الدعم الأوروبي لكييف رهين الانتخابات الأمريكية!‏

تشرين:
شيئاً فشيئاً تتكشف حقيقة أن نظام كييف والحرب الأوكرانية لم تكن إلا أحد أوراق الغرب في ‏سياق الصراع مع روسيا.. فشهور من الوعود الأطلسية الكاذبة والواهية لرئيس النظام ‏الأوكراني المنتهية ولايته بدأت تسقط تباعاً، إذ لم يعد الحلم الأوكراني بالانضمام إلى الاتحاد ‏الأوروبي بعيداً فحسب، بل حتى موضوع الدعم الأوروبي لكييف أصبح موضع تشكيك، ولا‏سيما مع ما ستفرزه الانتخابات الأمريكية ومن سيفوز. ‏
وفي السياق اعتبرت صحيفة «واشنطن بوست» أنه رغم وعود الزعماء الأوروبيين لكييف ‏بمواصلة دعمها مهما استمرت الحاجة لذلك، إلا أن هذا الدعم يضمحلّ مع تفاقم مشكلات أوروبا ‏واحتمال عودة دونالد ترامب للسلطة، مشيرة إلى أنه حتى لو فازت المرشحة الرئاسية ‏الديمقراطية كامالا هاريس بالانتخابات سيكون من الصعب على واشنطن الاتفاق على مزيد ‏من الدعم لكييف. ‏
وحسب الصحيفة، فإن الوعد الأوروبي بدعم كييف مازال «قائماً مهما استغرق الأمر»، لكنه ‏مع ذلك يدرك بعض القادة والسياسيون أنه كلما استغرق الأمر وقتاً أطول، أصبح الأمر أكثر ‏صعوبة.‏
وتلفت الصحيفة إلى أن القادة الأوروبيين ينتظرون نتائج الانتخابات الرئاسية في الولايات ‏المتحدة قبل اتخاذ أي خطوات فيما يتعلق بأوكرانيا.‏
ونقلت الصحيفة عن السفير البريطاني السابق لدى حلف شمال الأطلسي آدم تومسون قوله: «لا ‏نعرف ما الذي ستجلبه ولاية ترامب الثانية فعلياً لأوكرانيا، على الرغم من وجود مخاوف ‏كثيرة».‏
وأضافت الصحيفة: صناع السياسات الأوروبيون بدؤوا في نقل السيطرة على العناصر الرئيسية ‏للمساعدات العسكرية لأوكرانيا تحت قيادة حلف شمال الأطلسي، إلا أنهم في الوقت نفسه ‏يدركون أن الوضع المهيمن للولايات المتحدة في حلف شمال الأطلسي والحصة الضخمة التي ‏تقدمها واشنطن لكييف من التمويل يعني أنه لن يكون بوسعهم فعل الكثير إذا أعاد الرئيس ‏الأمريكي الجديد النظر في سياسته تجاه أوكرانيا.‏
من جانب آخر، تلفت الصحيفة إلى أن حصة المؤيدين لتقديم المساعدة العسكرية لأوكرانيا قد ‏ضعفت بين سكان الدول الأوروبية، كما أن تأثير القوى السياسية الداعية إلى وقف الدعم آخذ ‏في التزايد.‏
يُشار إلى أنه على الرغم من وعود فلاديمير زيلينسكي بمواصلة الصراع، فإن الجيش ‏الأوكراني مرهق ويعتمد إلى حد كبير على مساعدة الولايات المتحدة.
وتلقت أوكرانيا مساعدات مالية وعسكرية ضخمة من الدول الغربية، وعلى رأسها الولايات ‏المتحدة ودول أوروبية أخرى، منذ بدء العملية العسكرية الروسية الخاصة في أوكرانيا، في ‌‏24 شباط 2022.‏
وترى روسيا أن إمدادات الأسلحة إلى أوكرانيا تتعارض مع التسوية، وتشرك دول حلف شمال ‏الأطلسي بشكل مباشر في الصراع. وأشار وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، إلى أن ‏أي شحنة تحتوي أسلحة لأوكرانيا ستصبح هدفاً مشروعاً لروسيا، في حين أفاد الكرملين ‏بأن تزويد أوكرانيا بالأسلحة من الغرب لا يسهم في المفاوضات وسيكون له تأثير سلبي.‏

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار