افتتاح مؤتمر القمح العربي في مقر منظمة «أكساد».. نحو تعاون مثمر بين كل المنظمات العربية والإقليمية والدولية

تشرين:

برعاية وزير الزراعة والإصلاح الزراعي الدكتور فايز المقداد وحضور مدير عام المركز العربي لدراسات المناطق الجافة والأراضي القاحلة “أكساد” الدكتور نصر الدين العبيد، افتتحت اليوم الأحد فعاليات مؤتمر القمح العربي الذي ينظمه المركز العربي “أكساد” في مقره بالصبورة بمشاركة باحثين واختصاصيين في شؤون زراعة وإنتاج القمح من سورية والدول العربية.
ويهدف المؤتمر إلى مناقشة أوضاع زراعة محصول القمح وإنتاجه في الدول العربية، والتقانات الزراعية المستخدمة، والصعوبات التي تعوق تحسين مستويات الأمن الغذائي العربي، والآثار السلبية للتغيرات المناخية في زراعة الحبوب، وتحديث الوسائل التكنولوجية المستخدمة في زراعة القمح، وسبل تعزيز الاستثمارات في الزراعة، واقتراح برامج وخطط عمل مبتكرة للوصول إلى الاكتفاء الذاتي من القمح في المنطقة العربية.
شاركت في الافتتاح عبر تقنية «الفيديو كونفرنس» إدارة المنظمات في جامعة الدول العربية، ومنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو)، والمركز الدولي للبحوث الزراعية في المناطق الجافة (إيكاردا)، والمنظمة العربية للتنمية الزراعية، والمركز الدولي للزراعات الملحية (ِإكبا)، والهيئة العربية للاستثمار الزراعي، وأكثر من 100 باحث اختصاصي في مختلف المجالات المتعلقة بزراعة وإنتاج القمح من الدول العربية، إضافة إلى رؤساء النقابات والمنظمات الشعبية والاتحادات الفلاحية وعمداء كليات الزراعة.
وفي كلمة له أبدى وزير الزراعة والإصلاح الزراعي الدكتور فايز المقداد دعمه الكامل للمركز العربي “أكساد” ونشاطاته في استنباط أنواع جديدة من القمح الذي يوزع على كل الدول العربية، لافتاً إلى أهمية العمل التشاركي العربي، وضرورة التعاون مع كل المنظمات العربية والإقليمية والدولية المعنية بالعمل الزراعي وخاصة مع منظمة أكساد التي تأخذ من دمشق مقراً لها.
وأشار الوزير إلى السعي لتحقيق التنمية الزراعية رغم التحديات الكبيرة وخاصة التي تتعلق بالتغيرات المناخية التي يشهدها العالم بشكل عام ومنطقتنا العربية بشكل خاص، والظروف الاقتصادية والسياسية، مؤكداً أن سورية حققت الاكتفاء الذاتي بمحصول القمح على مدار سنوات الطويلة، لكن الظروف التي مرت بها في السنوات الأخيرة أثرت بشكل كبير في ذلك، مبيناً أهمية تطوير البحوث العلمية الزراعية بالتعاون بين خبراء (أكساد) ووزارة الزراعة وتقديم هذه الخبرات والنتائج إلى الدول العربية الشقيقة للوصول إلى تحقيق الأمن الغذائي.
وصرح الدكتور نصر الدين العبيد مدير عام أكساد بأن محصول القمح يمثل نقطة الارتكاز الأساسية للأمن الغذائي في الدول العربية، مبيناً أن المركز العربي “أكساد” وضع مسألة تطوير إنتاج القمح في الوطن العربي في أول اهتماماته واستراتيجيات عمله، ونجح خبراؤه في استنباط وتطوير 87 صنفاً جديداً من القمح والشعير تتميز بصفات إنتاجية عالية وصلت إلى 10 أطنان/هكتار عند تقديم الخدمات الزراعية المثلى، ولدى هذه الأصناف صفة مقاومة الجفاف والحرارة العالية والأمراض، ونفذ (أكساد) العشرات من المشروعات التنموية والإنتاجية، حيث زود (أكساد) العديد من الدول العربية بأصنافه المتميزة التي تهدف إلى رفع إنتاج القمح في الدول العربية لتغطية العجز الحالي بالإنتاج، وتقليص الفجوة القائمة بين الاستهلاك السنوي للقمح في الدول العربية المقدر بنحو 60 مليون طن والإنتاج الذي يصل إلى 25 مليون طن سنوياً، الأمر الذي يضطر الدول العربية لاستيراد نحو 35 مليون طن كل عام قيمتها 10 مليارات دولار، وكان يمكن توجيه هذه الأموال نحو مشروعات التنمية الاقتصادية والاجتماعية لو كانت المنطقة العربية تنتج كفايتها من هذا المحصول، ولما حدثت هذه الفجوة الإنتاجية التي تمس الأمن الغذائي العربي.
وتابع الدكتور العبيد: إن تحليل الوضع الراهن لإنتاج القمح في الوطن العربي عبر السنوات الماضية يشير إلى أن الظروف المناخية وقلة الأمطار وتناوب دورات الجفاف، واستخدام تكنولوجيات زراعية تقليدية، وضعف الاستثمارات المالية في الزراعة والبحث العلمي الزراعي ونقل التقانات الحديثة، وكذلك ضعف البنى التحتية الزراعية، أعاقت تنفيذ خطط التوسع في زراعة وإنتاج القمح في المنطقة العربية، ففي حين أن العالم شهد تطوراً جيداً بإنتاج القمح من 640 مليون طن عام 2010 إلى 808 ملايين طن عام 2022 ، أي بمعدل نمو سنوي قدره 2.2%، لم يحقق إنتاج القمح في الدول العربية تقدماً يذكر.

ونوه مدير عام أكساد إلى ضرورة بذل المزيد من الجهود في تنفيذ برامج التوسع في المساحات المزروعة بالقمح في الدول العربية بنسبة لا تقل عن 25% لتصبح 13 مليون هكتار على الأقل بدلاً من 10 ملايين هكتار حالياً، ورفع الإنتاجية في وحدة المساحة من 2.5 طن/هكتار إلى 3.5 أطنان/هكتار ما يؤدي إلى زيادة الإنتاج بنحو 20 مليون طن سنوياً، وأن تستثمر طاقات الإنتاج الكامنة في الدول العربية وخاصة في السودان والجزائر والعراق وسورية التي تؤمن إنتاج ما لا يقل عن 15 مليون طن سنوياً، وهذا يعني الاقتراب من الاكتفاء الذاتي من القمح في الوطن العربي.
ومن المتوقع أن يصدر عن المؤتمر الذي تشارك فيه نخبة متميزة من الباحثين العرب عدد من التوصيات المهمة المتعلقة بالإجراءات الواجب اتخاذها لتحسين إنتاج القمح من خلال زراعة أصناف القمح الحديثة المقاومة للجفاف والأمراض الفطرية، وإنشاء برامج إكثار البذار، وتطبيق المعاملات الزراعية السليمة، وتأسيس بنية تحتية زراعية مناسبة، وإنشاء مشروعات حصاد المياه، وتطوير أنظمة الري، واستخدام المعدلات اللازمة من مدخلات الإنتاج، وتشجيع استثمارات القطاع الخاص في تصنيع مدخلات الإنتاج وخاصة الآليات الزراعية والأسمدة والمبيدات، والاهتمام بالفلاحين وتسويق محاصيلهم بالأسعار العادلة.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار