في  موسم المؤونة .. الجوز يتربّع على “تلّة المستحضرات” والفستق  واللوز بدائل 

تشرين-بشرى سمير:
مع بداية  نسمات فصل الخريف اللطيفة وانتهاء فصل الصيف، يبدأ موسم تحضير مؤونة الشتاء وهي عادة درج عليها  السوريون، ويأتي في مقدمة المؤونة “المكدوس” المحضّر من الباذنجان المسلوق والمحشي بالفليلفة والجوز، حيث ينتشر بائعو الجوز حالياً في أسواق دمشق ويعرضونه بشكل فلكلوري من خلال وضعه في سلال القش سواء كان بقشره أو  مقشراً.
ورغم ارتفاع أسعاره إلا أن الإقبال على  شراء الجوز، ولو بكميات قليلة، يعتبر جيداً، لأنه  مكون أساسي في مؤونة الشتاء ويدخل في أصناف عديدة من حلويات الشتاء
مثل  الكراوية أو “المغلي”، وفي صناعة  المعمول  والحلويات  الشرقية.
وخلال جولة لـ”تشرين”على سوق باب سريجة، لوحظ تفاوت في أسعار الجوز بين صنف وآخر، إلا أن السمة  المشتركة  لكل الأصناف هي ارتفاع أسعارها ، حيث وصل سعر كيلو الجوز المكسّر” المطحون” إلى 65 ألف ليرة، وهناك أصناف  من جبل الشيخ بـ 85 ألفاً  والزبداني بـ 95 ألفاً وصولاً إلى 150 ألف ليرة، وهناك الجوز بقشره ويبلغ سعر الكيلو منه 45 ألفاً
بدائل  الجوز
بسبب ارتفاع أسعاره، وجد بعض المواطنين بدائل  للجوز من خلال استخدام اللوز أو الفستق،  فكما تذكر إحدى السيدات أنها غالباً ما  تحشو المكدوس  باللوز أو الفستق، فيما  بينت أخرى أنها استخدمت “الحمّص المسلوق” لكون أسعاره أرخص بكثير.
عن سبب ارتفاع أسعار الجوز إلى حد ما، أوضح عضو لجنة تجار ومصدّري الخضار والفواكه بدمشق محمد العقاد  أن السبب يعود لزيادة الطلب عليه في موسم مؤونة المكدوس، حيث تراوح سعره بين  65 ألف ليرة  للجوز المطحون، وهناك صنف 85 ألفاً  وصولاً إلى  150 ألف ليرة في أسواق دمشق، لافتاً إلى أنّ الإقبال على الشراء جيّد، ولكن الكميات المشتراة قليلة نتيجة ضعف القدرة الشرائية.

إنتاج غير كافٍ

من جانبه،بيّن رئيس مكتب التسويق في الاتحاد العام للفلاحين أحمد هلال أن إنتاج الجوز للعام الحالي  يقدر بحوالي 13  ألف طن، وهو غير كافٍ لحاجة السوق المحلية.
وبيّن الهلال أن زراعة الجوز منزلية وليست تجارية، أي تقتصر على المساحات الموجودة بقرب المنازل، وأطراف الأقنية المائية، ولا توجد  مساحات مخصصة لزراعة  أشجار الجوز.
وعن إنتاج الجوز في المحافظات، أوضح أن إنتاج حلب 132 طناً، ودرعا 14 طناً، واللاذقية 6185 طناً، والقنيطرة 139 طناً، بينما حمص 1224 طناً، والسويداء 106 أطنان، وريف دمشق 192 طناً، والغاب 970 طناً، وطرطوس 1903 أطنان.
وأشار رئيس مكتب التسويق إلى أن سعر كيلو الجوز في الأسواق يصل لنحو 120 ألف ليرة، أمّا سعره من أرض الفلاح بالحد الأدنى 60 ألفاً، والأنواع الأخرى الموجودة في الأسواق مثل الأمريكي والإيراني أسعارها أقل من الجوز البلدي بنسبة 70%. وتوقع هلال أن يزيد إنتاج الجوز في السنوات الـ4 المقبلة بشكل مضاعف، وذلك بعدما أصبحت أسعاره جيدة مؤخراً.
زراعة أشجار الجوز
المهندس الزراعي منصور عتمة، بيّن أن شجرة الجوز تنتمي للفصيلة الجوزيّة، وتُعدّ منطقة حوض البحر الأبيض المتوسط وآسيا الوسطى مكان نشأته، وتنتشر أشجاره في مختلف المحافظات السورية نظراً لتوفر الأجواء الملائمة لزراعتها، وإن كانت تتركز بشكل أساسي في محافظات اللاذقية وريف دمشق وطرطوس مقارنة بغيرها من المدن. و في الوقت الحاضر يُزرع في جميع أنحاء العالم و يُعدُّ جزءاً من النظام الغذائي منذ آلاف السنين، وتُؤكل حبات  الجوز نيّئة، ولها مذاقٌ لذيذ، كما تُستخدم في الحلويات، والكعك، والمُثلّجات، ويمكن طحنها وإضافتها للأطباق الحلوة والمالحة، وبالإضافة إلى ذلك يمكن الحصول على الزيت من البذور، والذي يُستخدم في الطهو ويُضاف إلى السلطات،  ولفت إلى أن  الجوز يتميز  بنكهة لذيذة ومميزة؛ ولهذا السبب يتم استخدامه على نطاق واسع في إعداد الكعك والبسكويت و زيت الجوز فيعتبر من المطرّيات الغنية والتي تشتهر بخصائصها المضادة للشيخوخة، وبسبب فوائد الجوز للذكاء و وبسبب شكل سطحه المجعد، أُطلق عليه اسم غذاء الدماغ، حيث يسهم تناوله في تعزيز وظائف الدماغ.

الوقاية من الأمراض
اختصاصية التغذية مها عبد الله، بينت  أن من أهم  فوائد الجوز دعم صحة القلب والأوعية الدموية والعظام، وعلاج أمراض أخرى، منها على  سبيل المثال  أمراض القلب،  حيث  تسهم الأحماض الدهنية الأحادية غير المشبعة والمتعددة غير المشبعة التي يحتويها الجوز في خفض مستويات الكولسترول الضار ومستويات الدهون الثلاثية، ما يساعد على التقليل من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية والنوبات القلبية والسكتات الدماغية، كما أنه  يسهم في خسارة الوزن وتحسين الذاكرة وتخفيف الإصابة بالزهايمر لدى كبار السن.