده، ‏مؤكدةً أنّه يمثّل إهانةً علنيةً للأمم المتحدة ومؤسساتها وقرارتها ولما يسمى الشرعية الدولية، ‏ويتنافى مع كل القرارات الدولية.‏
وتُعَدّ الوكالة منظّمة إغاثة حيوية للّاجئين الفلسطينيين في غزّة والضفّة الغربية وسورية ‏ولبنان والأردن، وتقدّر أنّ هناك أكثر من 1.7 مليون لاجئ فلسطيني في مناطق خدمتها.. وهي ‏تُوفّر المساعدة على شبكة الأمان الاجتماعي، وتُحافظ على السجلّات الفلسطينية، وتسعى إلى دعم ‏اللاجئين، وتقول المنظّمة: إنّ 233 من أفرادها قُتلوا في غزّة منذ بدء الحرب قبل أكثر من ‏عام.‏
وستكون عواقب خطوة إيقافها عن العمل كارثية على اللاجئين الفلسطينيين، وخصوصاً في ‏قطاع غزة، ذلك لأنّ «إسرائيل» تحظر عمداً آخر شريان حياة للمساعدات للفلسطينيين، ‏لاستكمال حرب الإبادة على قطاع غزة بغطاء دولي كامل.‏
يشار إلى أن العلاقة بين «إسرائيل» والوكالة متوترة منذ فترة طويلة، لكنها تدهورت بشكل ‏حاد منذ بدء العدوان الإسرائيلي على غزة، وقد دعت «إسرائيل» مراراً إلى تفكيك الوكالة ‏الأممية بزعم تعامل بعض موظفيها مع حركة «حماس»‏.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار