نحو ٩٠ ألف طن الأقماح المسوّقة في درعا حتى تاريخه.. والموسم في النهايات
درعا – وليد الزعبي:
مازالت قوافل الخير تسير باتجاه صوامع الحبوب ومستودعات “إكثار البذار” في محافظة درعا، وإن بوتائر أقل من السابق، لكون الموسم شارف على الانتهاء، والكميات المسلّمة حتى تاريخه مبشرة وتعدّ الأفضل بالمقارنة مع محافظات أخرى، ويعود ذلك إلى حرص وعزم جميع الفلاحين على تسليم محصولهم إلى الجهات العامة، بالرغم من أن عملية حصاد المحصول ونقله وتسويقه وصرف قيمته لا تخلو من بعض المنغصات.
صومعة إزرع تستقبل المحصول (دوكمه).. ومركز الصنمين وفرع الإكثار يستلمانه مشوّلاً
مركزان للاستلام
مدير فرع المؤسسة السورية للحبوب في درعا المهندس أنور فروان، ذكر أن عمليات توريد الأقماح في كلّ من مركز صومعة إزرع (دوكمه) ومركز الصنمين (مشوّل) لا تزال متواصلة، فيما تتم عملية الاستلام وفق محدداتها لجهة أخذ العينات وتحليلها وتحديد درجتها ومن ثم وزنها على القبابين المعايرة وفق أسس فنية، ومن ثم تفريغها في جور التفريغ في صومعة إزرع وتخزينها حسب درجتها في وحدات الصومعة، كذلك في مركز الصنمين، حيث يتم تكديس الأكياس بعد مرورها بمثل المراحل السابقة في المركز المخصص لها.
إجمالي الكميات
وأشار الفروان إلى أن إجمالي الكميات المستلمة لغاية أمس في صومعة إزرع ومركز الصنمين، بلغت ٨٦٩٠٦ أطنان قمح، والإمكانية متاحة لاستلام وتخزين كامل الكميات التي يمكن أن تورد إلى الفرع، علماً أنه يتم تنظيم فواتير الشراء للفلاحين ليتم صرفها من المصرف الزراعي في المحافظة.
الأصناف القاسية حصراً
من جانبه، بيّن مدير فرع إكثار البذار في إزرع المهندس سامر الزامل، أن الكميات المستلمة لغاية يوم أمس بلغت ٢٨٥٠ طناً من الأصناف المتعاقد عليها وهي القاسية حصراً، ولاسيما “دوما ٣ وشام ٩ وشام ٧ وشام ٥” بكل مراحلها.
ولفت إلى أن الخطة الإنتاجية تبلغ ٨ آلاف طن، والمتوقع استلامه ٥ آلاف طن، فيما يتم التدقيق على النقاوة الصنفية والخلو من الشعير للحصول على بذار بمواصفات عالية، علماً أن الاستلام يتم بوتيرة جيدة.
عينات من الحقول
وأشار إلى أن اللجان الحقلية تراجع الفلاحين المتعاقد معهم وتأخذ عينات من الإنتاج ضمن الحقول (مستّف بأكياس خيش قلم أزرق سعة الكيس من ١٠٠ إلى ١١٠ كيلو غرامات)، وهذه العينات التي تأخذها اللجان ترسل للمخبر ويتم تحليلها، وفي حال كانت ناجحة يتم إعلام الفلاح لجلب الإنتاج إلى فرع “إكثار البذار” وفي حال كانت راسبة يأخذه إلى فرع الحبوب.
مطابقة للإنتاج
ولفت الزامل إلى أنه عندما تأتي الشحنة لفرع الإكثار تقوم لجنة التوريد الموجودة عند المدخل بمطابقة الإنتاج مع وثيقة التحليل الصادرة من المخبر، وفي حال تطابق النتيجتين، يتم إدخال الإنتاج ويعتبر مقبولاً بشكل نهائي، وجميع الكميات يتم استلامها مشوّلة حصراً و “تستّف” بأكداس ضمن كل صنف ومرحلة لوحدها، أما بالنسبة لقيم البذار فتم رصد أكثر من ٣٥ مليار ليرة مودعة بالمصرف الزراعي لصالح إكثار البذار، ويتم صرف القيم ضمن آلية مشابهة للآلية المتبعة في فرع الحبوب.
خطة إنتاج بذار القمح ٨ آلاف طن والمتوقع استلامه ٥ آلاف
غلّة جيدة
وبدوره، ذكر رئيس دائرة الإرشاد الزراعي في مديرية زراعة درعا، أن الإقبال من الفلاحين جيد وساهم بتقاطر شحنات الأقماح بكثافة إلى فرعي الحبوب وإكثار البذار في المحافظة، ما يبشر بتوريد غلة جيدة لهذا الموسم بالقياس إلى المساحات المنفذة وكميات الإنتاج المقدرة.
تخطي الصعوبات
ولفت إلى أن صعوبات جمّة واجهت الفلاحين، لكنها لم تثنِ من عزيمتهم على تحمّلها في سبيل جني إنتاج محاصيلهم التي بذلوا جهوداً ومبالغ كبيرة في سبيلها، ومن تلك الصعوبات؛ ارتفاع تكاليف النقل، وتأخر تسليم الأقماح أحياناً وارتفاع أجور التحميل والتنزيل للقمح المشوّل، وكذلك ارتفاع أسعار المحروقات للسيارات الناقلة، ناهيك بأسعار الحصاد التي كانت مرتفعة إلى حدّ كبير عن التسعيرة الرسمية، حيث لم يلتزم أصحاب الحصّادات بالتسعيرة، وما أرغم الفلاحين على الانصياع لأجور الحصّادات الباهظة هو الخوف من شبح الحرائق، وهو العامل الذي زاد من جشع بعض أصحاب الحصّادات لأخذ سعر مرتفع، بالإضافة لضعف الطلب على مادة التبن، ما شكّل عبئاً إضافياً على المزارعين، وخاصة في المناطق التي كانت فيها غلة المحصول منخفضة نتيجةً للتغيرات المناخية، أضف لذلك أن تأخر تسليم أثمان الأقماح أثقل كاهل الفلاحين وأربكهم لجهة عدم التمكن من تسديد التزاماتهم المالية مثل أجور الحصاد والنقل والتحميل والتفريغ، وكذلك بعض المبالغ المترتبة عليه كديون سابقة عن فلاحة وزراعة الأرض.