ترامب يحافظ على تقدمه.. الوقت يداهم الديمقراطيين وحديث عن التعديل /25/ لإزاحة بايدن

تشرين:
رغم أن الوقت بدأ يداهم الحزب الديمقراطي الأميركي، إلا أنه – كما يبدو – ما زال مرتبكاً ومشوشاً وغير موحد، في مسألة اتخاذ قرار واضح فيما يخص مرشحه الرئاسي النهائي، هل يُبقي على مرشحه الحالي الرئيس جو بايدن أو يستبدله؟.. الحال نفسه المرتبك وغير الموحد ينسحب أيضاً على من هو البديل في حال قرر بايدن التنحي من نفسه، أو في حال وجد الديمقراطيون منفذاً لاستبداله.
لا شك بأن بايدن يخوض صراعاً مريراً مع المؤثرين داخل حزبه لإثبات أهليته لخوض السباق الرئاسي بمواجهة مرشح الحزب الجمهوري، الرئيس السابق دونالد ترامب، حيث تتزايد الأصوات بين الديمقراطيين مطالبة باستبدال بايدن في أسرع وقت، خصوصاً أن استطلاعات الرأي المتتالية تظهر تقدماً واضحاً ثابتاً لترامب، بمعدل ثلاث نقاط، وهذه نسبة تعد جيدة جداً وكافية لهزيمة بايدن، حتى إن الناخبين المستقلين والمنقسمين، يميلون لترامب أكثر بنسبة 42% مقابل 38% لبايدن.
ترامب تحدّى بايدن في مناظرة جديدة من دون مشرف على النقاش ومن دون قصاصات إرشاد وكتيبات تعليمية، مراهناً على أن بايدن لن يقبل أبداً، مجدداً هجومه على بايدن بأنه فاسد وغير كفؤ ويعاني من اضطرابات إدراكية، وقال ترامب في كلمة له أمس أمام تجمع لأنصاره في فلوريدا: هذه أكبر عملية تستر في التاريخ السياسي، مضيفاً: جميعهم مشارك في المؤامرة المشؤومة لخداع الرأي العام الأميركي حول القدرات المعرفية للرجل الذي يشغل المكتب البيضاوي.
وحذر ترامب مجدداً من أن أميركا تتجه إلى الجحيم بسبب سياسات إدارة بايدن، وقال: بلادنا ذاهبة إلى الجحيم.. الأمور لا تسير على ما يرام في بلدنا.. لم يكن لدينا أي شيء من هذا القبيل.. حدودنا، اقتصادنا، لدينا أعلى تضخم في تاريخ.. إن إدارة بايدن تستمر فقط في تدمير أمتنا.

قصاصات بايدن
عن قصاصات بايدن الإرشادية تساءلت صحيفة «الغارديان» البريطانية عما إذا كانت كافية، أو ما إذا كان الحزب الديمقراطي الأميركي يعتقد أنها كافية لضمان الفوز لبايدن.
تقول «الغارديان»: بايدن يعتقد أن باستطاعته النهوض على الساحة السياسية مرة أخرى، لكن المشهد العام يوحي بعكس ذلك.. ربما يكون أفضل أمل لدى الديمقراطيين في التغلب على ترامب، هو السماح لشخص آخر بإنجاز هذه المهمة.
وتشير الصحيفة البريطانية إلى المشهد المؤلم لقصاصات ورقية وكتيبات تعليمية وأجهزة تلقين منتشرة في كل مكان ترشد بايدن حتى على مستوى المشي إلى المنصة.
وتضيف: إن البيت الأبيض كان قد أشار إلى أن طبيب أعصاب تردد مراراً العام الماضي لعلاج أشخاص يعملون في البيت الأبيض، في حين قال بايدن الأسبوع الماضي في اجتماع لحكام الولايات إنه بخير، كما أجريت معه مقابلة يوم الجمعة الماضي وسُئل فيها عن شعوره إذا استمر في السباق الانتخابي وخسر أمام ترامب، فقال: طالما بذلت كل ما في وسعي، وقمت بعمل جيد بقدر ما أستطيع، فلا يوجد شيء آخر.
وتختتم «الغارديان» بالإشارة إلى أن إحراز تقدم نحو الفوز في الانتخابات لا تضمنه خطوات مجربة ومختبرة من قبل، بغية الوصول إلى منصة التتويج، لكن من المؤكد أن الديمقراطيين استنفدوا حدود الأمل غير العقلاني كاستراتيجية لتحقيق الفوز في الانتخابات، فالحملة الرئاسية المرهقة لم تبدأ حتى الآن بشكل كامل، لذا لا بد من إيجاد حلول عقلانية، في ظل غياب مرشحها.

غطرسة أم قوة؟
هكذا تساءلت صحيفة «التايمز» البريطانية، حول تمسك بايدن بترشحه، مشيرة إلى أنه يحاول اللعب بأوراق منافسه ترامب، عندما اتصل ببرنامج تلفزيوني صباحي، وأبدى غضبه من «النخب» مهاجماً استطلاعات الرأي التي تظهره خلف ترامب.
وتقول «التايمز»: إن بايدن خلال الاتصال بالبرنامج بدا حيوياً متحمساً وعالي التركيز، وشنّ هجمات حادة على ترامب، وحدد أجندته بوضوح وكان متحدياً لخصومه ومنتقديه.
وتساءلت الصحيفة البريطانية: هل كان بايدن يقرأ من أوراق مكتوبة؟ وتجيب: من المستحيل معرفة ذلك لأنه لم يكن أمام الكاميرا.
وتوضح «التايمز» أن بايدن عادة ما يتعامل بصورة أفضل مع المذكرات المكتوبة، حتى إن فريقه قام بإعداد أجهزة تلقين في كل مكان حتى في غرف الاجتماعات الصغيرة، وتقول: إن أداء بايدن كان أفضل عند الاتصال بالقناة، لذلك «سيراقبه المشككون عن كثب» عندما يعقد مؤتمراً صحفياً في قمة «الناتو» المنعقدة اليوم في واشنطن.
وتساءلت «التايمز» مجدداً: هل يغامر فريق بايدن بالسماح للصحفيين بتوجيه أسئلة لم يتم الاتفاق عليها مسبقاً؟ مشيرة إلى مذيعة إذاعة فيلادلفيا التي أجرت مقابلة مع بايدن، أندريا لوفول ساندرز، والتي فُصلت من عملها بعد أن تبين أنها استخدمت الأسئلة التي قدمها البيت الأبيض.
وتختتم الصحيفة: بينما يسعى بايدن إلى تحدي علامات التدهور المرتبطة بالعمر، فإن لديه ورقة رابحة واحدة، حيث لم يسبق لأي حزب أن قام بتبديل مرشحه للرئاسة في مثل هذا الوقت المتأخر من الاستعداد للانتخابات.

جيل بايدن
في اليومين الماضيين شهد السباق الانتخابي دخول جيل زوجة بايدن، لإظهار كامل دعم العائلة خلف بايدن بمواجهة مزيد من المشرعين الديمقراطيين الذين يطالبون بايدن بالخروج من السباق.
وأمام تجمع لأنصار بايدن في ولاية كارولينا الشمالية، أكدت جيل بايدن أنها مشتركة بالكامل في حملة إعادة انتخاب بايدن، حيث تخطط للقيام بسلسلة نشاطات في ولايات منفصلة دعماً له.
ورفض بايدن حتى الآن الدعوات للانسحاب، وكتب رسالة إلى الديمقراطيين في مجلس النواب يهاجم فيها الداعين لخروجه، وآخرهم دين فيليبس، الديمقراطي الوحيد عن ولاية مينيسوتا الذي تحدى بايدن وأثار مراراً مسألة عمره خلال الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي، قائلاً إنه سيكون من المستحيل على بايدن أن يستمر في منصبة لأربع سنوات أخرى.

هل يمكن إزاحة بايدن؟
ما زال هذا السؤال قائماً، وسيبقى حتى يقول الحزب الديمقراطية كلمته النهائية.
مؤخراً، تم تداول ما يسمى التعديل/25/ من المادة /4/ من الدستور الأميركي التي تسمح باستبدال مرشح رئاسي، إذا كان الوضع يشبه الوضع الحالي بين بايدن والديمقراطيين.
وينص التعديل على أن نائب الرئيس يجب أن يحل محل الرئيس في حالة وفاته وهو في منصبه أو استقالته، أو إذا أعلن أعضاء حكومة الرئيس أن الرئيس غير قادر على أداء واجبات منصبه.
وعليه، يمكن لنائب الرئيس و15 مسؤولاً رئيسياً في الحكومة تقديم «إعلان كتابي» يفيد بأن الرئيس «غير قادر على القيام بسلطات وواجبات» الرئاسة، ويتم بعد ذلك إرسال هذا الإعلان إلى رئيس مجلس النواب ورئيس مجلس الشيوخ، وعندها «يتولى نائب الرئيس على الفور» صلاحيات الرئاسة، وفقاً للمادة 4 من التعديل 25.
ويمكن للرئيس بعد ذلك استخدام حق النقض واستئناف منصبه كرئيس.. وبعدها ستكون أمام الحكومة ونائب الرئيس فترة أربعة أيام لتقرير ما إذا كان سيتم تجاوز اعتراض الرئيس بشكل فعال أم لا، وعند هذه النقطة سيكون أمام الكونغرس 48 ساعة للإقرار، ويحتاج القرار إلى أغلبية ثلثي المجلسين ليصبح نافذاً وهنا القضية كلها، إذ من غير المتوقع الوصول إلى هذه الأغلبية.
ولكن إذا انسحب بايدن قبل المؤتمر الوطني الديمقراطي المقرر في 19 آب المقبل، فيمكن للحزب الديمقراطي أن يعقد مؤتمراً مفتوحاً، يتم فيه اختيار المرشح الديمقراطي في قاعة المؤتمر.
يذكر أنه لم يتم استخدام هذه العملية منذ عام 1968، واقترح بعض الديمقراطيين عقد مناظرات أو استطلاعات لتحديد من يستطيع هزيمة ترامب، مع اقتراح النائب جيم كليبيرن، الديمقراطي عن ولاية ساوث كارولينا «إجراء انتخابات تمهيدية مصغرة».

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار